الشعب الفلسطيني واحترامه، بسبب المعاناة التي يتحملها بفعل الظلم الذي وقع عليه، إنما هو وسيلة تعبير ودفاع عن الظلم الذي وقع على كاهل الأمة منذ ذلك الوقت، وهو الذي أوصل الأمة إلى هذه الدرجة من التمزق والضعف والتخلف، وتكالب الأمم عليها، ووجود احتلال ينهب ثرواتها، وحرب لن تهدأ في العراق بمجرد السعي إلى تضييق الخناق على الفلسطينيين بغية تهجيرهم من هناك.
الأحداث تواردت منذ أن سقطت بغداد حيث تقوم جهات مشبوهة ومرتبطة بالولايات المتحدة بتضييق الخناق على الفلسطينيين ومنعهم من التحرك والعمل وسلبهم ممتلكاتهم التي حصلوا عليها بفعل سنوات جهدهم بعد أن خرجوا صفر اليدين من فلسطين المحتلة عند وقوع النكبة.
التقارير الإخبارية التي وردت مؤخرا كشفت عن عمليات اعتقال واسعة بحق الفلسطينيين، وعملية اعتداءات وإطلاق نار بشكل منظم من قبل الشرطة العراقية مما أدى إلى حالة نزوح للفلسطينيين في أكثر من مكان، حيث عمليات السطو والتنكيل تقوم بها الشرطة العراقية أمام العيان، وقد نقلت تقارير تلفزيونية عدد من شكاوى الفلسطينيين أمام الرأي العام لمعاناتهم، حيث وقف احد الفلسطينيين قائلا أرسلونا إلى أي مكان لا يتم قتلنا فيه حتى ولو إلى دافور.
ما نود قوله أن الغائب عن ذهن الحكومة العراقية، إن احترام الفلسطينيين والحفاظ عليهم هو واجب وطني وإنساني، وحتى إذا ما ارتكب احد الفلسطينيين خطأً ما فان ذلك لا يكون مبررا لمعاقبة شعب بالكامل، فالذي يعاقب الفلسطينيين في هذا الزمن، وفي هذا التكالب على قضيتهم، وفي هذا الشتات، لن ينال احترام التاريخ، فهذا الشعب الجبار الذي رفع رأس الأمة، يستحق تقديراً خاصاً من الجميع، ..تأكدوا تماماً، كل دولة ترمي الفلسطينيين أو تدير ظهرها لقضيتهم هي الخاسرة بكل تأكيد.