لقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم ليكون مرشدا ودستورا للمؤمنين ، فالذين يؤمنون بالله حقا وصدقا يتعين عليهم أن يتعاملوا مع هذه الحقيقة الكبرى بما يليق بها وبما تعنيه حقا ، أن يجمعوا بين إيمانهم بالله وهجرانهم لأحكام كتابه (يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) (الفرقان: 30). وذلك حول إثارة النظام الحاكم في مصر للنعرة المصرية، واستغلال الوطنية المصرية في غير موضعها بالحديث عن السيادة والأمن القومي عندما يكون الأمر متعلقا بالعرب والمسلمين، بينما ينسون الوطنية والسيادة تجاه إسرائيل والولايات المتحدة والغرب . فلقد تعرضت الدبلوماسية المصرية لهجوم شديد على الصعيدين العربي والدولي بسبب بناء جدار العزل الفولاذي على الشريط الحدودي الرابط بين مصر وفلسطين ، فمع تدهور الأوضاع المعيشية لسكان قطاع غزة والتي تهدد بكارثة إنسانية ، تنامي الشعور نفسياً بالاختناق لدى الفلسطينيين القابعين تحت الحصار الإسرائيلي الذي قال الخبراء عنه إنه سيحدث ضرراً مالياً واقتصادياً أشد سوءا بالقطاع وسكانه ، كونه حاجزا نفسيا مخيفا يتم لأول مرة بين مصر وفلسطين ، بعد أن كان القطاع جزءاً تاريخياً من أمن مصر القومي ، في حين تعتبره مصر الآن منفذ التهديد لهذا الأمن فان استمرار وإصرار حكومة مصر على إيذاء شعب فلسطين ، فشعب فلسطين لن ينسى تاريخكم المغزى تجاه القضية الفلسطينية ابتداء بجرائمكم حيث كنتم أول بلد عربي يعترف بالكيان الصهيوني المسخ . وتآمرتم على المقاومة وإضعافها في لبنان بل انتم من أوصل القضية الفلسطينية إلى هذا المستوى من الإحباط وانتم يا سيادة الرئيس مبارك من يلعب دور المنافق مابين حركة فتح وحماس وانتم من تغذون هذا الصراع.
ألا تخجل يا سيادة الرئيس إن أجهزتكم ليس لها عمل سوى مراقبة شعب فلسطين وتركتم مراقبة المخدرات !
ألا تخجل اليوم إن من يحاصر شعب فلسطين ليس الاسرائلين فقط بل أنتم !
ألا تخجل في كل يوم يموت فلسطيني محاصر نتيجة عدم تلقيه العلاج !
كفى يا مبارك فو الله أننا نعلم إن دوركم المستميت في الدفاع عن أمن إسرائيل وليس أمن مصر . فبدل من عمل جدار فولاذي وساتر ترابي ووضع أجهزة تكلف مصر ملايين الدولارات فبدل من عمل مثل هذه الأمور قم بعمل المشاريع السكنية والتي بظلكم هناك أكثر من مليون مصري ينام في المقابر حسب نشرة وكالة الأنباء الإنسانية " إيرين " إنّ نحو مليون شخص يقيمون داخل أكبر مقابر القاهرة ، التي يعود إنشاؤها إلى القرون الوسطى وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة الصادرة عام 2005 ، فقد بلغ عدد المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر قرابة 16.7% بالمائة من السكان ، وذلك عام 2000 .
لا أحد ينكر عدة ملايين في مصر تنام في المقابر تفتقد أدنى حقوق الإنسانية ولا احد ينكر الفقر المدقع في مصر ...
لكن هل يعقل .. يا مصر الشروع ببناء جدار فولاذي سيكلفك مبالغ طائلة ..
وهل هدفه شريف !؟؟؟
لا
هدفه تضييق الخناق على شعب غزه .. وأهل غزه ,,
أوليس الأجدر أن تنفق هذه المبالغ الطائلة على الناس , وبناء المساكن لهم وهناك تقرير رسمي مصري أن عدد الرجال والنساء الذين لم يتزوجوا في مصر بالرغم من بلوغهم سن الزواج وصل إلى 8 ملايين و982 ألفا و886 شخصا، بينهم 3 ملايين و736 ألفا و631 امرأة عزباء و 5 ملايين و246 ألفا و237 رجلا أعزب ، بسبب عدم مقدرتهم على دفع تكاليف الخلو للشقة .
فلماذا تريد أن تصور للشعب المصري أن هناك خطر من قطاع غزة .
وهل أصبحت اليوم غزة مصدر تهديد للأمن القومي كما تروج قنواتكم !!
ففي الأمس القريب شاهدنا في برنامج الاتجاه المعاكس وللأسف يخرج علينا أقزام الأمة فيقول إن مصر تريد عمل الجدار لمنع تهريب المخدرات إلى مصر ؟!!!
والعجب العجب إن أم الدنيا هي من اكبر الدول رواجا وتجارة وتعاطيا للمخدرات في العالم العربي والإسلامي بل إن نسبة المتعاطين للمخدرات في مصر حسب احد الدراسات المصرية والتي نشرت في معظم الصحف المصرية تقدر(6000000) بستة ملاين شخص عام 2007 ، هل جاءت من غزة أم من الصهاينة وعملائهم كفى يا مبارك فو الله إن اليد المباركة التي سحقت السادات فهي قادرة على سحقكم فلن يغفر لكم شعب فلسطين والشعوب العربية والإسلامية على جرائمكم المتواصلة وحصاركم المخزي ضد شعب اعزل لا حول ولا قوى له إلا بالله .
هل وصل بكم الأمر إلى منع قوافل المساعدات من الدخول والغريب في الأمر إن من يريد مساعدة المحاصرون هم ليس من القادة العرب بل هم ليسو من العرب هم بريطانيون وأتراك وجنسيات أجنبية ، لقد شاهدنا وبألم المؤتمر الصحفي للسيد جورج غالوي على قناة الجزيرة وتحدث بصراحة عن معاناة الرحلة وقال غالوي ( كنت أتمنى أن أحرج إسرائيل في حصارها على غزة ففوجئت إن من يحاصر غزة هم المصرين ) غالوي قال إنه لن يعود إلى مصر مادامت مصر تحاصر شعب غزة .
لكن اعلم يا مبارك إن من يعرف الشعب الفلسطيني جيداً فهو يعلم إن شعب فلسطين لن يستسلم أبدا (لا بجوع ولا بحصار ولا حتى بقتل الأبرياء منه ) كنا نتصور أن مصر صديقة حميمة للشعب الفلسطيني، اليوم وهى تعلن رسميا وعلى لسان متحدثها إن مصر سوف توقف ولن تسمع بعبور المساعدات .
إلى متى يا عرب يبقى موقفكم خجولا ألا يكفيكم ستون عاما والمؤامرة قائمة على شعب فلسطين ما هو الذنب الذي ارتكبناه لنحاصر ونقتل؟؟؟؟
أليست الأقصى للمسلمين ؟؟
أليس هو ثالث الحرمين ؟؟؟
وهل أصبح الخطر فقط من الجماعات الإسلامية وتركنا الخطر الأكبر وهم الصهاينة ؟؟؟
لماذا لم تكن هناك جرائه من العرب لكسر الحصار لماذا فقط من يجرؤ على كسر الحصار هم ليسو من العرب أليس بهم قبل غيرهم من يكسر الحصار ليشجع الآخرين ؟؟؟
فلقد أعلن إن قافلة أخرى من المساعدات سوف تصل من جنوب أفريقيا وقافلة أخرى من ماليزيا يقودها رئيس وزرائها الأسبق .
فلماذا كل هذا الخوف وأين الترسانة المرعبة للعرب والتي امتلأت مخازنهم بالعتاد والدبابات والطائرات؟؟؟
متى سوف تستخدموها أم إنها فقط تستخدم لحالتين فقط ( قمع الشعوب والاستعراضات العسكرية) وأكثر و أكثر ولكن دون حراك صمت يلف بقاع الزمن غدرا وظلما .
وأخيرا نتقدم بالشكر إلى شعب مصر الذي يرفض الحصار والى كل الشعوب العربية والإسلامية وإلى أحرار العالم كافة الذين يرفضون الذل والعبودية .
ان شعب فلسطين الذى امتلأ قلبه قيحا وجراحا وألما فهو صابر محتسب من ظلم الأصدقاء وخيانة الأقرباء وتذكرت قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الوكيل}... فلما وصل الخبر للرسول صلى الله عليه وسلم ( قال حسبنا الله ونعم الوكيل )
بسام قدومي
10\1\2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"