بسم الله الرحمن الرحيم إلى جميع الشرفاء في العالم ،،، م/ مناشدة واستغاثة من فلسطينيي العراق إن الوجود الاضطراري للفلسطينيين في العراق يعود لستة عقود تقريبا بعد أن أُكرهوا وهجّروا قسرا من أرضهم وديارهم عام 1948 ، حيث عاشوا مع أشقائهم العراقيين منذ ذلك الوقت متحابين متآلفين ، يفرحون لفرحهم ويحزنون لحزنهم ، ولم يحسبوا أنفسهم على جهة أو طائفة أو مذهب أو قومية دون الأخرى ، إنما هم ضيوف على جميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم وأعراقهم، وبعد احتلال العراق بدأنا نرى ونشاهد ونسمع أشياء دخيلة وغريبة ومستهجنة عما كان عليه الوضع قبل ذلك وفي كل مراحل الدولة العراقية الملكية والعسكرية والجمهورية ، وبدأت مرحلة من المعاناة والتضييق في مختلف مناحي الحياة اليومية أشدها الاستهداف المباشر بالقتل والخطف والاعتقال من غير بينة وغيرها من المآسي المتكررة ، وبدأ الأمر يتصاعد وتشتد وطئته علينا منذ شهر أيار من العام الماضي واستمرت هذه المحنة ولم تنقطع حتى ضاقت بنا الأرض بما رحبت .ونخاطبكم اليوم وربما بعد هذه المجازر لن يكون هناك من يخاطبكم إذ أننا نمر في هذه الأيام بأسوأ ظروف مر بها الفلسطينيون في العراق مما حدا بكثير من العوائل أن تخرج إلى الصحراء هربا من القتل !! ولازال ما يقرب من قد200 فلسطيني بينهم نساء وأطفال وكبار بالسن عالقين بين الحدود العراقية السورية منذ ثلاثة أسابيع وهم بحالة سيئة جدا . ولو تتبعنا مجريات الأحداث خلال الأسبوعين المنصرمين على سبيل المثال لا الحصر لوجدنا أن هنالك استهداف واضح ومباشر ومقصود للوجود الفلسطيني في العراق ، ففي يوم 15/5/2006 محاولة اختطاف واغتيال الفلسطيني سمير إبراهيم عبد الحفيظ قرب مجمع البلديات من قبل مجهولين وتعرض لعدة إصابات ، وفي يوم 16/5 تم اختطاف وقتل الفلسطيني صباح عبد القادر عبد الخالق في منطقة الطوبجي بعد أن ذهب مساءا لتناول العشاء في مكان قريب من سكنه ورغم وجود مفرزة قريبة للحرس الوطني ومفرزة قريبة للشرطة ، وفي يوم 17/5/ محاولة اغتيال الموظف الفلسطيني هيثم فؤاد في منطقة البلديات وأصيب في إطلاقة في وجهه ، وفي يوم 20/5 تم اعتقال ثمانية فلسطينيين من مجمع للفلسطينيين في منطقة الزعفرانية من قبل قوات حفظ النظام بسبب انفجار عبوة ناسفة على الشارع العام مع الضرب والشتائم والإهانات وأطلق سراحهم بعد تدخل القوات الأمريكية ، وفي يوم 22/5 تم اغتيال الشاب الفلسطيني عادل رشاد رشيد قرب منزله في منطقة الدورة ، وفي يوم 23/5 محاولة اغتيال الفلسطيني أياد فريد قاسم قرب منزله في حي الرئاسة ،
وفي يوم 26/5 محاولة دهس الفلسطيني قتيبة فؤاد صالح من قبل سيارة برنس من دون أرقام بينما كان عائدا من عمله بدراجة نارية وهو يسكن في منطقة الطوبجي ، وفي يوم 27/5 تم توزيع أوراق مطبوعة للعوائل الفلسطينية في منطقة الطوبجي فيها تهديد بمغادرة البلاد خلال عشرة أيام وإلا سيكون مصيرهم كمصير الفقيد صباح عبد القادر والتوقيع كتائب أحرار العراق ، وفي يوم 28/5 تم اختطاف الشاب الفلسطيني أيمن فيصل محمد نصار من منطقة بغداد الجديدة يعمل بائع متجول وعثر على جثته في اليوم التالي ، وفي يوم 29/5 تم اغتيال الفلسطيني سعود عبد القادر في منطقة البلديات من قبل مجهولين بعد تطويق المنطقة واقتحام عدد كبير داخل منزله وسحبه إلى الحديقة وإطلاق وابل من الرصاص عليه ليردوه صريعا في مكانه ، وبعد الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة الأثنين على الثلاثاء الموافق 30/5 داهمت قوة مشتركة أمريكية وعراقية عمارة سكنية لعوائل فلسطينية في منطقة الصناعة واعتقلوا كل من محمد خضر وجمال خضر وابنه خضر جمال .وفي الساعة الثانية بعد منتصف ليلة السبت على الأحد الموافق 28/5/2006 طوقت قوة كبيرة أمريكية وعراقية جوانب من مجمع الفلسطينيين في البلديات وداهمت ثلاثة مخازن لتجار فلسطينيين يستوردون مادة الكلينكس واستخدموا القنابل الصوتية والعيارات النارية وتم إفزاع جميع أهالي المجمع ولم يعثروا على أي شيء يذكر ، وبعدها داهموا شقة مؤذن جامع القدس وهو الحاج صبحي محمد عبد القادر ( 65 سنة ) مستخدمين القنابل الصوتية مع ضرب وإهانة المتواجدين في المنزل ومحاولة اعتقال المؤذن وولديه وصهره وحفيده إلا أنهم اكتفوا باعتقاله وأبناءه الاثنين ثم توجهوا لمداهمة شقة الابن الثالث له وهو صاحب المخازن التجارية ليعبثوا بحاجياته ويأخذوا مبلغا من المال قدره ( 6000 دولار ) ولم يكن متواجدا في حينها ، ولم يعثروا على أي شيء فيه إدانة ولو وجدوا ذلك ما تجرأ أحد باستنكار ما جرى ، وقد افرج عن ابناء الحاج صبحي وبقي هو معتقلا الى الان.وبالرغم من أن القوات الأمريكية كانت تقدم الحماية للفلسطينيين في كثير من الحالات من كثرة الاعتداءات عليهم من قبل المسلحين المجهولين إلا أنهم استهجنوا واستغربوا من هذا التصرف الذي أدى لنشر الخوف والقلق في صفوفهم ، مع أنهم محاصرون في تجمعاتهم لا يستطيعون الخروج لمزاولة اعمالهم وكسب قوت يومهم بسبب الضغوطات والتهديدات المتكررة تجاههم .إن الاعتداء والتضييق على اللاجئين الفلسطينيين في العراق مستمر ومتواصل ومتكرر ، ونحن نطالب ومنذ أكثر من عام ونناشد لإيجاد الحلول لنا ونستغيث لوقف المعاناة وكأن الأمر لا يعني أحدا والدم الفلسطيني قدره أن يكون مستباحا في كل مكان ولا حول ولا قوة إلا بالله .وعليه فإن أبناء فلسطين في العراق يستغيثون ويصرخون فهل من مجيب وهل من منصف وهل من منقذ لهم من هذه المجازر والاستهداف اليومي .إننا نناشد الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية وكذلك جميع القادة والساسة والمسئولين في الحكومة العراقية الحالية وجميع الشرفاء في العالم بأن يقفوا وقفة حقيقية ويخطوا خطوة عملية لانتشالنا من هذا المستنقع وإيجاد الحلول الشاملة لنا لأننا أصبحنا في عداد الموتى من كل النواحي وسيشهد التاريخ على كل من سمع أو شاهد ولم يتحمل المسؤولية .ونطالب القوات الأمريكية بتفسير واضح لملابسات ما جرى وفتح تحقيق في ذلك وإطلاق سراح الحاج صبحي محمد عبد القادر مراعاة لكبر سنه ومرضه وتزكية جميع أهالي المنطقة له كما نطالب باطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون الاميركية ، كما نطالب بالإسراع في محاكمة المعتقلين في السجون العراقية للشبهة فقط ودون اي دليل. بالإضافة إلى مطالبتنا بفتح تحقيق في كل الجرائم والانتهاكات التي طالت الفلسطينيين في العراق . أبناء فلسطين في العراق30/5/2006