تواردت على اسماعنا منذ عدة ايام وكالات الانباء خبر مقتل الناشط الايطالي أريغون المناصر لقضية فلسطين في قطاع غزة، وهذه جريمة بالتاكيد تضر بقضيتنا وانعطافة خطيرة في مسار التضامن وتقديم المعونات للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.
ولا زلت حائرا في سبب هذه الجريمة قتل انسان متضامن بريئ ناشط سلام كرس نفسه وشبابه في خدمه الشعب الفلسطيني وغزة الصامدة المحاصرة حيث كان هناك منذ عام 2008 وشارك في العديد من القوافل والسفن لكسر الحصار عن غزة حتى اني قرات في احدى الصحف الايطاليه نقلا عن والدة الناشط الايطالي القتيل ان ابنها تلقى تهديدا بالقتل من موقع الكتروني اميركي يميني متطرف قبل عامين بسبب موقفه من القضية الفلسطينية وبسبب الصور التي تدل عل حبه للفلسطينيين وقضيتهم المشروعة وقالت ايضا انها غير نادمة على وجوده طوال تللك الفترة هناك وموته وقالت ايضا انها ستبحر الى غزة الصامدة التي امن بها وضحى من اجلها واقابل اهلها الطيبين الصابرين الذين طالما حدثني عنهم بكل خير وكي اوكد لهم مسيرة فنتوريو .
ويعتبر أريغوني ناشط سلام إيطالي عضو في حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطين وقتله في قطاع غزة وصمة عار في جبين الذين قتلوه، والشعب الفلسطيني الرائع بريء منهم، وكذلك حال المسلمين الذي يشعرون بالخزي من أمثال هؤلاء الذي يقتلون بدم بارد إنسانا مستأمنا، فضلا عن أن يكون مناصرا جاء يعلن تعاطفه ودعمه للشعب الفلسطيني المظلوم والمحاصر.
يا الله أية مرارة في الحلق نشعر بها بسبب ما فعل هؤلاء، ويشوّهون تبعا لذلك عظمة هذا الدين، فما الذي سيقوله الغربيون عن دين يجيز لأتباعه قتل من جاء ينتصر لعذاباتهم في مواجهة المحتلين المجرمين؟! لكن عزائنا ان هؤلاء لا يمثلون الاسلام النقي الصافي.
ويذكر أن الناشط الإيطالي القتيل هو أحد نشطاء كسر الحصار الذين جاؤوا على سفن كسر الحصار عن القطاع.
ويشار أيضا إلى أن أريغوني هو أول أجنبي يخطف في قطاع غزة منذ خطف صحفي هيئة الإذاعة البريطانية ألان جونستون لمدة 114 يوما وأفرج عنه في 2007.
هذا وقد رفض الخروج من غزة اثناء الحرب الصهيونيةعلى غزة وعمل مع الاطقم الطبية مشيرا الى انه يرسم على معصمه شعار “حنظلة” وشارك في الحرب اللبنانية مع قوات الثورة الفلسطينية ضد الكتائب .
واضاف ان “فيكتور” اصيب خلال العدوان الصهيوني على غزة بشظية بيده في محيط مشفى العودة شمال قطاع غزة واصر الصهاينة على ترحيله ولكنه رفض واصر على البقاء في قطاع غزة.
فيتوريو اريغوني كان من أوائل المتضامنين مع الشعب الفلسطيني وقطاع غزة المحاصر وقد وصل لغزة مع قاربي كسر الحصار “الأمل والكرامة” نهاية عام 2008، وبقي في غزة، وله كتابات مؤيدة لنضال الشعب الفلسطيني.
في ظل الاوضاع المضطربة في المنطقة وسياسة خلط الاوراق والترهيب المستمر واضعاف القضية الفلسطينية يظهر جليا المستفيد من قتل الناشط الايطالي لان فعل كهذا لا يمكن ان يصدر من شخص حريص على فلسطين تلك القضية العادلة التي تمر باحرج الظروف.
والنتيجة الحتمية ان اليهود هم المستفيد الاول لهذه الجريمة وحلفائهم من الامريكان والغرب والمغفلين من العرب.
اعداد هشام الشعبان
18/4/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"