حملت الأنباء الرسمية الصادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين خبر تصفية "مخيم الوليد الحدودي" ، دون مراعاة لأي ضوابط أمنية أو حياتية أو قانونية تتعلق بالتدخلات الأمنية والإجرامية للقوات الأمنية الإيرانية في كل واردة وشاردة في العراق المحتل ، وجرائمها البشعة ضد العراق والعراقيين، فبعد مسلسل التصفيات الجسدية والاغتيالات التي طالت عشرات الأحوازيين والفلسطينيين والأكراد في العراق ، ممن ينشطون في الدفاع عن شؤونهم الوطنية والقومية في العراق ، من قبل القوات الإيرانية وفيلق القدس ـ حلفائها المحليين ـ أقدمت هذه المفوضية على اتخاذ إجراءات غاشمة وخطيرة تقضي بتوزيع الفلسطينيين على مناطق معينة في بغداد ، وإسكان المواطنين الأحوازيين اللاجئين بمخيم الوليد في مدينة البصرة الجنوبية ، فيما تكفـّل الجانب الكردي في شمال العراق استقبال المواطنين الأكراد الإيرانيين .
إنّ الدوافع والأسباب التي أجبرت هؤلاء المواطنين على الرحيل إلى منطقة "مخيم الوليد" الواقع على الحدود العراقية السورية ، وترك مناطق سكنهم التي عاشوا وترعرعوا فيها ، والسكن في مناطق الخطر الصحراوي ، وتقبل المعاناة المضنية ، والقبول بالحرمان وشظف العيش هو درجة المخاطر الجمة على حياتهم الشخصية الآمنة ، وتعرض العديد من رموزهم وأبنائهم إلى الخطف والقتل والتصفية في العراق على يد العصابات الإجرامية التي شكلها التحالف الفارسي الصفوي الإيراني مع السلطة المأجورة وعموم عملائهم في العراق المحتل أمريكياً وإيرانياً منذ العام 2003 م . ولم تتغير الظروف السياسية أو الاجتماعية في العراق المحتل أبداً على المستوى الإيجابي ، بل على العكس من ذلك تماماً ، وهو ما يلقي عبئاً مضاعفاً على كل المنظمات العربية والإنسانية للارتقاء لواجباتها الحقوقية والإنسانية في سبيل حماية اللاجئون العرب وغيرهم في ذلك المخيم ، وبالخصوص : الأحوازيين والفلسطينيين ، وتلك هي أبسط أسباب التضامن الحياتي بين أشقاء الأرومة الواحدة والدماء المشتركة .
إنَّ مصيراً أسوداً مليئاً بالمخاطر الحياتية على اللاجئين الأحوازيين والفلسطينيين ممن يعيشون في عراق اليوم الذي يتعاون على سلب حريته وتقطيعه واستدماره الإيرانيون ومرتزقتهم المتعطشين للدماء ، خصوصاً وأن هذا المصير الأسود والمخاطر المحدقة تنتظر اللاجئين الأحوازيين في "مخيم الوليد" ممن يحتاجون عاجلاً وليس آجلاً تقديم المعونة الملموسة لهم ، على الأقل في استقبالهم مؤقتاً ـ فقط ـ لفترة محدودة على أمل سفرهم للدول التي منحتهم حق اللجوء السياسي إليها ، أسوة بما قدمه الأكراد في شمال العراق كملاجيء محصنة لأقرانهم أكراد إيران ـ وهم بالمئات ـ اللاجئين في مخيم الوليد وتم ترحيلهم جميعاً إلى شمال العراق ، لذا تناشد منظمة "حزم" الأحوازية جميعَ المنظمات الإنسانية والقوى السياسية الحية في الوطن العربي وخارجه ، والمنظمات الإنسانية الدولية في مختلف أصقاع العالم ، التدخل العاجل بغية إيجاد الضمانات الإنسانية لأبناء شعبنا الأحوازي على جميع الصعد ومختلف الإحتياجات .
المكتب الإعلامي للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز "حزم"
11/2/2012
المصدر : موقع الأحواز عربستان الأهواز