في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها أمتنا العربية! ج1- جمال أبو النسب

بواسطة قراءة 2617
في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها أمتنا العربية! ج1- جمال أبو النسب
في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها أمتنا العربية! ج1- جمال أبو النسب

منذ أن تعلمنا أبجدية القراءة وقبل أن نخط بأقلامنا (( الرصاص )) كلمة واحدة باللغة العربية وليس جملة مفيدة ,, اعتدنا على قراءة هذه العبارة ؟؟ أو تلك الجملة الرنانة ؟؟ وبأكثر من صياغة أو تقديم أو تأخير في كلماتها ,, والتي كانت ولم تزل ملازمة لنا ليل نهار ,, وتطل علينا كل يوم أما لنقرأها على صفحات الجرائد والمجلات كي نمتع أبصارنا بها حتى أصابة أعيننا بالرمد ,, أو ليشنف بها آذاننا مذيعي المحطات الإذاعية والتلفزيونية الأرضية ليطربونا بها حتى كدنا أن نصاب بالصمم ,, وما أن يرتقي المنبر أي مسؤول كان وزيراً أو غفيراً ؟؟؟ ,, أو حتى رأس الدولة في أي قطر من أقطارنا العربية المجيدة ,, وان كان أميراً أو رئيساً أو ملكاً أو سلطاناً أو أمبروطوراً ,, أو كان تقدمياً أو رجعياً أو أشتراكياً أو رأس مالياً ,, وطنياً أو عميلاً ,, منتخباً بالتهديد أو بالوعيد أو بالتزوير ,, أو كان مجيئه للحكم وهو محمول على أكتاف شعبه ,, أو أغتصب الحكم أغتصاباً وقدميه تطىء رؤوس شعبه ؟؟ أو جاء وهو وارثاً لكل ما على الأرض وما فوقها وما تحتها ؟؟ لأن أجداده وآبائه هم من أكتشفوها وجاءوا بالشعب من كوكب آخر لينعموا من خيرات ما تبقى من فتات على موائدهم ؟؟؟

ترى أي من هؤلاء الذين ذكرتهم أعلاه وأعتذر مقدماً ممن لم تسعفني الذاكرة المتعبة على ذكرهم ,, ما أن يبدأ بالتكلم عن قضايا أمتنا المصيرية والتي على رأسها كما يدعون وما زالوا يتمشدقون بها (( القضية الفلسطينية )) ,, وما أن يفتح فمه على مصراعيه ,, ويصدح بلغة عربية فصيحة وبدون أي أخطاء لغوية أو نحوية أو أنشائية ,, ويعلو بصوته الجهور الذي يكاد به أن يثقب الآذان ,, (( أنه لو لا أن الأمة العربية تمر بظروف عصيبة هذه الأيام )) لكان سيادته أو فخامته أو سعادته أو جلالته لفعل كذا وكذا وكذا ,, وكأنه نسى ونحن معه نسينا أنه مر عليه قرابة نصف قرن وهو في سدة الحكم ؟؟ وهو ما يزال يردد نفس العبارة وعلى نفس النغمة ؟؟ ولم يفعل شيئاً مما جاء بكذا وكذا وكذا التي لا أجد هنالك من داعي لذكرها لأننا حفظناها جمعياً عن ظهر قلب ؟؟؟

وما أن يفرغ ذلك الرئيس أو القائد الذي لا يشق له غبار أمام جثث أبناء شعبه ؟؟ أو يصدع له قلب ليس في ساحات النزال ,, إنما قلبه لا يصدع وحتى لا يرق لبكاء الجياع أو أنين المرضى أو الذين أفنوا أعمارهم في سبيل اسعاد سعادته ,, أو الذين أنهوا أعمارهم وهم يركضون من أجل لقمة العيش ؟؟ لكنهم لم يدركوها بعد ؟؟ لأن هذه اللقمة تجري أمامهم بسرعة البرق ؟؟؟ ما أن يفرغ سيادته من إكمال هذه الجملة التي كانت وستبقى الشماعة التي تعلق عليها كل الخطط الآنية والمستقبلة ؟؟ ومن لم يعجبه ؟؟ أو يهمس في سره الى متى سنبقى نتحمل كل هذا ؟؟ أو إلى متى سنظل نعاني ونكابد من ذل لقمة العيش ؟؟ ترى شماعة هذه الجملة العجيبة تتحول الى مشانق لتنقض على الأعناق كما تقتض المخلوقات المفترسة على فرائسها ,, فالرقبة كما يبدو هي غاية ومبتغى كل من يقال له لا من أبناء شعبه ..  كان مريضاً يتلوى لشدة ألمه ولا يجد الدواء ,,أو من كان جائعاً قد أضناه طول السهر وهو يفكر كيف سيدبر لقمة خبز لأطفاله للغد الذي لم ولن يلوح فجره بعد ,, هذا وأن أو ولو كان ذلك همساً قد ذكره سراً في ذاته أو راحت شفتاه تردده وهو غارقاً في حلمه .. والرقبة ستبقى كما يبدو هي غاية ومبتغى كل مخلوق لا عيش له إلاً على الافتراس ؟؟؟؟

جعلت من كلامي هذا مدخلاً أو مقدمة لما سيلي من كلام لابد منه ,, فما حصل في تونس ومصر ,, وما يحدث في ليبيا واليمن والبحرين والجزائر وحتى في موريتانيا ,, وما يحصل الأن في العراق ,, ليس ببعيد عنا ؟؟ ولا كأنه لا يعنينا ؟؟ بل شئنا أم أبينا فالقضية الفلسطينية كانت وستكون وستبقى في قلب الحدث ,, إن لم تكن الآن فالمستقبل كفيل بأن يعيدها الى ما كانت عليه على أفواه قادة هذه الأمة بكل صفاتهم قبل ما تكون وكأنها رغيفاً للخبز على أي طاولة للمفاوضات  ؟؟

والسؤال الحاضر الآن هو: هل أن فاقد الشيء يعطيه؟!! بعدما كان السؤال وعلى مدار سبعة عقود من الزمن: متى هذه الأمة ستهب هبت رجل واحد لتكون معنا نحن أبناء فلسطين وليس علينا ؟؟ ونقف جميعاً على قدم وساق لنحرر أرضنا السليبة من مغتصبيها ؟؟ ونطرد أولئك المغتصبين من على أرضها ,, أو ليسوا هم أبناء قردة وخنازير ؟؟ حضور هذا السؤال الآن هو جواب للسؤال الماضي ؟؟ فقد تأكد بأن شعوب هذه الأمة فاقت من غيبوبتها قبل أشهر وانتفضت لتحرر ذاتها قبل أوطانها من أيدي حكامها ,, إذن كيف كان لها أن تسهم أو تشارك في تحرير فلسطين وهي أساساً محتلة من أبناء جلدتها ؟؟ لذا كان وسيبقى السؤال قائم ولا مناص من ذكر الحكمة التي تقول فاقد الشيء لا يعطيه ؟؟؟ ...

وللحديث بقية أن كان هنالك في العمر بقية إنشاء الله ...


بقلم / جمال أبو النسب

الولايات المتحدة الأمريكية / كاليفورنيا

3/3/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"