الى أمي الحبيبة وكل الأمهات الفلسطينيات والعالم الإسلامي ...
الى الشفاه التي أكثرت لنا الدعاء كلما نطقت.. الى من حملتني وهنا على وهن وسهرت الليالي على راحتي .. الى التي لولاها لما أمسكت أناملي القلم .. الى التي علمتني حروف الحياة .. الى نورعيني ونبض فؤادي .. الى شمس نهاري وقمر ليلي .. الى من زرعت الورود بدربي وغيرت لون الحياة بعيني .. يا من كلامها من عسل وحنانها من بحر .. يا من بقربها حياتي جنة وفي بعدها حياتي ظلمة .. الى بلسم جرحي ..
فمهما كتبنا وتكلمنا لا يكفينا مجلدات لنصف روعة الأم وتضحياتها من أجلنا, فالأم ثروة وجوهرة لا شيء يعوض مكانها في هذه الدنيا لأنها تعطي كل ما بداخل قلبها من حنان وحب وأمان ولا تنتظرالمقابل , تشعرك بالطمأنية والسكينة وأنت في أشد ألمك لأن حضنها هو من يضمد جراحك فهو الدواء لجروحك تشعر أنك ملكت كل الدنيا شعور لا يمكن وصفه لا تستطيع أن تشعر به مع اي أنسان أخر ..
فأمهاتنا الفلسطينيات يختلفن عن باقي الأمهات لأنهن معنى الأم المثالية , مما تحمله من تهجير وترحال من بلد الى بلد آخر بحثا عن الأمان لأولادهن , تتحمل قسوة الحياة ومرارتها وعذابها لا تعرف معنى الاستقرار والسكينة في بلد ما لأنه لا يوجد لنا وطن , تتخلى عن أبسط حقوقها من أجلنا كي نعيش بأمان وراحة , أرضعتنا مع حليبها حب الوطن والدفاع عن تراب فلسطين الطاهر علمتنا أن الوطن أثمن شيء في الوجود كل شيء يرخص في سبيل الله ثم من أجل الوطن الغالي ..
فكلمة الأم هي كلمة صغيرة لكن معناها يعجز اللسان عن الكلام , فهي الضوء الذي ينير لنا عتمة ليالينا وحياتنا فكم أنتي مثالية يا أمي , انك الشموع التي تحترق من أجلنا لأنك رمز العطاء , أمي اليك يحن فؤادي وكلماتك الرقيقة دفء لعواطفي ونظراتك أمان يتسرب بداخلي , وقربك سلوة يزهو بها خاطري فبالله عليك يا أمي علي لاتغضبي من سواك يفرش دربي بزهور الأمل فأقطفها لغدي , أنت من يكسر حزني ويبدد همي ومن الغم وألوانه ينقذني , أمي لاتغضبي واقبلي أسفي فأنا حزينة فرقي وأعطفي كعادتك يا أغلى الحبايب اضحكي وقولي صغيرة ما عرفت بعد قدري أمي أمي أمي ان لم ترضي عني فيا أسفي فان غضبتي فالناس كلهم ضدي , أسف أسف أكثر منها يا قلمي لعلها ترضى أو تجف ويفنى بها ورقي أمي جودي علي برضاك وكفكفي أدمعي الحزينة وقولي رضيت يا ابنتي فرضاك يا أمي سبيل لرضى ربي فلا تحرميني الجنة وهي تحت قدمك , أمي بعدك لوعة وهجرك وحشة فلا تتركيني في غربة بعيدا عن حنانك فلا خير في داربعيدة عن عطفك واحسانك , أمي قد أصاب قلمي العثرات وتاهت على الورق الكلمات وحار عقلي كيف أقدم لك أسفي وسيل من الاعتذارات ...
أعتذر لأمي ... لأنها تألمت عند ولادتي ... وسهرت على نشأتي ورعايتي ... فتبكي على بكائي ... وتسعد عندما تسمع ضحكاتي ... وتسقم لسقمي ... وتتعافى بمعافاتي ... وصبرت وتحملت طيشي وإزعاجي ... وتجاوزت عن أخطائي ... وتذكرت حسناتي , أقف احتراما لك وأقبل يديك الطاهرتين وأهديك قلبي الصغير فأنتي كل شيء بحياتي .
رؤى الأسعد
17/3/2012
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"