تفاصيل رحلة فلسطينيين من العراق إلى قبرص – مأساة حقيقية

بواسطة قراءة 9945
تفاصيل رحلة فلسطينيين من العراق إلى قبرص – مأساة حقيقية
تفاصيل رحلة فلسطينيين من العراق إلى قبرص – مأساة حقيقية

لجنة إغاثة فلسطينيي العراق – المكتب الإعلامي ( خاص)

عمر برهم 

أسماء المسافرين:

1-خالد محمد                                       45  سنة

2-نور خالد محمد                                  24 سنة

3-دعاء خالد محمد                                17سنة

4-حسام محمد امين                               31سنة

5-محمد سميح زيدان                             24سنة

6-عدنان صدقي                                   33سنة

7-أوس علي                                        32سنة

8-مثنى هاشم                                       31سنة 

يوم السفر : 

هو يوم الأربعاء الساعة التاسعة مساءاً الموافق 12/3/2008 من منطقة سمندق على الساحل التركي ركبنا قارباً ذو محرك طوله 8 أمتار تقريبا وبدأت رحلة الموت المجهول إلى قبرص...

دخلنا عرض البحر..

ركبنا أمواجه قرابة الساعة..

بعدها تعطل محرك القارب نتيجة استهتار القبطان التركي وزيادة سرعة المحرك الذي لم يحتمل هذه السرعة...

دعاء ونور.. شابتان فلسطينيتان على ظهر القارب مع أبيهن (محمد خالد).. أصيبتا بدوار البحر.. أعياهن التعب...

القبطان التركي يحاول إصلاح المحرك.. لكنه  لم يستطع ذلك وباءت محاولاته بالفشل...موج البحر يعيدهم إلى الشواطئ التركية من يوم الأربعاء إلى صباح الجمعة وهم دون طعام و ماء....

المسافرون صرخوا ونادوا على البواخر التركية من حولهم..والتي لم تنتبه لصرخاتهم..واستغاثتهم...

والد دعاء ونور حيران.. خائف على بناته...نور التي تقيأت دماً ولحماً خرج من معدتها..تقرأ القرآن مع شقيقتها وتنطقان بالشهادة وأذكار الاستغفار..بعد أن شعرتا بأن نهاية رحلة العذاب الفلسطيني من العراق ستنتهي هنا في عرض البحر المترامي الأطراف...

الشاب مثنى ومحمد سميح و قد انهكهما التعب والإرهاق...

أما أوس وحسام.. كانا أشدهم قوة وثبات في البلاء...فجر الجمعة الحزين..

لحظات عصيبة..ترتفع أمواج البحر..الماء يدخل إلى القارب بقوة..المسافرون أصيبوا بالإعياء...

أبو عمر والد البنات يسألهن هل انتن بخير؟؟ البنات.. بكلمات بالكاد تخرج من أفواههن ( نحن بخير)...

الساعة الآن السابعة صباحاً..الأراضي التركية تلوح في الأفق..والبحر تعلو موجاته الموجة تلو الموجة..

الشرطة التركية وأهالي المنطقة عند الشاطئ  يلوحون لهم بكل الوسائل أن ابتعدوا عن الصخور حتى أن الشرطة قد أطلقت أعيرة نارية لتحذيرهم من الصخور والابتعاد عنها...

القبطان التركي المغوار ومساعده.. تخلوا عن أخلاق وآداب مهنتهم..وأثروا حياتهم على حياة المسافرين.. ليهربوا إلى الماء قبل لحظات من وقوع الحادث...

موجة كبيرة تقترب من القارب الحزين...القارب يرتفع على ظهر موجة غادرة...القارب بعدها يحط على الصخور...اللاجئون: نحن بأمان لننزل من القارب اللعين...

البنات أول من قدمن للنزول من القارب...هي لحظة..موجة تقترب من القارب .. لتقذف به مرة ثانية وتضربه في الصخور...اللاجئون يتناثرون وتبتلعهم أمواج البحر...محمد سميح..ابتلعه البحر ...

محمد يحاول جاهدا السباحة والنجاة بنفسه..لكن البحر يبتلعه في كل مرة يصل فيها إلى سطح الماء...بعدها قذفته موجة عاتية إلى الصخور..واقترب منه تركيان ساعداه ...

دعاء ابتعدت كثيراً عن الشاطئ وهي لا تعرف السباحة...شقيقتها نور أمسكت برقبة أبيها حتى فارقا الحياة معا...

حسام أمين صارع الأمواج حتى تهشمت جمجمته من الصخور...مثنى كان أوفر حظاً فقد رمته الموجة بالقرب من الشاطئ فتمكن من النجاة بنفسه...

عدنان أصر على البقاء حياً فحارب الأمواج حتى وصوله إلى الشاطئ...

أما أوس هذا الشاب الذي لا يجيد السباحة فقد استسلم ..حتى تمكنت الشرطة التركية بإنقاذه بأعجوبة... 

خالد محمد...............مات في الحادث

دعاء خالد محمد........ماتت في الحادث

نور خالد محمد.........ماتت في الحادث

حسام محمد أمين.......مات في الحادث

محمد سميح زيدان ....عاد إلى سوريا والتحق بأهله في مخيم التنف

عدنان صدقي...........بقي في تركيا ...لجوء إنساني

مثنى هاشم ............. بقي في تركيا ...لجوء إنساني

أوس علي............... بقي في تركيا ...لجوء إنساني 

تم انتشال الجثث الأربعة وتم دفنها في مدينة اضنة التركية أما جثت نور فقد تم انتشالها بعد 18 يوماً من الحادث بمساعدة صيادي اسماك وتم دفنها بجانب أبيها وشقيقتها. 

هذه نهاية لإحدى حلقات مسلسل الموت الذي تدور أحداثه حول اللاجئين الفلسطينيين في العراق ابتدأ بالقتل والاختطاف في العراق واللجوء إلى الصحراء وإغلاق الحدود العربية أمام اللاجئ الفلسطيني ثم اللجوء إلى عمليات التهريب تجاه تركيا وقبرص والسويد.

نأمل أن تكون هذه الحادثة المؤسفة درسا لكل أبناء شعبنا الفلسطيني والذين يفكرون في اللجوء إلى المهربين واللذين كما شاهدنا أنهم فضلوا حياتهم على حياة اللاجئين وهم مستعدون أن تخسروا حياتكم مقابل حياتهم.