الفلسطينيون والعرب وسوق النخاسة طريقا لدرب الآلام

بواسطة قراءة 3645
الفلسطينيون والعرب وسوق النخاسة طريقا لدرب الآلام
الفلسطينيون والعرب وسوق النخاسة طريقا لدرب الآلام

بسم الله الرحمن الرحيم

نحكي للأجيال حكاية المعاناة  في درب آلآم الفلسطيني الممتدة منذ ستين عاماً وما زال مفتوحاً حتى يومنا هذا وتزداد قضية اللاجئين الفلسطينيين تعقيداً مع مرور الزمن فيما تبقى المخيمات شاهداً على معاناة الفلسطينيين وعلى عجز المجتمع الدولي والعربي خصوصا وعدم قدرته على إيجاد حل عادل للاجئين. أصعب ما يمكن أن يعانيه أي إنسان في العالم هو أن يتم اقتلاعه من جذوره ويجبر على أن يبتعد عن الأرض والوطن والذكريات، فعندها يفقد الإنسان طعم الحياة ويتلاشى لديه الهدف.. وهو المسعى الذي حاول الصهاينة أن يحققوه بعدما تمكنوا من أن يفرضوا قوتهم على الأراضي الفلسطينية فأخرجوا الشعب بالقوة وادعوا أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.

http://www.paliraq.com/images/bynew/100709/8039_11232890788.gif

الآن ما يقرب من خمسة ملايين فلسطيني هم نصف العدد الإجمالي للفلسطينيين يعيشون بعيداً عن الأهل والوطن ويسكنون ما يسمى بمخيمات اللاجئين في عدد من الدول العربية المجاورة للأرض المحتلة. نسيهم العالم وقهرهم العرب فما هو وضعهم عند العرب اختلف العرب بكل شيء السياسة الاقتصاد التكامل الوحدوي في الرياضة وفي قممهم إلا أنهم  أول مرة يتفقوا على شيء وهو إيجاد ووضع العراقيل بوجه الفلسطيني من حيث التنقل بين الدول العربية وفي حياتهم بشكل خاص رغم أن المحللين السياسيين الأمريكيين والإسرائيليين قسم العالم العربي إلى معسكرين معسكر راديكالي متطرف ومعسكر معتدل ومع ذلك فكلا المعسكرين يتفق بهذا الخصوص فما هو السبب؟ يبدو انه لغز لا نعرف حله هل هي أوامر إسرائيلية؟ هل هي قرارات من الجامعة العربية؟ هل هو الفلسطيني إرهابي؟ فلو افترضنا أنها أوامر أمريكية إسرائيلية فلماذا أمريكيا وإسرائيل ترفض تمتع الفلسطينيين بحقوق مدنية تجلب له فرص الحياة عوضا أن يكون الفلسطيني يعيش في مخيمات فيها بؤس ومعانات ومآسي ومن المعروف أن المعانات والمآسي خرج منها أكبر الثورات في العالم وأنجبت خير الرجال والقادة الذين قارعوا مستعمريهم وهذه حقيقة تحدث عنها الكثير من الفلاسفة والسياسيين الغربيين علما بان الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة مشروع مارشال كيسنجر الذي اقترح فيه كيسنجر وزير خارجية أمريكيا عام 1973 الداعي لتهجير 750 ألف فلسطيني إلى الدول الغربية ومعه إسرائيل الداعية إلى توطين الفلسطينيين في الدول العربية لكي ينصهروا مع تلك المجتمعات والدول عوضا من عذابهم والآمهم.

http://www.paliraq.com/images/bynew/100709/cat17176085359584.jpg

من حيث المنطق المعانات والآلام ستولد أحرارا وكما قالها أبو علي أياد رحمه الله  لابد أن ننتصر من خلال المأساة وهذه الحقيقة وجدناها في مخيماتنا الصامدة والبطلة في لبنان وغيرها إذن ما هو السبب؟ الجامعة العربية لم تصدر قرارات من الجامعة العربية بقهر الفلسطيني بل كانت هناك توصيات إلى الدول العربية ومعروف قانونا أن التوصيات غير ملزمة التنفيذ ولم تكن هناك أي توصية لمحاصرة الفلسطيني وقهره كما هو حاصل من قبل جميع الدول العربية التي تمنع منح أي فلسطيني يحمل وثيقة سفر صادرة من دول عربية سمة دخول إلى أراضيها حتى وان كانت لأسباب إنسانية فمثلا مصر العروبة لا يستطيع الفلسطيني حامل الوثيقة المصرية أن يعود إلى مسقط رأسه في مصر إلا بعد أن يحصل على سمة دخول من السفارة المصرية في ذلك البلد الذي يتواجد فيه الفلسطيني وكثير منهم لم يحصل على تلك السمة إلا بعد جهد جهيد وكما تمنع الحكومة المصرية دخول أي فلسطيني إلى أراضيها وكانت هي السباقة في هذا المجال للدول العربية وهكذا الحال إلى اغلب الدول العربية التي تحارب تنقل اللاجئ داخل أراضيها وخير شاهد وجود مخيمات في العراء والصحراء لعوائل محدودة بين اكبر بلدين عربيين ولم يسمح لهم بدخول أراضيهم تحت حجج واهية وآخرين لا يسمح لهم ببناء أسقف لمنازلهم تحت ذريعة العودة! كلمة حق أريد بها باطل وقتل وغيرها بالوقت الذي تمنح تلك الدول حامل الوثيقة الفلسطينية الصادرة من الدول الغربية سمة الدخول بينما نجد هناك دول غير عربية منها ماليزيا باكستان بنكلادش وكثير من البلدان الإسلامية وغير إسلامية تمنح سمة دخول لحامل الوثيقة ألفلسطينية الصادرة من الدول العربية أو جواز السلطة! إذن ليس قرارات من الجامعة العربية! إذا ما هو السبب؟! هل إن الفلسطيني يشكل مصدر خطر على تلك البلاد؟ أي إرهاب! فمن المعروف أن الكثير من العرب هم الذين اسقطوا البندقية الفلسطينية من خلال شعار السلام مقابل الأرض وهو استسلام لا سلام وان الكفاح المسلح لا يجدي بنفع حتى قضوا على اغلب القيادات الفلسطينية المناضلة والتي تؤمن بالكفاح المسلح ومنذ منتصف عقد الثمانينات وحتى يومنا هذا توقف الكفاح المسلح لكل الفصائل في الخارج بضغط عربي واضح وإنهاء كل مكاتب الفصائل من أراضيهم  لأجل الاستسلام ولم تعد هناك أي عملية فلسطينية بأي دولة عربية وغير عربية منذ عقدين فلماذا المنع؟! يبدو أننا عاجزين عن تفسير هذا الواقع المرير الذي تفرضه جميع الدول العربية اتجاه الفلسطيني ولسنا بعاتبين إذا كانت عذاباتنا تكون لهم جسرا يتوحدوا به بكل شيء فلنا اجر عظيم عند الله وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا في كل بقاع الدنيا ما زالوا يحلمون بالعودة إلى ديارهم حتى لو لم يبق منها غير أطلال أو أسماء.

http://www.paliraq.com/images/bynew/100709/9ab4b87acf.jpg

http://www.paliraq.com/images/bynew/100709/21d0e5de90.jpg

 

خواطر
فلسطيني أنا مطحون على ارضي ...
فلسطيني أنا مقهور في بلدي ...
لا هوية لي و لا عنوان ...
لأني فلسطيني من بلد الأديان ...
لأني فلسطيني فدمي مباح  للجميع ...
و دم أطفالي يسفك في كل مكان ...
لأني إنسان ابحث عن من ينقذني من يد السجان ...
لأني عربي فلسطيني لا يسأل عني إنسان ...
يا الله ما أصعب آن تكون مظلوم و مدان ...
لأنك فلسطيني عربي أصيل وأشجع من كل العربان ...
لأنك تدافع عن المقدسات العربية بحجر وأنت عريان ...
أنصفنا يا رب من كل من تركنا نغرق في الأحزان ...
انصرنا يا رب على كل من عذبنا و خان ...
اعد إلينا الكرامة التي افتقدناها من زمان ...
كن معنا و لا تكن علينا يا حنان يا منان ...
و اعفُ عن من اخطأ منا و أرشده إلى بر الأمان ...
و ابعث لنا من يعيد إلينا الوطن الذي لم يتحرر حتى الآن

بقلم الزيداني

2009-07-11

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"