بدون أن نكلف أنفسنا بالتفتيش (( عنا )) في كتب التأريخ لتحديد متى أبتلينا بذل اللجوء عند أولاد عمومتنا ؟؟ ومتى كنا مثلما أدعوا بأننا نحن أهل المنزل ؟؟ لذا تغنى شاعرهم بالقول:
يا ضيفنا لو زرتنا في بيتنا لوجدتنا .. نحن الضيوف وانت رب المنزلي!!
عجبي ؟؟ .. ولا داعي كي نأتي بأطلس ؟؟ أو بنموذج للكرة الأرضية لنفتش عن جغرافية بلدنا المغتصب ؟؟ هل كان له حدود مشتركة مع بلاد العربان المحيطة به قبل اغتصابه ؟؟ وهل أن الشمس التي تشرق عليهم هي ذاتها التي كانت تُصبًح كل فجر على جبالك وسهولك ورباك يا وطني السليب ؟؟ .. وهل نكون مغالين بالرأي لو جلبنا كتب قواعد اللغة العربية لنبحث فيه عن أي مفردة تعلن عن أعوجاج ألسنتنا ؟؟ وأنحراف الفاظها حتى باتت أعجمية ؟؟
وما الضرر لو بحثنا في علم الأنساب لنتأكد بأننا عروبيون عاربون وليس أعجميون مستعربين ؟؟ وهل حقاً كنا وما زلنا كنعانيون ؟؟ أم أننا أصبحنا موزنبيقيين ؟؟ لذا تراهم ,, أينما حللنا أو مررنا في مطاراتهم أو رافقنا سوء الحظ وكنا عند شبابيك موظفي حدودهم ,, تراهم يبحلقون بوجوهنا بعيونهم الجاحظة ليتحققوا من سحنتنا أو سمرتنا أو تقاطيع وجوهنا وكأننا ( منغلويين ) ؟؟
إلى متى سنبقى نحن المبتلين بصفة ( فلسطينيو العراق ) على هذا المنوال عند أبناء عمومتنا ؟؟ ونظل دوماً عرضة للسؤال ؟؟ الى متى يا أمة العرب ؟؟ إن أمطرت في اليمن السعيد وفاضت شوارع صنعاء أو عدن ؟؟ أتهمنا بأننا نحن السبب ؟؟ لأنه ثبت وبالملموس أن عدم انسيابية الأرض بين المدينتين كان سببها فلسطيني ؟؟ لأنه قد مر من هناك يوماً ونسي بعضاً من همومه على قارعة الطريق ؟؟ فحالت كومة همومه دون تحقيق هذه الأنسيابية فكان من جرائها تجمع المياه التي كادت أن تهلك البلاد قبل العباد ؟؟
الى متى إن جرفت ( سيول ) جدة كل ما كان في طريقها وقبل الحجيج بأشهر ؟؟ أتهمنا بأننا نحن السبب ؟؟ لأن فلسطيني في العراق منع من دخول بلاد الحرمين ؟؟ فراح غاضباً يدعو ربه على من حرمه أن يحرم مع المحرمين ؟؟ فأستجاب ربه لدعائه فكان من فعل السيول ما كان ؟؟ لذا كان منع الدخول لكل فلسطينيي العراق في العام المقبل له أسبابه ؟؟
إلى متى إن أصطدم مسلم بقبطي في صعيد مصر وسال الدم من أحدهما أو كلاهما ؟؟ ترى وزير الأعلام يتطوع في أذاعة الخبر وحسب ما جاء بنص كلمة وزير الداخلية المصري ؟؟ ليعلن بأن فلسطيني كان بين المسلم والقبطي فأشعل بينهم الفتنة التي أتت على الأخضر قبل اليابس في عمق العلاقة المتهرئة بين الأثنين ؟؟ وليس بفضل لعبة الموازنة التي زرعها حكامهم بين الطرفين ؟؟
إلى متى أن قدر وأنفجرت سيارة مفخخة في البصرة ؟؟ أو أنفلقت عبوة ناسفة في أربيل ؟؟ أو أنقطع التيار الكهربائي في مدينة الثورة ؟؟ عفواً الصدر ؟؟ هرع جميع حماة العراق والعراقيين من عربه وأكراده وسنته وشيعته ؟؟ وهرعت معهم كل قدم وساق قادرة على الهرولة لتطويق العمارت السكنية في البلديات ؟؟ وهب بمعيتهم العراق عن بكرة أبيه للبحث عن الجناة والفاعلين الحقيقيين في شقق الفلسطينيين ؟؟ وساعات وليس أيام حتى ترى على شاشات أصدق المحطات الأرضية والفضائية وأنبل قنوات المحسوبية والشللية على وجه الكرة الأرضية ؟؟ بلا منازع قناة العرقية ؟؟؟؟
ترى وأنت مصدوم أبنك أو أخيك عيونه منتفخة ووجه مزرق وأسنانه مهشمة ونظراته حائرة وكرامتة مبعثرة ؟؟ وقد ترى مثله ومعه واحد أو أكثر من أبناء ( الخائبات الفلسطينيات.. والذي أمه أو زوجته ما زالت تنتظر عودته من عمله ) وقد طل ليعلن أعترافه ( وبأصرار منقطع النظير ) ويجهر بمسؤوليته عما حل في البصرة وما جرى في أربيل ؟؟ ويذرف دمعة أسف لأنقطاع { بهي الطلعة } التيار الكهربائي في مدينة الثوار ؟؟ ويؤكد بأنه المسؤول الأول في التنظيم ؟؟ أي تنظيم يشائون إلصاق التهمة اليه في حينه وفي كل حين ؟؟ وقبل نهاية المقابلة التلفزيونية الرائعة والتي تطمئن جميع العراقيين من عربه وأكراده وسنته قبل شيعته بقوة العيون الساهرة عليه ؟؟ وتدعوهم ليناموا قريري الأعين ؟؟ وأن لا يخشوا شيئاً لا الأن ولا في المستقبل ؟؟ فالأمن قادر دوماً عن أيجاد الفاعلين الحقيقيين لأي فعل بالعراق العظيم ؟؟ وذلك بفضل وجود ما تبقى من أهلنا الفلسطينيين فيك ياعراقنا الحزين ؟؟ عجبي ؟؟؟
أربعون دولة + عشرون ولاية أمريكية = ستون جنسية وجواز سفر ولغة ولكنة ,, وقد نموت قبل أن ترونا وأن نراكم ؟؟ أو أننا قد نحضى بشرف زيارة لبلدانكم الحصينة علينا لأكثر من ستون عاماً مضت ؟؟ نزوركم بعد خمس أو أكثر من سنوات أعمارنا التي لا يعلم ما تبقى فيها من سنين سوى الله عز وجل ؟؟ ولكن عندها لم ولن نكون رغم أنوفكم كما كنا في السابق مصدر أزعاج لسلطاتكم الموقرة ؟؟ أو مهددين لأمنكم يا مؤمنين ؟؟ بل سنصبح وأنتم لنا كارهين ؟؟ مرحب بنا بفضل هذه الجنسيات وتلك الجوازات المزركشة ؟؟ و نكون نحن أهل الدار محصنين ؟؟ وسنجلس في صدور دواوينكم دون الحاجة لخلع ما ننتعل عند مشارف مضايفكم ؟؟ وليس مثلما كنا بالأمس حيارى عاجزي الحيلة على مشارف حدود بلدانكم ؟؟ ولا يصح أن نبقى عندها غير مرغوب فينا لدى أزلامكم ورجالات قصوركم ؟؟ كما سترقص أراضيكم طرباً لوقع أقدامنا ولم يعد لا يطيقنا ثرى ترابكم الطهور ؟؟
العجب كل العجب بل أزيد عليه بكلمة عجبي ؟؟ لأنه مهما كانت اللغة التي أتقنتها ؟؟ أو اللكنة التي أجيدها ؟؟ ومهما بلغت من أهميتها جنسية البلد التي أحملها ؟؟ وبغض النظر عن شكل ولون الحلة التي أرتديها ؟؟ وحينها أن كنت حافي القدمين ؟؟ أو أنتعل قبقاب أو بسطال ؟؟ سأتي لبلدانكم لا للقائكم ؟؟ بل سأتي للقاء ما تبقى لي من أهل أو حبيب أو صديق ؟؟ أو لقرائة ذكرى خطتها أناملي على جدران أوطانكم ؟؟ أو لتقبيل ثرى قبر معشوقتي أمي أو قبر أبي الحبيب ؟؟ ولكم أن أذهب معكم الى أقرب مختبر لتتيقنوا بأنفسكم بأنه الذي مايزال يجري في عروقي هو دمي أنا ؟؟ الدم الفلسطيني .. وأن نسبي مازال على حاله ومنذ الاف السنيني .. كنعاني ..عربي .. فلسطيني .. ولكن عجبي ؟؟ حينها عليكم انتم أن تتيقنوا هل حقا أنكم عرب ؟؟ مثلما أني ما زلت كنعاني عربي فلسطيني
بقلم / جمال أبو النسب ...
الولايات المتحدة الأمريكية / كاليفورنيا ...
29/5/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"