أما الأشد وقعاً فبرز
في عاصمة روسيا التاريخية سان بطرسبورغ التي طالب ناشطون فيها بـ «الانضمام إلى
أوروبا». والمسألة ليست مجرد مزحة ثقيلة هدفها الإساءة إلى الكرملين، كما اعتقد
بعضهم في البداية. إذ سجل ناشطون في حركة شبابية ليبرالية تطلق على نفسها «فيسنا»
(الربيع)، مشروع قانون في المجلس المحلي للمدينة، يدعو إلى تنظيم استفتاء للانفصال
عن روسيا، والانضمام إلى أوروبا كإمارة مستقلة!.
وقال الناشط نيكولاي
أرتيومينكو إن المجلس يجب أن يبت الطلب في غضون شهر بعد تسجيله، وإذا لم يجد فيه
ثغرة قانونية لرفضه، فسيكون على المجموعة المبادِرة، جمع أربعين ألف توقيع لدعم
طلبها، وبعدها يغدو الاستفتاء أمراً واجباً قانوناً. لكن أرتيومينكو لا يبدو شديد
التفاؤل بالنتيجة المتوقعة، والسبب بسيط لأن «هذه سابع دعوة نقدمها لاستفتاء في
المدينة على قضايا تهم حياة المواطنين وكلها رُفِضت». وبين الطلبات المرفوضة
استفتاء على حماية تراث مدينة سان بطرسبورغ من هجوم «الرأسمالية المتوحشة» كما
يقول، أثارته خطط لإنشاء مراكز تجارية في منشآت تُعدُّ إرثاً تاريخياً لعاصمة
الشمال الروسي.
واشار الناشط إلى أن
الهدف الرئيسي من «استفتاء الانفصال» ليس الانفصال في حد ذاته، لأن المبادرين
يدركون أن طلبهم سيُرفض، ولكن لإظهار «الخلل في النظام الدستوري والسياسي في
روسيا»، ولكي يُثبتوا أن نظام اللجوء إلى رأي الناخب معطّل و «لا أحد يستشير الشعب
في مصيره»... ما يعني أن السلطات «تعاملت بمعايير مزدوجة، فرأي الناخب في القرم
مهم، وآراؤنا في أمور مدينتنا بلا أهمية».
ولم يكن ينقص الكرملين
في «مواجهته» الخارجية والداخلية لتداعيات ضم القرم، إلا... قطاع غزة الفلسطيني.
غزة ستسعى أيضاً للانضمام إلى روسيا لضمان الحماية، ولديها مبرر أخلاقي وقانوني.
هذا ما يقوله ناشطون يمثّلون حوالى خمسين ألف شخص يحملون الجنسية الروسية في
القطاع، توجهوا إلى رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية بنداء لتنظيم
استفتاء على الانضمام.
ونقل موقع «إسلام نيوز»
الروسي عن إحدى المبادرات: «موسكو أعلنت عزمها الدفاع عن مواطنيها في كل مكان،
ونحن هنا نتعرض لأسوأ أشكال التنكيل والقتل من جانب "إسرائيل"». وقال
أصحاب المبادرة: «انضمام قطاع غزة إلى روسيا سيوفر لنا الحماية ويردع "الإسرائيليين"»!.
المصدر
: صحيفة الحياة
26/3/2014