أنه نظراً لإنخفاض أعداد طالبي اللجوء في السويد
بالتزامن مع انتشار وباء (كورونا) فإن مصلحة الهجرة أصبحت أسرع في البت بطلبات
اللجوء وقرارات الجنسية وملفات لم الشمل وبالتالي نفكر في إعارة بعض موظفي دائرة
الهجرة الى قطاعات أخرى في السويد دون تحديد أي من هذه القطاعات حتى هذه اللحظة.
هذا
التصريح منقول عن راديو السويد بكافة اللغات ومن بينها العربية والملفت أن دائرة
الهجرة السويدية بهذا التصريح تحديداً ونقلاً عن مديرها فانها تجافي الحقيقة بل
وتنحدر سريعاً باتجاه مصاف الدول المصنفة سويدياً وأوروبياً بالدول التي لاتحترم
المصداقية في تعاطيها مع الرأي العام والمسماة اختصاراً بالكذب.
بنظرة
سريعة على الموقع الإلكتروني لدائرة الهجرة السويدية
فإن
أعداد الذين ينتظرون البت بطلبات الحصول على الجنسية السويدية قد تجاوز 100 ألف
طلب، إضافة إلى تمديد فترات الإنتظار لتصل الى ٤ سنوات قابلة للتمديد ناهيك عن
ملفات لم الشمل للعوائل وطلبات الإقامة المؤقتة والدائمة التي تتجاوز عشرات الآلاف
مع العلم ان السويد قد شددت من إجراءات اللجوء ولم الشمل الخ… الأمر الذي ساهم
بانخفاض أعداد اللاجئين بشكل كببر لكن المعضلة الأساسية الآن هي آلاف القضايا المعلقة
منذ عام 2015 الى الآن.
فآلاف
الأطفال والنساء والعجائز تنتظر منذ سنوات البت بملفات لجوئهم ولم شملهم وتقيم في
بلدان شهدت ولا تزال تشهد أشرس أنواع الحروب والدمار في سوريا والعراق واليمن وفي
إفريقيا وغيرها من الدول، بعد قطعهم للبحار والمحيطات في سبيل الوصول إلى
"بلاد الأحلام" حيث "حقوق الإنسان" و"الحريات
السياسية" و"الديمقراطيات" و"حقوق الطفل المعلبة".
إن
تجاهل المعاناة النفسية لهذه العائلات المشتتة منذ سنوات بانتظار إنتهاء موظفي
دائرة الهجرة من إجازاتهم السنوية وإجازات "الأعياد الوطنية والدينية"
والإجازات المرضية المفبركة والأمومة وإجازات الأبوة وإجازات الرياضة الخريفية
ناهيك عن الراحة الساعية لشرب القهوة، وجاء كورونا .. ليكتمل النفاق المؤسساتي
وتضاف إليه اذا شعرت بأعراض الأنفلونزا عليك البقاء في العزل الصحي المنزلي لتكتسب
مناعة القطيع حتى إشعار النفاق القادم.
إن
التراخي المتعمد للقائمين في دائرة الهجرة السويدية في إدارة ملفات اللجوء وعدم
التزام خط واضح في معالجة مختلف القضايا التي تهم المهاجر سيؤدي في نهاية المطاف
إلى تضخم انعدام الثقة بين المهاجر ودائرته وسيزيد من استمرار معاناة اللاجئين
المقيمين في السويد وما يترتب من جراء ذلك من استمرار المعاناة النفسية والسلوكية
لكلا الطرفين المهاجر في السويد وعائلته التي تنتظر ماستؤول اليه آخر
"شعوذات" دائرة الهجرة السويدية.
وللحديث تتمة ....
الصحفي : سامر الماغوط
المصدر : أوربرو
26/8/1441
19/4/2020