فضائل الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والرد على شبهات الطاعنين – حلقة 3 – وليد ملحم

بواسطة قراءة 6933
فضائل الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والرد على شبهات الطاعنين – حلقة 3 – وليد ملحم
فضائل الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والرد على شبهات الطاعنين – حلقة 3 – وليد ملحم

فضائل الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والرد على شبهات الطاعنين

حلقة (3)

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم :

أما بعد: فهذه الحلقة الثانية من سلسلة الدفاع عن معاوية رضي الله عنه ونبدأها بـ :

معاوية رضي الله عنه عند المحدثين :

لقد مدح أهل الحديث معاوية رضي الله عنه والدليل على ذلك أن جعلوا له أبوابا في مناقبه وفضائله وهذا من منزلته الرفيعة عندهم رحمهم الله  :

فقد بوب البخاري له في المناقب[1] ضمن الصحيح , وكذا الترمذي في السنن والإمام أحمد في فضائل الصحابة , وابن الأثير في جامع الأصول , والهيثمي في المناقب ضمن مجمع الزوائد باب : ما جاء في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما .

وصنف ابن ابي عاصم جزءا في مناقبه سماه (( مناقب معاوية )) , وأبو عمر غلام أيضا , وأبو بكر النقاش أيضا .

وقال السيوطي : وقد أفرد ابن أبي الدنيا وأبو بكر بن أبي عاصم تصنيفا في حلم معاوية .

وكتب أحمد بن عبدالدائم (( فضائل معاوية )) الدرر الكامنة 1/ 20 .

وصنف أبو القاسم عبدالله بن محمد السقطي كتابا سماه (( فضائل معاوية )) ذكره الروداني في فهرسة (( صلة الخلف بموصول السلف )) .

وألف الهيثمي رسالة في الدفاع عن معاوية رضي الله عنه سماها : (( تطهير الجنان واللسان عن الخطر والتفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان )) .

وكتب أبو عم الزاهد جزءا في فضائل معاوية رضي الله عنه وكذلك أبو الفتح القواس .

وكتب في سيرته عوانة بن الحكم وكذلك الأهوازي .

وكتب القاضي أبو يعلى الفراء (( تبرئة معاوية )) نزهه عن الظلم في مطالبته بدم عثمان رضي الله عنه .

وقال اللالكائي : سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل ابي عبدالرحمن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما .

وفي السنة للخلال بعدما أثبت خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :

ذكر أبي عبدالرحمن معاوية بن أبي سفيان وخلافته رضي الله عنه .

وفي الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة لأبي القاسم اسماعيل الأصبهاني , تحت باب فضائل الصحابة أورد فصولا في مناقب الخلفاء الأربعة ثم عائشة رضي الله عنهم ثم اتبعها بفصل عنوانه : فصل في فضل معاوية رضي الله عنه .

وفي الشريعة عقد الإمام الآجري كتابا سماه : (( فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه )) ثم أورد أبوابا في فضائله وهي :

- باب ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه .

- ذكر مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية بأخته أم حبيبة رحمها الله .

- بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رحمه الله بالجنة .

- ذكر استكتاب النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رحمه الله بأمر من الله عزوجل .

- ذكر مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رحمه الله .

- ذكر صحبة معاوية رحمه الله للنبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته عنده .

- ذكر تواضع معاوية رحمه الله في خلافته .

- ذكر تعظيم معاوية لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإكرامه اياهم .

- ذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه إن وليت فاعدل .

وفي الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان لابن بلبان الفارسي " كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة رجالهم نسائهم بذكر أسمائهم رضوان الله عليهم أجمعين " "ذكر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه" في البداية والنهاية لابن كثير فصل بعنوان " فضل معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه " وفي الصفحة 120 منه بعنوان " وهذه ترجمة معاوية وذكر شيء من أيامه وما ورد في مناقبه وفضائله " .

وعقد الجوزقاني المتوفي سنة 543 في كتابه " الاباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير "بابا باسم "فضائل طلحة والزبير ومعاوية وعمرو" صفحة 92 وكذا الحافظ البوصيري في كتابه اتحاف السادة المهرة ذكره ضمن كتاب المناقب (5/972) وعقد بابا في فضله الحافظ ابن حجر في كتابه المطالب العالية (4/108) .

بعض أصحاب كتب التراجم والرجال الذين ترجموا لمعاوية رضي الله عنه ولم يذكروه إلا بخير :

- البخاري في التاريخ الكبير(7/326) .

- ابن سعد في الطبقات الكبرى (7/406) .

- ابن جرير الطبري في التاريخ  (3/260) .

- الخطيب في تاريخ بغداد (1/207) .

- ابن عساكر في تاريخ دمشق (المختصر24/399) .

- ابن قتيبة في المعارف (152) .

- ابن الأثير في اسد الغابة (5/201) .

- ابن الجوزي في المنتظم (5/332) .

- ابن عبدالبر في اللاستيعاب (10/134) .

- ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل(8/377).

- ابن حجر في الاصابة (6/151) .

- الذهبي في سير أعلام النبلاء (3/119) .

- المزي في تهذيب الكمال (10/207) .

- ابن حبان في الثقات (3/373) .

- ابن كثير في البداية والنهاية (8/120) وفي جامع المسانيد (11/568) .

- ابن العماد في شذرات الذهب(1/65) .

- السيوطي في تاريخ الخلفاء (194) .

- ابن دقمان في الجوهر الثمين(73)وغيرهم كثير الذين ترجموا لمعاوية رضي الله عنه .

مقتطفات من اقوال العلماء في معاوية رضي الله عنه

لقد مدح أهل العلم المنسوبون لأهل السنة معاوية رضي الله عنه قديما وحديثا ولم يطعن به إلا من أمرض الله قلبه وكان عنده ضبابية في الرؤية .

وكفى نبلا بالمرء أن تعد معايبه في مقابل حسناته الكثيرة والعظيمة :

فعندما مرت جنازة أثنى الصحابة عليها خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة أنتم شهداء الله في الأرض .

فعن : أنس قال : مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وجبت " ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا . فقال : " وجبت " فقال عمر : ما وجبت ؟ فقال : " هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض " . وفي رواية : " المؤمنون شهداء الله في الأرض "[2]

فإن لم يكن أهل العلم هم شهداء الله في أرضه فمن يكون اذا؟!!

وقد قال تعالى : { شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [آل عمران : 18] .

فقد ذكر الله سبحانه وتعالى شهادة أهل العلم على توحيده فكيف بشهادتهم على مخلوقاته .

وإليكم شهادة أهل العلم لمعاوية رضي الله عنه :

قال الاجري في الشريعة (3/496) " معاوية رضي الله عنه كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم على وحي الله عز وجل وهو القرآن الكريم بأمر من الله عز وجل وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيه العذاب ودعا له أن يعلمه الله الكتاب ويمكن له في البلاد وأن يجعله هاديما مهديا " الى أن قال " وهو ممن قال عز وجل : { يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ } [التحريم : 8] ".

ضمن الله الكريم له أن لا يخزيه لأنه ممن آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقال الامام ابن بطة في الابانة الصغرى (ص299) " تترحم على أبي عبدالرحمن معاوية بن أبي سفيان اخي أم حبيبة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم خال المؤمنين أجمعين وكاتب الوحي وتذكر فضائله " .

وقال الجوزقاني في كتابه " الاباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير(ص100-101) اعلم ان معاوية خال المؤمنين وكاتب الوحي المبين المنزل من عند رب العالمين على رسوله محمد الأمين صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين هو أبو عبدالرحمن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن امية ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي يجمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم النسب من عبد مناف " .

قال النووي " وأما معاوية رضي الله عنه فهو من العدول الفضلاء والصحابة النجباء رضي الله عنه " .

قال ابن عساكر " خال المؤمنين وكاتب وحي رب العالمين " .

قال أبو نعيم الحافظ " كان من الكتبة الحسبة الفصحة " ثم قال " كان حليما وقورا " .

قال ابن الأثير " وشهد مع رسول الله حنينا وأعطاه من غنائم هوزان مائة بعير وأربعين اوقية وكان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم وحسن اسلامهما وكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم " .

قال ابن العماد " ولي الشام لعمر وعثمان عشرين سنة وتملكها بعد علي عشرين شهرا وسار بالرعية سيرة جميلة وكان من دهاة العرب وحلمائها يضرب به المثل وهو احد كتبة الوحي وهو الميزان في حب الصحابة ومفتاح الصحابة رضي الله عنهم " .

قال الذهبي في السير" أمير المؤمنين ملك الاسلام " .

وقال أيضا كان محببا الى رعيته عمل نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة ولم يهجه أحد في دولته بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك .

قال أبو القاسم حمزة بن محمد الكناني " في جزء البطاقة " بعد أن ساق بسنده الى العرباض بن سارية رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب " قال وقد روى عن معاوية رضي الله عنه جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ساق أسمائهم وأحاديثهم الى أن قال وروى عنه وجوب التابعين أهل المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام وهذه منزلة عظيمة ودرجة رفيعة شريفة ونسأل الله حسن التوفيق والسلامة في الدين وبه نستعين .

قال ابن كثير : خال المؤمنين وكاتب وحي رسول رب العالمين .

وقال " وكان اول ملك الاسلام واستمر في الملك الى سنة ستين توفي فيها بدمشق عن ثمانين سنة رحمه الله ورضي عنه وقد كان حليما وقورا رئيسا سيدا له مكارم وفضائل ومأثر " .

وقال ابن أبي العز شارح الطحاوية " وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين " .

قال الحافظ " أمير المؤمنين " .

وذكره أيضا ابن قدامة المقدسي في لمعة الاعتقاد وأثنى عليه وسماه خال المؤمنين ليرد على الروافض اعداء الله .

قال ابن دقمان " كان رضي الله عنه وافر الحلم عظيم الهيبة مليح الشكل وافر الحشمة يلبس الثياب الفاخرة ويركب الخيل المسومة وكان حليما كريما محببا الى رعيته كبير الشان " .

قال ابن خلدون " وقد كان ينبغي ان تلحق دولة معاوية واخباره بدول الخلفاء واخبارهم فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة " .

أعماله رضي الله عنه

إتسعت رقعة العالم الاسلامي في عهده رضي الله عنه من افريقيا غربا الى بلاد الهند شرقا والى حدود القسطنطينية شمالا , وكسرت شوكة الروم في عهده , وفتح كثيرا من البلدان كقبرص وقيسارية .

قال إبن كثير ملخصا حالة العالم الإسلامي في عهده رضي الله عنه :

والجهاد في بلاد العدو قائم , وكلمة الله عالية والغنائم ترد اليه من أطراف الأرض والمسلمون معه في راحة وعدل وصفح وعفو هـ .

وقال أيضا : وكان يغزو الروم في كل سنة مرتين , مرة في الصيف ومرة في الشتاء ويأمر رجلا من قومه فيحج بالناس وحج هو سنة خمسين .

قال سعيد بن عبدالعزيز : لما قتل عثمان واختلف الناس لم يكن للناس غازية ولا صائفة حتى اجتمعت الأمة على معاوية سنة أربعين , وسموها سنة الجماعة .

وهو مؤسس أول اسطول اسلامي بحري وبلغ 1700 سفينة في عهده , وقد أسس دارا للصناعة البحرية في عكا , ودارا أخرى لصناعة السفن البحرية في جزيرة الروضة بمصر عام 54 هـ .

وأسس مصلحة الشرطة وأنشأ البريد ووضع ديوان الخاتم . وغيرها كثير انظرها في كتب التورايخ والتراجم[3] .

هذا بعض ثناء العلماء على أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه وكذلك بعض أعماله التي خدم بها الأمة الاسلامية التي كانت أمة قوية مهابة في عهده رضي الله عنه .

وكما قيل من ثمارهم تعرفونهم فمن كانت ثمرته حسنة كان حسنا ومن كانت ثمرته سيئة كان سيئا .

ونكمل إن شاء الله الخاتمة في الحلقة التالية والأخيرة .

 

جمع وترتيب أخوكم : وليد ملحم

19/3/2012

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"

 



[1] أي فضائل معاوية رضي الله عنه .

[2] متفق عليه .

[3] الموضوع من كتاب من سب الصحابة ومعاوية فأمه هاوية تاليف : الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي .