حكم تهنئة وزيارة النصارى في كنائسهم في أعيادهم .. حكم الاحتفال بعيد أول السنة الميلادية الكريسمس .. وأحكام أخرى متعلقة

بواسطة قراءة 7843
حكم تهنئة وزيارة النصارى في كنائسهم في أعيادهم .. حكم الاحتفال بعيد أول السنة الميلادية الكريسمس .. وأحكام أخرى متعلقة
حكم تهنئة وزيارة النصارى في كنائسهم في أعيادهم .. حكم الاحتفال بعيد أول السنة الميلادية الكريسمس .. وأحكام أخرى متعلقة

ثانياً: ما حكم زيارة كنائسهم في أعيادهم؟

ثالثاً: هناك إمام مسجدٍ في منطقنا يذهب إلى كنائسهم في أعيادهم لتهنئتهم فما حكمه وحكم الصلاة خلفه؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم ولا زيارتهم في كنائسهم في أعيادهم، ومن فعل ذلك متأولاً يبين له، والصلاة خلفه صحيحة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

لا يجوز تهنئة النصارى أو غيرهم من الكفار بأعيادهم لأنها من خصائص دينهم أو مناهجهم الباطلة، قال الإمام ابن القيموأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه... إلخ. انظر أحكام أهل الذمة 1/161 فصل في تهنئة أهل الذمة.

فإن قال قائل: إن أهل الكتاب يهنئوننا بأعيادنا فكيف لا نهنئهم بأعيادهم معاملة بالمثل ورداً للتحية وإظهاراً لسماحة الإسلام.. إلخ، فالجواب: أن يقال: إن هنئونا بأعيادنا فلا يجوز أن نهنئهم بأعيادهم لوجود الفارق، فأعيادنا حق من ديننا الحق، بخلاف أعيادهم الباطلة التي هي من دينهم الباطل، فإن هنئونا على الحق فلن نهنئهم على الباطل... ثم إن أعيادهم لا تنفك عن المعصية والمنكر وأعظم ذلك تعظيمهم للصليب، وإشراكهم بالله تعالى، وهل هناك شرك أعظم من دعوتهم لعيسى عليه السلام بأنه إله أو ابن إله تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، إضافة إلى ما يقع في احتفالاتهم بأعيادهم من هتك للأعراض واقتراف للفواحش وشرب للمسكرات ولهو ومجون، مما هو موجب لسخط الله ومقته، فهل يليق بالمسلم الموحد بالله رب العالمين أن يشارك أو يهنئ هؤلاء الضالين بهذه المناسبة!!.

كما لا يجوز للمسلم الذهاب إلى الكنيسة لمشاركة النصارى في الاحتفال بأعيادهم، أو تهنئتهم بها، لما في ذلك من المشاركة في الباطل الذي هم عليه والذي أقاموا على أساسه تلك الأعياد، ولما في ذلك من التشبه بهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. أخرجه أبو داود. وثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم. أخرجه البيهقي بسند صحيح. كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. وراجع في جوابنا المفصل في هذا الموضوع الفتوى رقم: 4586.

أما عمن فعل ذلك إماماً كان أو غيره فإن لم يوافقهم على أعمالهم، أو أقوالهم الكفرية، فإن مجرد الذهاب المذكور لا يخرجه من الإسلام؛ وإن كان قد ارتكب أمراً عظيماً، خاصة وهو في منزلة من يقتدى بهم.

وعليه، فالصلاة خلفه صحيحة، لكن الواجب نصحه ليترك ما عليه من الإثم والباطل، فإن استجاب لذلك فالحمد لله، وإن أصر على ذلك فإن أمكن عزله وتولية غيره بدون حصول فتنة فافعلوا، وإن لم يمكن وأمكن الصلاة خلف غيره فذلك الأولى وفيه إنكار لمنكره. وللفائدة راجع في ذلك الفتوى رقم: 26883، والفتوى رقم: 8327.

والله أعلم.

الذهاب لكنائس النصارى للمشاركة في أعيادهم لا يجوز

السؤال

هل يجوز للمسلم الذهاب للكنيسة "المسيحية" لأني شاهدت كثيرين في عصرنا يذهبون إلى الكنائس في عيدهم. فما الحكم . وهل يعتبر من المسلمين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه لا يجوز للمسلم الذهاب إلى الكنيسة لمشاركة النصارى في الاحتفال بأعيادهم، أو تهنئتهم بها، لما في ذلك من المشاركة في الباطل الذي هم عليه، والذي أقاموا على أساسه تلك الأعياد، ولما في ذلك من التشبه بهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" أخرجه أبو داود. 

وثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم، أخرجه البيهقي بسند صحيح كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. 

وراجع جوابنا المفصل في هذا الموضوع تحت رقم: 4586.

أما سؤالك عمن فعل ذلك هل يعتبر من المسلمين، فالجواب: أنه إن لم يوافقهم على أعمالهم، أو أقوالهم الكفرية، فإن مجرد الذهاب المذكور لا يخرجه من الإسلام، وإن كان قد ارتكب أمراً عظيماً. والله أعلم.

حكم المشاركة في احتفالات أعياد الكفار

السؤال

يستعد العالم لاستقبال الألفية الثالثة. ماحكم الاحتفال بهذه المناسبة ؟ وما حكم مشاركة المحتفلين احتفالاتهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:       

فإن المسلم يجب عليه أن يحمد الله تعالى أن هداه للإسلام، ووفقه إليه، وأن يسأل ربه جل وعلا أن يثبته على صراطه المستقيم صراط الذين أنعم عليهم غير المغضوب عليهم والضالين. وإن الأمم الكافرة من حولنا يحاولون جاهدين أن يبعدوا المسلمين عند جادة دينهم وأن يقطعوا الصلة بينهم وبين دينهم قال تعالى: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير) [البقرة: 109] وإنا معاشر المسلمين لنا ديننا الذي شرعه الله لنا وارتضاه لعباده المؤمنين، قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) [المائدة: 3]. والاحتفالات بالألفية الثالثة من الزور الذي يجب على المؤمن أن يجتنبه حيث إنه ليس من أعياد المسلمين، قال تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً) [الفرقان: 72] وقد فسر غير واحد من السلف كابن سيرين ومجاهد الزور بأنه أعياد الكفار. وأخرج الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: (ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر). والعيد هو اسم جنس يدخل فيه كل يوم يعود ويتكرر. وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على أنه لا يجوز أن يعظم المسلم يوماً يعظمه الكفار ولا مكاناً لهم فيه اجتماع ديني. وكل عمل يحدثونه في زمن أو مكان معظم عندهم فهو من أعيادهم. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة ـ مكان ـ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا . قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا. قال: أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم) رواه أبو داود عن ثابت بن الضحاك. والاحتفالات بالألفية الثالثة لها دلالات ومعان عند الكفار لذلك يعظمون قدومها. فإنهم يعلقون عليها أحداثاً وآمالا، كما يربطون بها بعض عقائدهم مما جاءت في كتبهم المحرفة. ولا يخلو الاحتفال بهذه الأعياد من مشابهة أهل الكتاب، ومن لبس الحق بالباطل على عامة الناس، كما أن فيه كسراً لحاجز النفرة من دينهم، الذي هو مقتضى البراءة منهم وبغضهم، وكيف يكون مبغضاً لهم من يشركهم في أعيادهم؟. 

قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: (من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة). وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (ومن تشبه بقوم فهو منهم). رواه أحمد وأبوداود. 

وعليه فلا يجوز لمسلم قد رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبياً ورسولاً أن يشارك في الاحتفال بالألفية الثالثة أو يهنئ أحداً بها. قال ابن القيم رحمه الله: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق). وإن العجب لا ينقضي من مسلمين يتهالكون على مشاركة النصارى أعيادهم، في الوقت الذي لا يرفع النصارى بأعياد المسلمين رأساً، وقد يمنعونهم من أخذ إجازة بهذه المناسبة، فهل كتب علينا أن نحب من يبغضنا، فإن قيل إن هذا عقوبة من الله جزاء ما فرطنا في جنبه. قلنا: لا يبعد ذلك. فالله المستعان، ونسأله أن يبصر المسلمين بما فيه نفعهم. والله تعالى أعلم.

حكم الاحتفال بعيد أول السنة الميلادية الكريسمس

السؤال

ما حكم الاحتفال بعيد الكريسمس ( أول السنة الميلادية ) ؟ بالتفصيل . وجزاكم الله خيراً......

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يجوز لأحد من المسلمين مشاركة أهل الكتاب في الاحتفال بعيد الكريسمس "أول السنة الميلادية" ولا تهنئتهم بهذه المناسبة لأن العيد من جنس أعمالهم التي هي دينهم الخاص بهم، أو شعار دينهم الباطل، وقد نهينا عن موافقتهم في أعيادهم، دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار: 

1- أما الكتاب: فقول الله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً[الفرقان:72].
قال 
مجاهد في تفسيرها: إنها أعياد المشركين، وكذلك قال مثله الربيع بن أنس، والقاضي أبو يعلى والضحاك. 
وقال 
ابن سيرين: الزور هو الشعانين ، والشعانين: عيد للنصارى يقيمونه يوم الأحد السابق لعيد الفصح ويحتفلون فيه بحمل السعف، ويزعمون أن ذلك ذكرى لدخول المسيح بيت المقدس كما في اقتضاء الصراط المستقيم 1/537، والمعجم الوسيط1/488، ووجه الدلالة هو أ نه إذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور، لا مجرد شهوده.

2- وأما السنة: فمنها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذا اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر. رواه أبو داود، وأحمد، والنسائي على شرط مسلم. 

ووجه الدلالة أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما...... والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه، وقوله صلى الله عليه وسلم: خيراً منهما. يقتضي الاعتياض بما شرع لنا عما كان في الجاهلية.

3- وأما الإجماع: فمما هو معلوم من السير أن اليهود والنصارى ما زالوا في أمصار المسلمين يفعلون أعيادهم التي لهم، ومع ذلك لم يكن في عهد السلف من المسلمين من يشركهم في شيء من ذلك، وكذلك ما فعله عمر في شروطه مع أهل الذمة التي اتفق عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم: أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام، وإنما كان هذا اتفاقهم على منعهم من إظهارهم، فكيف يسوغ للمسلمين فعلها! أو ليس فعل المسلم لها أشد من إظهار الكافر لها؟.

وقد قال عمر رضي الله عنه: إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم. رواه أبو الشيخ الأصبهاني والبيهقي بإسناد صحيح.

وروى البيهقي أيضاً عن عمر أيضاً قوله: اجتنبوا أعداء الله في عيدهم. 

قال الإمام ابن تيمية: وهذا عمر نهى عن تعلم لسانهم، وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم، فكيف بفعل بعض أفعالهم؟! أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟! أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟! وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم، فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟ ثم قوله:واجتنبوا أعداء الله في عيدهم. أليس نهياً عن لقائهم والاجتماع بهم فيه؟ فكيف عن عمل عيدهم......... اقتضاء الصراط المستقيم 1/515.

4- وأما الاعتبار فيقال: الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله فيها:لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً [المائدة:48].
قال 
ابن تيمية: فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل إن الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه. اقتضاء الصراط المستثقيم 1/528.

وقال أيضاً: ثم إن عيدهم من الدين الملعون هو وأهله، فمواقتهم فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه.... 

ومن أوجه الاعتبار أيضاً: أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس بل عيداً لهم، حتى يضاهى بعيد الله، بل قد يزيد عليه حتى يكاد أن يقضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر....

هذا ما تيسر ذكره من الأدلة. ومن أراد الاستزادة فليراجع اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية، وأحكام أهل الذمة لابن القيم، والولاء والبراء في الإسلام لمحمد سعيد القحطاني. 

وبناءً على ما تقدم نقول: لا يجوز للمسلم مشاركة أهل الكتاب في أعيادهم، لما تقدم من أدلة الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار، كما لا يجوز تهنئتهم بأعيادهم لأنها من خصائص دينهم أو مناهجهم الباطلة، قال الإمام ابن القيم: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه.

وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه..... إلخ. انظر أحكام أهل الذمة 1/161 فصل في تهنئة أهل الذمة... لابن القيم رحمه الله.

فإن قال قائل: إن أهل الكتاب يهنئوننا بأعيادنا فكيف لا نهنئوهم بأعيادهم معاملة بالمثل ورداً للتحية وإظهاراً لسماحة الإسلام..... إلخ.؟

فالجواب: أن يقال: إن هنئونا بأعيادنا فلا يجوز أن نهنئهم بأعيادهم لوجود الفارق، فأعيادنا حق من ديننا الحق، بخلاف أعيادهم الباطلة التي هي من دينهم الباطل، فإن هنئونا على الحق فلن نهنئهم على الباطل.
ثم إن أعيادهم لا تنفك عن المعصية والمنكر وأعظم ذلك تعظيمهم للصليب وإشراكهم بالله تعالى وهل هناك شرك أعظم من دعوتهم لعيسى عليه السلام بأنه إله أو ابن إله، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، إضافة إلى ما يقع في احتفالاتهم بأعيادهم من هتك للأعراض واقتراف للفواحش وشرب للمسكرات ولهو ومجون، مما هو موجب لسخط الله ومقته، فهل يليق بالمسلم الموحد بالله رب العالمين أن يشارك أو يهنئ هؤلاء الضالين بهذه المناسبة!!!.

ألا فليتق الله أولئك الذين يتساهلون في مثل هذه الأمور، وليرجعوا إلى دينهم، نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال جميع المسلمين.

والله أعلم.             

حكم استقبال الهدايا من بابا نويل ووضع شجرة عيد الميلاد في البيت

السؤال

سؤالي هو:هل استقبال الهدايا من بابا نويل, أو وضع شجرة عيد الميلاد في البيت مخالف للشرع؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: 

فلا يجوز وضع ما يسمى بشجرة عيد الميلاد وقت عيد المشركين في البيت؛ لأن ذلك من التشبه الصريح بهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. رواه أبو داود.

وقد سبق لنا أن أصدرنا فتاوى في حرمة مشاركة المشركين في أعيادهم أو التشبه بهم، فانظر الفتوى رقم:4586 ، والفتوى رقم: 26883.

وأما قبول هديتهم يوم عيدهم فقد بينا حكمه في الفتوى رقم: 12267.

والله أعلم.

حكم قبول هدية الكافر

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم 

أنا شاب أعيش في الغرب هل يجوز لي أن اتقبل هدية الكريسمس من أصدقائي "المسيحين" في المدرسة 
أو من المدرسة نفسها؟ علماً بأنهم يقدمون الهدية وبالتالي يضعونني في موقف حرج وكيف أتصرف معهم؟
وجزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: 

فإن مما يجب أن يعقد عليه قلب المسلم بغض الكفر، وجميع شعائره، ومن شعائر الكفر أعياد الكفار، فإن لكل قوم عيداً، كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم في البخاري وغيره. 

وعلى المسلم أن يكون على حذر من مشاركة الكفار في أعيادهم، فقد دل على تحريم ذلك الكتاب والسنة، ويمكن الاستفادة من الفتوى رقم: 4586 في حكم ذلك. 

وأما قبول الهدية منهم في عيدهم، فحكمه حكم قبول الهدية منهم في سائر الأوقات، فليس للعيد تأثير في حكم قبول هديتهم، وقد اختلف العلماء في قبول هدية الكافر، والذي يظهر - والله أعلم - جواز قبول الهدية من الكافر الذي يراد تأليفه على الإسلام. 

وعليه، فإذا كنت ترجو إسلام هؤلاء الأصدقاء، أو تخاف إيذاءهم لك، فيجوز لك قبول هديتهم مع بغضك لما هم عليهم من كفر بالله خالقك ورازقك وخالقهم ورازقهم. 

والله أعلم.

 

المصدر : إسلام ويب – مركز الفتوى