الجميع في البداية صب جام غضبه على الفلسطينيين وأنا هنا اختلف معهم كثيرا فكل جالية في العالم لديها من التفاصيل والتصرفات مشابهه بل ومنطبقة على تصرفاتنا ولكن الذي يحدث معنا له أسبابه البعيدة عن تصرفاتنا وهذه الاسباب ومن اهمها اننا في بقعه قريبة جدا من فلسطين المحتلة ، والصهاينة لن يقبلوا بذلك ابدا فهذا ما من شأنه تهديد وجودهم حسبما يدعون ، وصحيح ان هناك دولا على حدود فلسطيننا المحتلة ويقطن فيها عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين لكن الصهاينة اتخذوا كل الاجراءات الأمنية التي تحول دون وصول متسللين فلسطينيين اليها ومن هذه الاجراءات اقامة شريط امني داخل تلك البلدان ففي سوريا الجولان وفي مصر سيناء والمعابر الحدودية التي تقع تحت الإدارة الصهيونية طيلة فترة حكم مبارك ولبنان هناك مزارع شبعا والدرس المروع الذي لقنوه للبنان من خلال الاجتياحات والذي أسهم بطرد المقاومة الفلسطينية من هناك ، والذي يضمن أمن وجود الصهاينة ايضا هو إيران الحليف القوي لهم عن طريق ميليشيا ما يسمى بحزب الله الذي لا يسمح لأي فلسطيني من العبور الى ارضنا فلسطين ولا ننسى ايضا دور منظمة أمل وما فعلته مع فلسطينيو لبنان وأما الاردن فالكل يعلم انها أعادت توطين الفلسطينيين المهجرين عام 67 ومنحتهم الجنسية الأردنية كبديل عن دولتهم وهويتهم الاساسية وذلك ما يحيدهم عن الصراع مع الصهاينة إضافة الى ذلك انها لم ولن تسمح لأي مخلوق فلسطيني بالدخول الى اراضيها حفاظا على أمن الصهاينة ، والآن في قبرص فكيف يؤمن هؤلاء الصهاينة على انفسهم من تواجدنا فذلك عن طريق التضييق علينا بشتى الوسائل وبموافقة بل وبمساعدة قياداتنا الرسمية مثل عزام والسفارة فلقد اعطوا عدم الممانعة والأذن بفعل أي شيء معنا يضمن خروجنا مطرودين مكروهين مرغمين مكرهين فحملات الإعلام القبرصية التي بثت رواية ضرب الضابط المفبركة مع بعض الناشطين الفلسطينيين ضدنا والتي بثت في اعلامهم مرارا وتكرارا بغية جعل الشارع القبرصي ينقلب جحيما علينا ، ومن جهة أخرى المحاربة في المعونات وغلق الملفات وتسييرنا كعبيد الى أعمال وهمية عن طريق مكتب العمل نكون فيها تحت رحمة ومصداقية صاحب العمل ليكتب أي شيء من شأنه غلق ملفنا وحرماننا من المعونات وهناك مسألة أخرى هي الترويج بشكل هائل والتحريض على فكرة الخروج من هنا صوب مجهول آخر وهذا يتم ايضا بمساعدة فلسطينيون لخدمة حكومة قبرص ، فإذا هناك حملة أكبر من أن تحتملها أي جالية لم تعد تملك سندا إلا التوكل على الله ثم على أنفسهم وهنا أنصح المتواجدين على أرض قبرص بعدم الاعتماد إلا على انفسهم وعدم انتظار اي مساعدة من خارج قبرص نعم لنوحد الكلمه فيما بيننا ونتجه للمنظمات الانسانية والأوربية والأمم المتحدة فلماذا الخوف ، على أي شيء نخاف ، لنقولها جهارا وبشكل جماعي لا نريد قبرص ولن نريدها مهما يكن ، ونبقى مصرين على ذلك ولتكن وجهتنا الأولى الى السفارة الفلسطينية والضغط عليها ونبقى مصممين على ذلك ، فوالله والله وإن شاء الله لن تكون سوى أياما قلائل إلا ونحرز ما نتمناه ولماذا لا نجعل سلاح الاحتجاج الملتزم ما ندمنه ونتشبث به وأكرر مرة اخرى لا يوجد اي شيء نخسره وهنا اود ان اتوجه بالتحية لمواقعنا الكبيرة على ما تقوم به دون كلل وملل مع كل الاعتذار لهم عن اي اساءة وتجريح جرى من طرفي او من طرف اي فلسطيني كان ذلك بقصد ام بغير قصد ولهم مني كل احترام وإكبار .
محمد كمال من قبرص
27/2/2012
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"