الرئيس محمود عباس : نثمن ما قامت به العراق بعقد مؤتمر لدعم الأسرى الفلسطينيين..أتوجه بالشكر والتقدير لأخي الرئيس جلال طالباني على رئاسةِ بلادهِ للقمة العربية

بواسطة قراءة 2385
الرئيس محمود عباس : نثمن ما قامت به العراق بعقد مؤتمر لدعم الأسرى الفلسطينيين..أتوجه بالشكر والتقدير لأخي الرئيس جلال طالباني على رئاسةِ بلادهِ للقمة العربية
الرئيس محمود عباس : نثمن ما قامت به العراق بعقد مؤتمر لدعم الأسرى الفلسطينيين..أتوجه بالشكر والتقدير لأخي الرئيس جلال طالباني على رئاسةِ بلادهِ للقمة العربية

ودعا الرئيس عباس في كلمته أمام مؤتمر القمة العربية في دورتها الرابعة والعشرين المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة، مساء اليوم الثلاثاء، إلى تحرك عربي إسلامي نحو هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لمنع الاحتلال "الإسرائيلي" من تنفيذ مخططاته التدميرية ضد القدس.

وثمن سيادته قرار لجنة مبادرة السلام العربية بإيفاد وفد عربي وزاري الشهر المقبل إلى واشنطن، لإيجاد آليات ومنهجيةٍ جديدة لحل النزاع والصراع القائم، وفقاً لبرنامج زمني محدد وواضح المعالم، وعلى نحو يؤدي لوضع نهاية للاحتلال "الإسرائيلي" لبلادنا، ويفضي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة.

وقال: إن 'شعبنا يتوقع استمرار وفاء الدول العربية بما تعهدت به من التزامات مالية لدعم الموازنة وفق آليات قمة بيروت لعام 2002 والوفاء بشبكة الأمان المالية المقرة، في قمة بغداد.

وأكد أن القيادة الفلسطينية ستعمل مسترشدة بما سبق واتخذه العرب من قرارات، لتجسيد القرار الأممي باعتبار فلسطين دولة غير عضو بالأمم المتحدة، على الأرض، على أساس المرجعيات الدولية، من خلال إيجاد آليات ومنهجيةٍ جديدة لحل النزاع والصراع القائم، وفقاً لبرنامج زمني محدد وواضح المعالم، وعلى نحو يؤدي لوضع نهاية للاحتلال "الإسرائيلي" لبلادنا، ويفضي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة.

وأعرب عن أمله أن يدعم العرب الجهود الرامية لإطلاق سراح الأسرى كافة من سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، سياسياً وإعلامياً.

ووضع سيادته القادة العرب بصورة زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما مؤخرا إلى فلسطين، وتأكيده تصميم بلاده على تحقيق خيار الدولتين، من خلال المفاوضات.

وأشاد سيادته بدعم المملكة العربية السعودية ودورها في إنشاء صندوقي الأقصى والقدس اللذين تم إنشاؤهما بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في العام 2001، وأعرب عن امتنانه للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، على استمراره بالتنسيق معنا في بذل كل جهد ممكن لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف.

كما ثمن الرئيس عباس ما قامت به العراق بعقد مؤتمر في بغداد لدعم الأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية" ودعوتها لإنشاء صندوق للأسرى، وأكد أهمية دور العاهل المغربي الملك محمد السادس لترؤسه لجنة القدس وتفعيله لوكالة بيت مال القدس.

وجدد الرئيس عباس دعوته لتجنيب أبناء شعبنا من اللاجئين الفلسطينيين، الذين يعيشون في سوريا من عذاب التشرد، والنأي بهم عن النزاعات الداخلية، وعدم الزج بهم في أتونها، وقال: 'سياستنا الثابتة هي أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المضيفة وغيرها، ونتمنى لكافة شعوب أمتنا العربية والإسلامية الأمان والاستقرار'.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس :

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب السمو الأخ الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني

دولة الأخ نائب الرئيس العراقي د. خضر الخزاعي

الإخوة أصحاب "الجلالة" والفخامة والسمو

معالي الأخ الدكتور نبيل العربي، أمين عام الجامعة العربية

أصحاب المعالي والسعادة

"السيدات والسادة"

يسرني بدايةً أن أتوجه لأخي صاحب السمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بالتهنئة لدولة قطر الشقيقة أميراً وحكومةً وشعباً، على رئاستهِ للقمةِ العربيةِ في دورتها الرابعة والعشرين، في رحابِ هذا البلد العربي الكريم  المضياف بأهلهِ وربوعهِ، متمنين لسموهِ النجاحَ والتوفيقَ في رئاسةِ هذهِ القمةِ، التي نتمنى أن تخرج بأهدافها المنشودة، لتعود بالخير والمنفعة على أمتنا، وتعالج القضايا المصيرية والعمل العربي المشترك، وتنسق المواقف ذات الأهمية الإقليمية والدولية، وفي الطليعة منها قضية فلسطين.

كما أتوجه بالشكر والتقدير لأخي فخامة الرئيس جلال طالباني على رئاسةِ بلادهِ الناجحة للقمة العربية السابقة، ولا يفوتنا في هذا المقام، أن نعرب له عن أطيب تمنياتنا بالصحة والشفاء العاجل لفخامته، سائلين الله له العافية والمعافاة الدائمة، والعودة الميمونة إلى وطنه.

الإخوة أصحاب "الجلالة" والفخامة والسمو،

إن قمتنا هذه تكتسي أهمية استثنائية في ظل ما يعصف بمنطقتنا من تحديات جسام، وما لكل ذلك من تأثيرات وانعكاسات على الوضع العربي وقضايانا المصيرية.

الإخوة القادة الكرام،

اسمحوا لي أن أجدد لكلٍ منكم خالص الشكر وعميق التحية والتقدير،  على وقفتكم النبيلة معنا في الأمم المتحدة، حينما قمتم بحشد الدعم والتأييد لحصول دولة فلسطين على صفة مراقب في هذه المؤسسة الأممية، سائلين الله أن تكلل جهودكم وعملنا وإياكم في هذا العام بالنجاح، لتكريس دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، وتجسيدها دولة ذات سيادة مستقلة على ترابنا الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشريف.

 فالمكانة القانونية التي اكتسبتها فلسطين بهذه الصفة الجديدة ستكون لها آثار إيجابية على تعزيز وضعها القانوني، وستدحض إدعاء "إسرائيل" القوة القائمة بالاحتلال، وزعمها، بأن أراضي الدولة الفلسطينية، هي ' أرض متنازع عليها ' حيث أصبحت فلسطين بهذا التصويت دولة تحت الاحتلال واجب إنهاؤه. 

ومن جهتنا فإننا، مسترشدين بما سبق واتخذتموه من قرارات، سنعمل بكل عزم وتصميم على تجسيد هذا القرار الأممي على الأرض، على أساس المرجعيات الدولية، من خلال إيجاد آليات ومنهجيةٍ جديدة لحل النزاع والصراع القائم، وذلك وفقاً لبرنامج زمني محدد وواضح المعالم، وعلى نحو يؤدي لوضع نهاية للاحتلال "الإسرائيلي" لبلادنا، ويفضي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة. ويشمل هذا البرنامج قرار لجنة مبادرة السلام العربية بإيفاد وفد عربي وزاري الشهر القادم إلى واشنطن برئاسة رئيس اللجنة (دولة قطر)، و عضوية الأمين العام لجامعة الدول العربية وعدد من الدول العربية للعمل على تنفيذ البرنامج المشار إليه آنفاً.

الإخوة القادة الكرام،

لقد تباحثت مع الرئيس الأميركي باراك اوباما قبل أيام عندما زارنا في دولة فلسطين حول قضايا الوضع النهائي كافة، حيث أكد لنا أن بلاده مصممة على تحقيق خيار الدولتين، من خلال المفاوضات. وأكدنا له من جانبنا التزامنا بمبدأ حل الدولتين على حدود العام 1967، والتزامنا بالمبادرة العربية للسلام، مؤكدين بأن وقف الاستيطان والإفراج عن المعتقلين ليست شروطاً فلسطينية، بل هي التزامات مترتبة على الحكومة "الإسرائيلية" من خلال الاتفاقات الموقعة وخارطة الطريق.

أما على صعيد القدس، فإن الاحتلال "الإسرائيلي" يعمل بشكل ممنهج وحثيث على تهويد القدس الشرقية، وتغيير طابعها واقتلاع سكانها الفلسطينيين منها، والاعتداء على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

من هنا، فانه لا بد من تحرك عربي إسلامي نحو هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لمنع الاحتلال "الإسرائيلي" من تنفيذ مخططاته التدميرية ضد القدس، وتاريخها وحضارتها، ومعالمها وآثارها الدينية والروحية.

وبهذه المناسبة ونحن نتحدث عن الدفاع عن القدس، أقدم امتناني لاستمرار أخي جلالة الملك عبد الله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية بالعمل والتنسيق معنا في بذل كل جهد ممكن لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف.

أما القضية الأخرى الملحّة، والتي تشغل بال كل بيت فلسطيني، أيها الإخوة القادة، فهي قضية أبنائنا وبناتنا الأسرى والأسيرات البواسل في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، الذين يتعرضون لانتهاكات خطيرة، وخاصة أولئك المضربين عن الطعام منهم،  وواجبنا أن نعمل على تحريرهم وإنقاذ حياتهم من براثن السجن والسجان "الإسرائيلي" البغيض، وإننا نعول عليكم في دعم جهودنا سياسياً وإعلامياً لإنقاذهم، وكذلك حث القوى الدولية المؤثرة، ولا سيما الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، لحمل "إسرائيل" على وضع حد لاحتلالها، وإطلاق سراح أسرانا كافة من سجون الاحتلال "الإسرائيلي".

وهنا نثمن ما قامت به العراق بعقد مؤتمر في بغداد لدعم الأسرى الفلسطينيين في السجون "الإسرائيلية" ودعوتها لإنشاء صندوق للأسرى.

الإخوة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

 يمر الشعب الفلسطيني بعملية عقاب جماعي ممنهج، زادت حدتها منذ سبتمبر 2011 وحتى مطلع العام 2013، وذلك بسبب إصرار فلسطين على الذهاب للأمم المتحدة لرفع مكانتها كدولة، ولم يكن هذا القرار من باب الترف السياسي بل للحفاظ على حقنا في أرض دولتنا الفلسطينية كما أشرت قبل قليل، على حدود العام 1967 ووقف الادعاء بأنها أرض متنازع عليها. لأنهم بهذه الصفة أيها الإخوة عندما يعتقدون ويدعي بأن الأرض الفلسطيني أرض متنازع عليها يعني أنه يستطيع أن يبني في أي  مكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، هذه النظرية عنده منذ عام 1967 وهو يبني مدعيا أنها أرضه وعلينا أنها مختلف عليها وأنه علينا أن نتفق ماله وما لنا، أما الآن بعد قرار الأمم المتحدة أصبحت كل الأرض الفلسطينية عام 67 أرض دولة محتلة عليه أن يغادرها وأن يخرج منها ومن كل سنتيمتر منها بما في ذلك القدس الشريف.

وتمثل هذا العقاب بحجز أموال الضرائب الفلسطينية مما أدى لزيادة العجز في الموازنة الفلسطينية، إلى حد أنها لم تعد قادرة في الأشهر الأخيرة من العام 2012 وبداية العام 2013 على تحمل مسؤولياتها الأساسية ودفع كامل رواتب موظفيها الذين يصل عددهم إلى 168 ألف أسرة فلسطينية في الضفة والقدس وغزة.

ورغم ذلك فإن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن صموده وواجبه في الدفاع عن أرضه ومقدساته. إن مساعدة الشعب الفلسطيني الحقيقية تكمن في وقوفكم إلى جانبه باستمرار إلى أن يتم  إنهاء الاحتلال وقيام دولته وتحقيق استقلاله وسيادته على أرضه، وعندها سيكون قادراً على الاعتماد على  نفسه والوقوف على أقدامه وسد حاجاته الأساسية، فالعمق العربي يعزز صمود الشعب الفلسطيني البطولي في وجه آلة الاحتلال "الإسرائيلي".

 لذلك فإن ما نتوقعه هو استمرار الوفاء بما تم التعهد به من التزامات مالية لدعم الموازنة وفق آليات قمة بيروت لعام 2002 والوفاء بشبكة الأمان المالية المقرة، في قمة بغداد.

أصحاب "الجلالة" والفخامة والسمو،

نود الإشادة بالمبادرة الكريمة لصاحب السمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني بإنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال مليار دولار بإدارة البنك الإسلامي للتنمية، وإعلان سموه المساهمة فيه بقيمة 250 مليون دولار، وأدعو الدول العربية القادرة الشقيقة للمساهمة فيه فور انتهاء أعمال هذه القمة الموقرة.

ولا يفوتني في هذا المجال بأن أشيد بالمملكة العربية السعودية ودورها في إنشاء صندوقي الأقصى والقدس اللذين تم إنشاؤهما بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في العام 2001، وهما الصندوقان اللذان شكلا معلمين بارزين للعناية الاستثنائية التي تولونها لنصرة أهلكم وشعبكم الفلسطيني، وتعزيز صموده في مواجهة العدوان والحصار، وآمل مواصلة رفده بما يلزم لاستمرار أدائه لدوره  وهنا أود أن أؤكد على أهمية دور صاحب الجلالة الملك محمد السادس لترؤسه لجنة القدس وتفعيله لوكالة بيت مال القدس.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أصحاب المعالي والسعادة،

إننا مازلنا عند موقفنا وجديتنا في العمل بكل ما أوتينا من عزم وتصميم، لوضع حد لحالة الانقسام الفلسطيني الشاذة، والتي ألحقت أفدح الأضرار بقضيتنا،  ومع ذلك فإننا لا بد أن نعود مجدداً للشعب ليقول كلمته، من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، للخروج من الوضع الراهن، وبالرغم من ذلك الانقسام، فإننا لم نتخل لحظة واحدة عن تحمل مسؤولياتنا تجاه مواطنينا، وأبناء شعبنا، في قطاع غزة، فنحن ننفق قرابة 130 مليون دولار شهريا من موازنتنا لتسديد الرواتب في قطاع غزة، وتقديم الخدمات لأهلنا في القطاع المحاصر الصابر الصامد وهذا ليس منة بل واجب علينا، الذي ندعو إلى رفع الحصار عنه فوراً.

وفي هذا الإطار فإننا نرحب باقتراح سمو أمير دولة قطر لعقد قمة مصغرة خاصة بالمصالحة بقيادة مصر على أساس اتفاقي القاهرة والدوحة. ومعلوم أن الاتفاق الذي عقدناه في الدوحة قبل أكثر من سنة يدعونا إلى تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين وفي نفس الوقت الذهاب إلى الانتخابات، نحن من جهتنا ملتزمون بهذا الاتفاق والذي أعقبه أيضا اتفاق القاهرة، ولذلك نرحب باتفاق صاحب السمو

إننا نتطلع إليكم جميعاً لعمل كل ما بوسعكم، من أجل تجنيب أبناء شعبنا من اللاجئين الفلسطينيين، الذين يعيشون في سوريا من عذاب التشرد، والنأي بهم عن النزاعات الداخلية، وعدم الزج بهم في أتونها، فهم ضيوف على كل شقيق وصديق يقيمون بشكل مؤقت على أرضه، وسياستنا الثابتة هي أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المضيفة وغيرها، ونتمنى لكافة شعوب أمتنا العربية والإسلامية الأمان والاستقرار، لتنعم بالرخاء والنمو والازدهار، مؤكدين في ذات الوقت، بأننا لسنا طرفاً في أي نزاع أو صراع يقع هنا أو هنا، يكفينا ما لدينا من صراع ونزاع مع "الإسرائيليين".

ختاماً، أرجو لمؤتمرنا هذا تحقيق غاياته المنشودة، وإيجاد الحلول الناجعة للقضايا المدرجة على جدول أعمال قمتنا هذه كافة وأتقدم بالشكر إلى أصحاب المعالي وزراء الخارجية لإقرارهم مشاريع القرارات كافة حول فلسطين آملين من الجميع توفير الآليات المناسبة لوضعها موضع التنفيذ.

ولا يفوتني أن أجدد التعبير عن جزيل الشكر والعرفان لدولة قطر الشقيقة، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي لقيناه في ربوع هذا البلد العربي العزيز الأبي بشعبه وقيادته، ولطواقم الجامعة العربية وعلى رأسهم الأخ الأمين العام الدكتور نبيل العربي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 


المصدر : وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية – وفا

26/3/2013

 
http://www.paliraq.com/images/paliraq2012/iraqia-ainsahera/2.jpg