هكذا يتم ابتزاز الفلسطينيين بمطار القاهرة

بواسطة قراءة 1413
هكذا يتم ابتزاز الفلسطينيين بمطار القاهرة
هكذا يتم ابتزاز الفلسطينيين بمطار القاهرة

ووثّق مراسل "الخليج أونلاين" قيام الشرطة المصرية في مطار القاهرة بالحصول على رِشا مالية من المسافرين الفلسطينيين، وابتزازهم ومطالبتهم بضرورة الدفع لهم قبل تسهيل سفرهم، وعدم حجزهم في غرفة الترحيلات أسفل المطار.

ومكث مراسل "الخليج أونلاين" في مطار القاهرة يومين، رصد فيها قيام ضباط الشرطة المصرية باستلام المسافرين الفلسطينيين، وخاصة المرحّلين منهم من المعبر، وطلب الأموال أو الهدايا منهم مقابل عدم وضعهم في غرف الترحيل.

ويستخدم الفلسطينيون في قطاع غزة مطار القاهرة للتنقّل إلى العالم الخارجي؛ بسبب عدم وجود مطار داخل قطاع غزة، حيث يسلكون مسافة 500 كيلومتر، قادمين من معبر رفح، ويعيشون رحلة طويلة وقاسية؛ بسبب كثرة حواجز الجيش المصري والتفتيش طوال الطريق.

وتفرض السلطات المصرية على المسافرين الفلسطينيين القادمين إلى مطار القاهرة إجراءات مشدّدة، حيث تقوم بتجميع غالبيتهم، وخاصةً من ذوي الأعمار التي تتراوح بين 12 إلى 50 عاماً، في حافلة الترحيل، التي توصلهم إلى المطار بمرافقة أمنية.

ابتزاز ورشوة

طالب الماجستير حمدان يقول: "بعد رحلة طويلة وصلت إلى مطار القاهرة، عند الساعة الرابعة فجراً، وتم تسليمي برفقة المسافرين القادمين من المعبر للشرطة المصرية في المطار، وسألني الضابط عن وجهتي، وعن موعد طائرتي، فأخبرته أنها عند الساعة الخامسة مساءً".

ويضيف حمدان: "دون أي خجل أو احترام للبدلة التي يلبسها، أو الدولة التي يمثّلها، خيّرني هذا الضابط المصري بين إنزالي إلى غرفة الترحيلات مع المهاجرين "غير الشرعيين"، أسفل المطار، أو دفع ما فيه النصيب لكي يسمح لي بالمكوث في صالة الترانزيت في المطار لانتظار موعد الطائرة".

ويوضح أنه أُجبر على دفع 500 جنيه مصري (28 دولاراً أمريكياً) بعد ابتزازه من قبل ضابط الشرطة، وفي حالة عدم الدفع سيتم تأخير وصوله يوماً إضافياً.

غرفة الترحيلات

الشاب الفلسطيني سائد أبو عودة، يؤكد أنه بمجرد وصوله إلى مطار القاهرة أخبره ضابط شرطة مصري أنه في حال لم يدفع له "الحلوان" سيُحتجز في غرفة الترحيلات أسفل المطار أياماً عديدة.

ويقول أبو عودة لـ"الخليج أونلاين": "حاولت التهرّب من الضابط من خلال القول له بأن الأموال الموجودة لديّ هي غير مصرية، ولكن هذه الحيلة لم تمرّ عليه، وأخذني من يدي إلى شباك البنك الأهلي المصري داخل المطار، وصرّف الأموال وأخذ مني 300 جنيه (17 دولاراً)".

وتابع: "بعد حصول الضابط المصري على المال ابتسم بشكل مستفزّ أمامي، وقال ما تزعلش، دول مش لي وحدي، راح أعطي زميلي نصيب منهم، مشان أمورك تتسهل، وما تطول في المطار عندنا".

جهاد مصطفى طالب فلسطيني، روى ما حدث معه في مطار القاهرة من خلال نشره في مدوّنته، وقال: "ما إن وصلنا إلى المطار حتى اصطحبَنا منسّق السفارة إلى غرفة الترحيل المعروفة لكل فلسطيني دخل مطار القاهرة".

وأضاف مصطفى: "قبل ذلك ساومَنا أحد الضباط المداومين أن يدفع كل شخص منا نحو 500 جنيه مصري، ونجمعها للضابط المسؤول هناك حتى يسمح لنا بالبقاء في غرفة أفضل من غرفة الترحيل تتبع لأروقة المطار، وبذلك نبقى أحراراً في التجوّل في المطار إلى أن نستقلّ طائراتنا".

وأوضح مصطفى أن جميع المسافرين الموجودين معه، وعددهم 14، دفع كل واحد منهم مبلغ 500 جنيه للضابط المصري مقابل عدم مبيتهم في غرفة الترحيلات سيئة السمعة.

مراسل "الخليج أونلاين" رصد خلال وجوده في مطار القاهرة تراخياً وغياباً كبيراً للرقابة من قبل قيادة الشرطة المصرية في المطار على الضباط المسؤولين عن تسهيل سفر المسافرين الفلسطينيين.

ووثّق التحقيق قيام ضابط كبير من الشرطة المصرية بالحصول على رشوة قيمتها 400 دولار أمريكي، من عائلة فلسطينية مكوّنة من 4 أشخاص؛ مقابل السماح لهم بدخول القاهرة وعدم ترحيلهم إلى معبر رفح البري.

ولا ينحصر دفع الرِّشا بكبار الضباط المصريين في مطار القاهرة، إذ يفرض صغار عناصر الشرطة مبلغاً مالياً على المسافرين الفلسطينيين تحديداً عند أي إجراء بسيط خلال سفرهم أو مغادرتهم المطار.

وبحسب منظّمة مكافحة الفساد، تواجه مصر قضايا فساد خطيرة، وتجد صعوبة في مقاومته؛ في ظل انتشار الفقر والجهل وضعف الرقابة الشعبية والرسمية.

 

المصدر : الخليج أونلاين

10/6/1440

15/2/2019