بلدية طبرية التابعة لكيان الاحتلال تتراجع عن خطتها لتحويل مسجد البحر التاريخي إلى متحف

بواسطة قراءة 990
بلدية طبرية التابعة لكيان الاحتلال تتراجع عن خطتها لتحويل مسجد البحر التاريخي إلى متحف
بلدية طبرية التابعة لكيان الاحتلال تتراجع عن خطتها لتحويل مسجد البحر التاريخي إلى متحف

وعقد وفد من لجنة المتابعة العربية العليا، والهيئة السياسية الأعلى داخل أراضي 48 أمس جلسة مع رئيس "بلدية طبرية"، رون كوبي، وذلك في أعقاب إعلانه نيته بتحويل مسجد البحر في المدينة إلى متحف. وشارك في الجلسة عن لجنة المتابعة، "النائبان" مسعود غنايم ويوسف جبارين، و"رئيس مجلس محلي" طرعان مازن عدوي، ورئيس مجلس البعينة – نجيدات منير حمودة، والمحامي عمر خمايسي والمحامي وأشرف حجازي عن مؤسسة صمود.

وقد أكّد وفد لجنة المتابعة العليا خلال الجلسة على أن هذا المسجد هو مكان مقدس للمسلمين، وهو إرث تاريخي للفلسطينيين، ولا يقبل بأي حال انتهاك حرمته وتحويله إلى متحف. كما أكّد الوفد ان حديث "البلدية" عن تقدم مدينة طبريا الاقتصادي والسياحي لا يمكن ان يقوم على حساب الأماكن المقدسة وعلى حساب المسجدين المقدسيين في طبريا، مسجد البحر والمسجد العمري.

وتحدث "رئيس البلدية" عن رغبته بافتتاح متحف قائلًا إن هذا المكان «ليس مسجدا الآن وإنما مكان تاريخي»، وتحدث عن نيته بتحويل طبرية إلى مركز سياحي مركزي، وأن هدفه «تنظيف وترميم الأماكن التاريخية».

وبعد نقاش مطول توصل الطرفان إلى أن لا يتم تغيير الأمر الواقع بالنسبة للمسجد، والحفاظ عليه كمسجد وعدم تحويله إلى متحف، والتأكيد أن ما قامت به "البلدية" هو تنظيف للمكان وليس أكثر من ذلك. كما اتفق على التعاون من أجل صيانة وتنظيف مسجدي طبريا، الزيداني العمري، والبحر، من خلال مقاولين عرب.

وأوضح "النائب" مسعود غنايم ( الحركة الإسلامية – القائمة المشتركة) لـ «القدس العربي» أن وفد المتابعة العليا أكد أمام رئيس بلدية طبرية أنه ليس لديهم أي مانع في تنظيف وصيانة المساجد في طبريا، وأن تكون مراكز جذب سياحية تاريخية، لكن بشرط أن تبقى مساجد كما هي دون تحويلها إلى متاحف أو إلى أي غرض آخر. ويؤكد غنايم الذي كان قد كشف عن خطة "بلدية طبرية" لتحويل مسجد البحر إلى متحف أنه تم الاتفاق على استمرار اللقاءات مع "بلدية طبرية" حول قضية مسجديها، وسيكون "رئيسا مجلسي طرعان والبعينة" ـ نجيدات في تواصل مع "رئيس البلدية" بهذا الشأن. منوها لأهمية متابعة خطوات "البلدية" على أرض الواقع بشكل مستمر لمنع أي محاولة لفرض أمر واقع في المكان، وضمان التزام "البلدية" بتعهداتها.

يشار الى أن مسجد البحر بني في الفترة العثمانية قريبا جدا من ساحل بحيرة طبريا ويبعد عن المسجد الكبير المعروف أيضا بالمسجد العمري أو الزيداني أو الفوقاني، لأن أبناء ظاهر العمر الزيداني كانوا قد بادروا لبنائهما وكلاهما مغلق وبحالة يرثى لها من ناحية الصيانة والنظافة. وفي الهزة الأرضية  التي ضربت طبرية قبل ثلاثة شهور تعرض المسجدان للمزيد من التصدعات الخطيرة التي تجعلهما أمام خطر تهدم حقيقي.

وفي طبريا قبل النكبة كان المسجد العمري يقع بين سوق الحسبة حيث كان «الدلال» ينادي لبيع البضائع بالمزاد العلني، وبين سوق الخضراوات وهو سوق بالمفرق.

ويقول الشيخ علي حسني الطبري، أبو حسني (84 عاما) ابن طبريا المهجر في قرية المغار المجاورة لـ «القدس العربي» إن مؤذن وإمام المسجد الزيداني هو عمه حسين علي الطبري الذي كان يستبدله في مهمته شقيقه قاسم، لافتا إلى أن المحال التجارية المحيطة بالمسجد كانت موقوفة عليه وتابعة له.

وهو ما زال يذكر صيدلية جمال الطبري في واحدة من الغرف هذه وبجوارها حلاق كان هو يعمل عنده في العطلة الصيفية. ومقابل المسجد من جهة الشمال تقع عمارة الخان التي كانت تستخدم للبهائم المستخدمة لنقل البضاعة.

يذكر أن نجيب نصار محرر صحيفة «الكرمل» لبناني الأصل، كان قد فتح صيدلية في طبريا في نهاية الحكم العثماني بين مسجدي البحر والكبير قبل انتقاله وزوجته ساذج نصار إلى حيفا وتأسيس الصحيفة عام 1908.

ولا يختلف حال مسجد البحر عن شقيقه المسجد العمري فهو الآخر مهجور ومغلق تملأه القاذورات وتسكنه طيور البوم بعدما استخدمته "بلدية" طبريا بعد الاحتلال "الإسرائيلي" متحفا. هذا المسجد الجميل الذي تعرض قبل سنوات لاعتداء جديد بتلطيخ جدرانه وقبابه بكتابات بدت عليها بصمات حركة «عبدة الشيطان» مثل «النصر للدم» والحرب وغيرها قد بني على حافة البحيرة. ويفيد الشيخ محمود رباح أبو شوقي المهجر من قرية حطين المجاورة أنه كان يرافق والده إلى طبريا ودأب على الصلاة في مسجد البحر.

ويستذكر أبو شوقي في حديث لـ «القدس العربي» أن مسجد البحر بني على حافة البحيرة وكان الشباب وقتها يدخلونه ويقفزون من سوره للماء والسباحة فيها «. وكانت طبريا مركزا تجاريا، وإداريا وترفيهيا لبناتها – القرى المحيطة بها مثل حطين ونمرين ولوبية وسمخ والمغار والمجدل ولقرى منطقة الحمى.

 

المصدر : "القدس العربي"

5/6/1440

10/2/2019