كل صخرة اصلها طين.. الانتفاضة عمر الجواب...
ايها الفلسطيني لا تنسى انك تنحدر من اصل لا يعرف المستحيل.
عندما كنتم تحملون هذه الصخرة الصغيرة وتقذفون بها نحو عدوكم , كان عدوكم ينظر
اليها على انها سلاحا جبارا مرعبا...
وكل الناس ترى الصخرة.. ولكن الفلسطيني الاصيل والمناضل الشريف هو الذي يرى ويفرق بين الطين الذي لاخير فيه..والطين الذي ينادي على عدوه فيقتله..
هنالك مقولة تقول :البساطة هي اقوى القوى جميعا.
لا احد يمكن ان يتكهن ولو على وجه التقريب (بعمر) اصغر فلسطيني رشق يهودي بهذه الصخرة فادماه.
هكذا اراك ايها الفلسطيني..واعلم علم اليقين انكم شجرة زيتون ضاربة بجذورها في رحم الارض لا تبالغ في الفرح ولا تبالغ في الحزن..ورغم اني ككل الفلسطينيين اعرف كل شي عن فلسطين وببساطة فلسطين ولكني اكاد ان اجزم انني لا اعرف شيئا عن قوة فلسطين.
ولكن فلسطينيو العراق كتلك الصخرة لا يحتملون العذاب ولا يطيقونه حالهم حال اخوتهم في فلسطين ولكن فلسطينيو العراق.. و"عذرا عن التشبيه" كتلك المراة التي ذاقت بها الدنيا من عذاب زوجها..
فطلبت الطلاق...ولملمت ما لا غنى عنه من اغراض في حقيبة جلد مهترئة..وحملت اطفالها عائدة الى بيت اهلها..هاربه من ظلم زوجها وجبروته...سئمت ساديته..
وقسوته..مللت اهاناته المتكررة..كرهت سجنه وظلمه.. وتمنت مرة واحدة ان تنظر الى المرأه فلا تجد بقعا ملونة تغمر وجهها. ..
فارتمت في حضن رجل اخر حنون.
وما اروع البكاء بين احضان رجل حنون ..
تقول المرآة: لاول مرة ارى للحزن لذة .واتذوق منه متعة ونشوة وانا التي تعودتني الالام موطنا..والقت الهموم بي مسكنا..
ولم تعرف دموعي يوما من يجففها.
وجدت في صدره الدافئ يضئ لي املا بعمر جديد لا اذكر بالضبط كيف القيت برآسي فوق صدره فبللت دموعي قميصه..رفع رآسي..وبأنامل رقراقة مسح ما فاض مني من دموع..ثم قال بنبرة رصينة واثقة وبلكنة فلسطينية فلاحة من ارض العراق.
الله بيعين يا أختي فإذا به فلسطيني من العراق يقيم بالغربة والله انها صخرة اخرى.
وقال لي ما أنت الا سيدة انيقة جدا...سيدة مشدودة كالرمح..صحيح انك تكادي ان تكونين بدون مؤخرة ..ولا بطن ... ولا صدر..ككل الامهات العربيات.. ولكنك انيقة جدا ..بنظرات سوداء ..وانف حاد..منديل من الحرير يلف رقبتك العاجية .. فقلت في نفسي ومن اللحظة الاولى ان هذا الفلسطيني ومن وراء نظراته ان له روحا ليست عادية تسكن فيه ..مغمسة بوجع يخفيه كي يداري صدره المكشوف..
فتبعته روحي ولا ادري ان كنت اتبع خفى قدميه او نظرة عينييه..
وفي كل الاحوال كان سرا..هكذا قلت في نفسي.
واذا بي استفيق على صراخ اطفالي حيث صيحاتهم كانت تتجمع في اعماقي انكسارأ وذلا.
وروحي تحترق.. ووخزات صدري تكاد تنفجر فنفظت امومتي جانبا ووهبت نفسي لذلك الفلسطيني الذي انتمي اليه.
فإذا هو نفسه ذللك الفلسطيني الصغير الذي رشق اليهودي فأدماه أتعرفون كم عمره ؟
أقرأوا السطر الاول من اليسار الى اليمين ..
كمال أبو حلوة – استراليا
26/3/2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"