إبراهيم سيد، فتى فلسطيني كان واحداً من اللاجئين الفلسطينيين الذين عصفت بهم الأحداث الدامية في العراق، فألقت به وأسرته من أحد أحياء بغداد ، إلى أحد مخيمات البؤس على الحدود العراقية السورية ، فيما ذاع صيته بظروفه المعيشية السيئة بعد ذلك وعرف "بمخيم التنف" ، وقد كان لقصة هرب العائلة للنجاة بحياتها لون مختلف من المعاناة ، يرويها إبراهيم .
بداية المأساة:
فبعد حادثة اختطاف شقيقته، هرب إبراهيم سيد، البالغ من العمر 15 عاماً بصحبة أسرته من بغداد متوجهين إلى الحدود السورية خلال صيف 2006 ، وعلى الرغم من الصعوبات المعيشية في مخيم التنف حيث استقروا ، ركز إبراهيم على دراسته متحدياً قساوة الشتاء وقيظ الصيف والحريق الذي شب في الخيمة التي تسكن بها عائلته ، وقد حصل الصبي بفضل جهوده الدراسية على منحة مكنته من الذهاب للدراسة في سوريا تاركاً وراءه أسرته في هذا المخيم البائس. ويروي إبراهيم تفاصيل رحلته من بغداد إلى دمشق قائلاً :
"كنت دائماً الأول على صفي ، ذهبت إلى المدرسة في ضواحي بغداد حتى الصف السابع وبعدها تعرضت شقيقتي للاختطاف فطالب المختطفون أبي بمبلغ 50,000 دولار لإطلاق سراحها ، كان أبي قبل الحرب مرتاحاً من الناحية المادية وكان يملك متجران ، ولكن جميع مدخراته استنزفت ولم يتمكن من دفع سوى 5,000 دولار كفدية ، قَبِل المختطفون بهذا المبلغ وأطلقوا سراح شقيقتي في اليوم نفسه.
وعندما بدأ أبي بتلقي تهديدات بالقتل من قبل إحدى الميليشيات ، قررنا المغادرة إلى الصحراء لعلها تكون أكثر أمناً للفلسطينيين من بغداد ، اشترى أبي خيمة وغادرنا بغداد في صيف 2006 مع إخوتي الأربعة ، كنا نعلم أننا لن نستطيع الدخول إلى سوريا لكوننا فلسطينيين ، لم نكن قد سمعنا عن مخيم التنف ولكن بعد أن سمعنا عنه قررنا الذهاب إليه .
قصة نجاح:
حضَّرت لامتحان الصف التاسع خلال الثلاثة أشهر التي قضيتها في إحدى خيام الأونروا بمخيم التنف ، ولكن حريقاً شب في المخيم والتهمت النيران جزءاً من خيمتنا ، ومع ذلك استطعت اجتياز امتحانات وزارة التربية والتعليم السورية أنا وطالب آخر من المخيم ، أدرس حالياً السمكرة في مركز التدريب بدمشق ، ولكنني أريد أن أصبح طبيباً ، لذا على الشخص أن يدرس جيداً لينجو من حياة الخيام .
15/5/2008
يرجى الإشارة إلى موقع " فلسطينيو العراق " عند النشر أو الاقتباس