بعد مضي نصف عام .. أين وعود المالكي لك يا حضرة الرئيس – علي جابر

بواسطة قراءة 9138
بعد مضي نصف عام .. أين وعود المالكي لك يا حضرة الرئيس – علي جابر
بعد مضي نصف عام .. أين وعود المالكي لك يا حضرة الرئيس – علي جابر

المالكي يتعهد لمحمود عباس بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون العراقية وتوفير الامن والحقوق للمقيمين اسوة بالعراقيين .. (وكالة أنباء براثا 29/3/2013) .

.........................................................

الرئيس يسلم المالكي قائمة بأسماء المعتقلين الفلسطينيين بالعراق

بغداد 29-3-2012 وفا- سلم الرئيس محمود عباس، اليوم الخميس، قائمة بأسماء المعتقلين الفلسطينيين بالعراق إلى رئيس الوزراء العراقي نور الدين المالكي، الذي تعهد بدوره بمتابعة الموضوع .. (وكالة وفا) .

.........................................................

الرئيس يبحث مع الحكومة العراقية تسهيل ظروف حياة الفلسطينيين .. (وكالة معا الإخبارية 29/3/2012) .

.........................................................

وفي حوار مع وكالة معا الإخبارية :

س: فلسطينيو العراق يعانون من مشاكل وظروف معينة ؟ .

الرئيس: صدرت الأوامر لوزارة الخارجية بتشكيل لجنة للمتابعة مع الحكومة العراقية وسنبدأ بالأمر فورا بعد القمة . . (وكالة معا الإخبارية 29/3/2012) .

.........................................................

ومضى ستة أشهر أيضا على تصريح وزير الشؤون الخارجية الفلسطينية رياض المالكي :

أن الرئيس محمود عباس سلم المالكي قائمة بأسماء المعتقلين الفلسطينيين بالسجون العراقية ، حيث تعهد المالكي بدراسة ملفاتهم وإطلاق سراحهم بأسرع وقت، كما تعهد بالحفاظ على الفلسطينيين المقيمين في العراق ، ...... تعهد المالكي بالحفاظ وتوفير الامن والحقوق اسوة بالعراقيين للفلسطينيين المقيمين هنا، وتعهد بإطلاق سراح المعتقليين من صدرت عليهم احكام مخففة ، وإمكانية أطلاق سراح اخرين وفق قرار جمهوري عراقي خاص .. (وكالة أنباء براثا 29/3/2013) .

.........................................................

ومضى أيضا ستة أشهر على تصريح سفير فلسطين في قبرص د. وليد الحسن :

أكد السفير الفلسطيني لدى جمهورية قبرص د. وليد حسن أن الرئيس محمود عباس ووزير خارجيته د. رياض المالكي أجرى العديد من الاتصالات واللقاءات مع القيادة والحكومة العراقية تناولت توفير كافة السبل من أجل تسهيل ظروف حياة الفلسطينين في العراق وعملهم وضمان كافة حقوقهم المدنية  .

كما جرى التأكيد على ذلك في اللقاءات الفلسطينية العراقية على هامش القمة العربية في بغداد ، حيث لاقت الاحتياجات والهموم والقلق الفلسطيني "تجاوبا كبيرا" من الأشقاء في القيادة والحكومة العراقية .

كما تم الاتفاق بين وزيري الخارجية الفلسطيني والعراقي على مزيد من البحث ومعالجة مختلف المشاكل والقضايا التي تهم أبناء شعبنا في العراق بعد القمة العربية .

جاء ذلك في تصريح لسفير فلسطين لدى جمهورية قبرص د. وليد حسن من أجل طمئنة أبناء شعبنا من فلسطينيي العراق المقمين في قبرص  والذين يقدر عددهم بحوالي ٢٠٠٠ مواطن على أهلهم وعائلاتهم الذين ما زالوا يقيمون على أرض العراق الغالي .. ( بيان لسفارة فلسطين في قبرص نشر على موقع فلسطينيو العراق بتاريخ 29/3/2012) .

.........................................................

ومضى أربعة أشهر وثلاثة أسابيع على التصريح الناري للسفير الفلسطيني في العراق بقرب اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في العراق :

السفير الفلسطيني لـ [أين] : سنتسلم قريباً [39] هم كل المعتقلين الفلسطينين في السجون العراقية

كشف السفير الفلسطيني لدى العراق دليل القسوس قرب تسلمه 39 معتقلاً فلسطينياً في السجون العراقية .

وقال القسوس لوكالة كل العراق [أين] " انه وخلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى العراق للمشاركة في اعمال القمة العربية التي عقدت في بغداد آذار الماضي تم الاتفاق مع رئيس الوزراء نوري المالكي على تسليم [39] معتقلاً فلسطينياً في السجون العراقية وقد تم وعدي كممثل بلادي في العراق بقرب تسلمي هؤلاء المعتقلين " .

وأضاف ان هؤلاء " المعتقلين غير منتمين الى اي تنظيم ارهابي كالقاعدة وغيرها من التنظيمات التي استهدفت ابناء الشعب العراقي ونحن نتحدى ان يكون خلاف ذلك " ونفى السفير الفلسطيني " وجود اي معتقل او محكوم من العراقيين في السجون الفسلطينية " .. (وكالة أين الإخبارية 29/3/2012) .

.........................................................

وبعد كل ما تقدم ما الذي حصل على أرض الواقع خلال ستة أشهر مضت ، وماذا حصل في قائمة المعتقلين الفلسطينيين في العراق التي سلمها الرئيس عباس إلى المالكي هل كانت حقا قائمة معتقلين أم وثيقة تنصل وبراءة من اللاجئين الفلسطينيين في العراق ليفعلوا بنا المزيد من البطش والتنكيل .

فقد تم إطلاق سراح معتقل فلسطيني واحد فقط كان مقرر إطلاق سراحه من قبل القاضي من قبل القمة العربية وتم تأجيل إطلاق سراحه لبعد القمة لظروف أمنية كما تم الادعاء في حينها ، وبدلا منه تم اعتقال فلسطينيين اثنين آخرين أحدهم قد أفرج عنه مؤخرا بعد قضاء سنة ونصف في المعتقل وهو الفلسطيني أشرف محمد جبر الأسعد والحكم على معتقل آخر بالإعدام ، وقتل أحد اللاجئين الفلسطينيين وهو أحمد مصطفى الناجي ، هذا فضلا عن الاعتداءات المتكررة والمداهمات والشتائم الطائفية ضد الفلسطينيين ،

وهناك حدث آخر ومفجع بشكل كبير وهو إظهار جزء من المعتقلين الفلسطينيين الأبرياء على شاشات قناة العراقية ضمن برنامج العيون الساهرة الذي حل محل برنامج الإرهاب في قبضة العدالة سيء الصيت ، وكان ذلك بتاريخ 16/5/2012 أي بعد شهر واسبوعين على تعهد المالكي للرئيس عباس بإطلاق سراح المعتقلين وبعد 9 أيام على التصريح الرنان للسفير دليل القوس بقرب تسلمه 39 معتقلا فلسطينيا في العراق الذين هم كل المعتلقين على حد قوله مضيفا "وقد تم وعدي كممثل بلادي في العراق بقرب تسلمي هؤلاء المعتقلين" ، فهل هذا هو وعد المالكي لكم يا حضرة الرئيس !؟ . وهل هذا هو الوعد لكم يا ممثل البلاد !؟ .

إن صمتكم على ما مجري انت وسفيرك في بغداد يا حضرة الرئيس وصمت حكومتكم وإعلامكم دون أدنى تصريح أو إدانة أو استنكار لما يجري للاجئين الفلسطينين في العراق وتغييب قضيتهم تغييا كبيرا عن قضية باقي الفلسطينيين في فلسطين وفي العالم قد سمح كما توقعنا وكما قلنا مرارا وتكرارا بارتكاب الطائفيين والصفويين في العراق لمزيد من الانتهاكات والاعتداءات ضد اللاجئين الفلسطينيين في العراق إلى أن وصلت الأمور إلى هذا الحال وهو إظهار المعتقلين بهذا الشكل المهان وتحريض الشارع الطائفي في العراق ضد الفلسطينيين في العراق الذي هو لا يحتاج الى تحريض أصلا لكنها عملية شحن وتهييج أكبر ضدهم .

وإظهار هذا الفلم لا يدل على صدق وعود المالكي والحكومة العراقية للرئيس الفلسطيني وسفيره بل يدل على الاستخفاف والاستهزاء والاستهتار بالرئيس الفلسطيني وسفيره وعدم جدية تلك الوعود التي ترجمت على أرض الواقع الى هذه الإهانة للمعتقلين وإظهارهم بهذه الطريقة .

قال تعالى : { ... لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ } [التوبة : 8] .

فماذا فعلتم يا حضرة الرئيس بعد هذا الفلم ، كان المفروض أن يقوم سفيرك او وزارة الخارجية الفلسطينية بتقديم مذكرة احتجاج للخارجية العراقية او الحكومة العراقية على ما اقترفوه ، وكان المفروض تصعيد الموقف في التلفزيون والإعلام الفلسطيني لتعرف حكومة المالكي ان وراء هؤلاء المعتقلين حكومة تطالب بهم ، وعلى الأقل تكون ردة فعل للإهانة ، نعم فهي إهانة للرئيس الفلسطيني وسفيره من قبل السلطات العراقية فبعد الوعود بإطلاق السراح وبعد تصريح السفير بإطلاق السراح يتم إظهار المعتقلين بهذا الشكل فهل فهمتم الرسالة يا حضرة الرئيس !؟ .

لكن الرد على الإهانة كان هو تصريح خجول لسفير فلسطين في العراق يقول فيه ان هذه الاعترافات أخذت بالاكراه وقال انه يطالب الحكومة العراقية ووزارة الداخلية ووكيلها الأقدم عدنان الأسدي بالإسراع في تقديم المعتقلين الى المحاكمة وانه واثق بالقضاء العراقي وعدالته ونزاهته ، فماذا حصل في هذا الطلب بعد 4 أشهر و20 يوم !؟ .

يقول "عدالة القضاء العراقي ونزاهته" ، فهذا القضاء وعدالته ونزاهته قد قام بالإفراج عن المجرم البناني الشيعي علي دقدوق عضو ما يسمى بحزب الله اللبناني رغم انه ادين بكثير من الجرائم ضد العراقيين وخصوصا ضد أهل السنة في العراق ، فلسان حالهم يقول :

قال تعالى : { وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ ... } [آل عمران : 73] .

أما المعتقلين الفلسطنيين فعدالته ونزاهته تحتم عليه أن يبقيهم أطول فترة ممكنة بدون محاكمة بل ويحكم على أحدهم بالإعدام والذي أرسل رسالة قبل أيام تدمي القلوب ويندى لها الجبين ، فهل حركتكم هذه الرسالة كما حرك مشاعركم أطفال يهود فرنسا يا حضرة الرئيس !؟ ، فهل حكم الإعدام هذا هو ضمن وعود المالكي لكم منذ ستة أشهر !؟ .

فيا حضرة الرئيس أبو مازن إن ضميرك الذي أنطقك للتباكي على أطفال يهود فرنسا الذين قتلوا في عملية وصفتها بالحقيرة كان الأولى أن تتباكى على شعبك في العراق وعلى عرض المعتقلين الفلسطينيين في العراق على شاشات التلفزيون بشكل مهان وتحريضي ضدهم وأن تتباكى على هذا المعتقل المسكين الذي حكم بالإعدام ظلما وتصف هذه العملية بالحقيرة ، هل عملية فرنسا حقيرة والمالكي الذابح والمشرد لشعبك هو الحبيب !؟ .

لقد اعتدتم ان تلهثوا وراء وعود احفاد القردة والخنازير في ما يسمى بمفاوضات السلام للحصول على شبر وأربعة اصابع لإقامة عليه دولة مع استمرار الصهاينة بالاستخفاف بكم ، فلربما اردتم ان تجربوا اللهثان وراء المالكي هذه المرة ووعوده .

الأحزاب العراقية وعدة شرائح في العراق تحاول جاهدة العمل على سحب الثقة من المالكي بعد أن أوصل العراق إلى هذا الحال المتردي ، وأنت يا حضرة الرئيس تحاول إعطائه الثقة فهو لم يفي بالوعود تجاه شعبه فيكف سيفيها تجاهك !؟ ، بل وفاها بتنفيذها بعكس الاتجاه .

وقد قلت يا حضرة الرئيس قبل قمة بغداد انك تريد ان تذهب الى قمة بغداد ولو زحفا ولا زلنا نجهل لماذا قلت ذلك هل من اجل ان تنظر الى شعبك في العراق والا لماذا زحفا ، ألا فسرت لنا وماذا جنيت من هذا الزحف !؟ .

فمن يسمع هذا الكلام منك يظن ان هناك انجازا كبيرا ستحققه او ستكسب امرا كبيرا لبلدك وشعبك ، أو يظن انك مصر على الذهاب من أجل شعبك هناك أو لفضح المالكي امام القادة العرب وعرض صور الشهداء بإذن الله والجرحى والمعذبين بالمثقاب والتيزاب لتحرج الحكومة العراقية الطائفية على ما اقترفوه بحقنا ، أو لتطرح قضية المعتقلين في القمة وتنهيها بالإفراج .

نعم ، فقد تحقق هذا الزحف الكبير بمزيد من الاعتقالات والانتهاكات ، وكان المفروض أن تقاطع هذه القمة أصلا انتصارا لدمائنا في العراق ولإحراج حكومة المالكي الطائفية على ما اقترفوه بحقنا .

لكن مع حضورك كان الاجدر بك ان تقول للقادة العرب في هذه القمة أن يستقبلونا كلاجئين وتلقي بالملامة عليهم لتهاونهم في قضيتنا في العراق ، وأن تطالب بلجنة تحقيق دولية من أجل المعتلقين الفلسطينيين في العراق خصوصا ومن أجل اللاجئين الفلسطينين في العراق عموما ، بدلا من هذا الهراء وبدلا من الاتفاق مع المالكي على مسرحية ووعود هزلية كاذبة من قبل أشرس طائفي في المنطقة .

وكان المفروض أن يتكرر ذلك ويطرح عند حضوركم قمة عدم الانحياز التي عقدت في طهران عاصمة الشر والعدوان وشر البلية ما يضحك عدم انحياز في طهران !؟ .

أو ان الأخبار والتقارير التي يرفعها لك سفيرك في العراق تبين انه اللاجئين الفلسطينيين في العراق هم مرفهين ويعيشون في أحسن حال في ظل حكومة المالكي حتى دعاك ذلك أن تذهب إلى قمة بغداد ولو زحفا لتشكر المالكي وحكومته على ذلك .

او هنالك دعم لا نعرفه لجر القيادة الفلسطينية الى المشروع الفارسي بعد ان تم جر سفيرهم ببغداد بصمته على جرائم الفلسطينيين فمضى الآن ستة شهر وبالعامية "لبسوك ولبسوا قائمتك" ، وحدثت اعتداءات جديدة واعتقالات وتحريض طائفي ضد الفلسطينيين في مواقعهم وصحفهم وكان آخره مقال الطائفي فراس الخفاجي ومقالات أخرى ضد فلسطينيين يعملون في الأمم المتحدة ، بل وصل الأمر إلى جريمة قتل الفلسطيني الشاب أحمد مصطفى الناجي رحمه الله الموظف في وزراة الثقافة والاعلام بتاريخ 8/8/2012   أمام زوجته وابنه أي بعد أربعة أشهر وتسعة أيام على وعود المالكي لكم ، فكان الأولى تقديم مذكرة احتجاج في القمة وليس هذه القائمة .

إن جريمة قتل الشاب الفلسطيني الشاب أحمد مصطفى الناجي رحمه الله تعالى هي المفروض أن توصف بالعملية الحقيرة ! ، وكالعادة لم نسمع منكم لا حس ولا نفس بعكس إداناتكم للعمليات ضد اليهود .

قال تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق : 18] .

وفي ظل هذا التخاذل يصرح سفير العراق في القاهرة بتاريخ 1/5/2012 ان العلاقات الفلسطينية العراقية متميزة واستراتيجية متناسيا المذابح التي تعرضنا لها في العراق وما صرح هذا التصريح الا اذا لمس من قيادتنا تنازلات عن حقنا وحق دماءانا في العراق كما تم التنازل عن اجزاء واسعة من فلسطين الى الصهاينة  واللهث وراء إقامة دويلة على بضعة اشبار من أرضنا الحبيبة .

وقد تبلور هذا التخاذل في حصول السلطة الفلسطينية على 25 مليون دولار وثلاث سيارات مصفحة من حكومة المالكي بتاريخ 17/6/2012 ، ففي عام 2007 عندما منح طالباني مبلغ عشرة ملايين دولار للرئيس محمود عباس تبلور بمنع برنامج فلسطينيو العراق من على شاشة قناة فلسطين الفضائية وتم التعتيم في الإعلام الفلسطيني على ما يجري للاجئين الفلسطينيين في العراق ومنع أي ذكر للجرائم المنتهكة بحقهم ، واليوم المبلغ أكبر بكثير !؟ وهذا يفسر هذا الخذلان اليوم .

لقد تم الإفراج عن كثير من المعتقلين العرب في العراق بسبب تدخل حكوماتهم إعلاما وعمليا من خلال سفاراتهم ، وهذا ما دفع بعض عوائل المعتلقين الفلسطينيين في العراق لمراجعة سفارات هذه الدول العربية التي تم الافراج عن مواطنيهم في العراق في محاولة يائسة من هذه العوائل لعل هذه السفارات  تستطيع التدخل للإفراج عنهم بعدما يأست هذه العوائل من السلطة وسفارتها في بغداد ، فما كان منهم هذه السفارات العربية إلا أن تعتذر لهم لأنهم ليسوا مواطني بلادها .

قال الله تبارك وتعالى : { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } [الصافات : 24] .

روى البخاري – واللفظ له - ومسلم عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) قَالَ : وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ : ( وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) .

قال النووي رحمه الله :

" قَالَ الْعُلَمَاء : الرَّاعِي هُوَ الْحَافِظ الْمُؤْتَمَن الْمُلْتَزِم صَلَاح مَا قَامَ عَلَيْهِ , وَمَا هُوَ تَحْت نَظَره , فَفِيهِ أَنَّ كُلّ مَنْ كَانَ تَحْت نَظَره شَيْء فَهُوَ مُطَالَب بِالْعَدْلِ فِيهِ , وَالْقِيَام بِمَصَالِحِهِ فِي دِينه وَدُنْيَاهُ وَمُتَعَلِّقَاته " انتهى .

ولا بد من أن أمر هنا على بعض المنتفعين من رجال التنظيمات ومن ورائهم سفير فلسطين في العراق الذين يرسلون كل فترة وبين الحين والآخر إلى مواقعنا الحبيبة برفع بعض المقالات والأخبار بدعوى ان ذلك يعطل قضية إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين الذين بات خروجهم وشيكا على حد قولهم وتبجحهم ، ولا يمكن الرد عليهم بعد ستة أشهر إلا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :

روى البخاري عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ... إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ) .

وتبين الآن وبعد ستة أشهر من الوعود ومن التضليل من قبل هؤلاء انه لا قضية معتقلين ولا غيره لاننا فقط نسمع جعجعة ولا نرى إطلاق سراح معتقل واحد ، وإنما تبين ان ذلك يؤثر على مصالحهم هم وعلاقاتهم بالجهات الطائفية في العراق ، ويتخذون قضية المعتقلين جسرا ليكونوا أول المدافعين عن الطائفيين في العراق حتى لا تتضرر مصالحهم وعلاقاتهم .

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [الأنفال : 27] .

لو كان حضرة الرئيس والقيادة الفلسطينية والسفير ورجالات التنظيمات جادين في حل مشاكلنا في العراق لكان الاحرى أن تحل مشاكل جوازات السلطة !؟ .

ألا جاوبتنا يا حضرة الرئيس لماذا هذا التعقيد في جوازات السلطة فأنت ليس بأكثر جدية من المالكي فلو كنتم حقا تريدون حل قضيتنا في العراق لسهلتم حصولنا على الجوزات بدل من تعقيدها لمساكين لاجئين تفرضون عليهم قانون سخيف ومجحف وتعجيزي كورقة لا محكوم وسند اقامة .. عجبا ! وشر البلية ما يضحك .

كان الاحرى بالقيادة الفلسطينية ان تنتج وتبث برامج دورية في تلفزيون فلسطين عن اللاجئين الفلسطينيين في العراق ومعاناتهم بدل من منع البرنامج السابق ، وكان الأحرى ان تبعث مراسلين اعلامين الى مجمع البلديات ولقاء اهالي المعتقلين والسماع لمعاناة الناس المعيشية .

فقضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق لا تقل أهمية عن خطابك يا حضرة الرئيس في الأمم المتحدة الذي تفرغت له وأعددت له منذ مدة طويلة ، بل أهم منه ، وكان المفروض أن تقدم للأمم المتحدة تقارير عن وضعنا في العراق وتتباحث في حله وأهمه قضية المعتقلين .

ومؤتمر ما يسمى رعاية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني على الأبواب والذي للعجب سيعقد في العراق فماذا أعددت له بشان معتقلينا في العراق وكيف ستتكلم مع الحكومة العراقية الراعية لهذا المؤتمر وهي لديها أسرى ومعتقلين فلسطينيين في العراق .

فمتى ستعي القيادة الفلسطينية انه لا حل مع هذه الحكومة الطائفية الا بتصعيد الموقف وقطع العلاقة الدبلوماسية وغير الدبلوماسية مع الحكومة العراقية وإغلاق السفارة الفلسطينية في العراق وسحب السفير وهذا بالتأكيد سجبر الحكومة العراقية على مراجعة حساباتها ، كما يجب المطالبة بتدويل قضية اللاجئين في العراق وخصوصا العمل على تدويل موضوع المعتقلين الفلسطينيين في العراق وجعل موضوع المعتقلين الفلسطينيين في العراق لا يقل أهمية عن موضوع الأسرى في فلسطين المحتلة .

سننتظر ستة أشهر أخرى ان شاء الله ليمضي عام على وعد المالكي لكم ونحتفل بإطفاء الشمعة الأولى على هذه الوعود ، ونرى ماذا انتم فاعلون ونرى ما سيحصل للاجئين الفلسطينيين في العراق خلال الستة اشهر القادمة نسأل الله لهم السلامة .

وأخيرا أثمن لك موقفك يا حضرة الرئيس بالرد السريع وتلبية نداء ومناشدة الأخت الفلسطينية أمل الاعرج ، لكن ما بال المناشدات والنداءات الكثيرة التي تقدر بالعشرات من اللاجئين من العراق ومن أهالي المعتقلين التي ارسلت وترسل اليكم دوما والتي تنشر دوما على مواقعنا والمنشادات في تسهيل معاملات جوازات السلطة بعد القرارات التعسفية والتعجيزية لسلطتكم في إصدار الجوازات .

 

علي جابر

29/9/2012

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"