فالإنسان يواجه في حياته مجموعة من الاشخاص دون ان يعرف حقيقة ما تخفيه
نفوسهم نحوه ، قد ترتدي بعض من الناس أقنعة متنوعة قناع المحبة وهو يحمل في قلبه الكره
والحقد ضد من حوله وقناع الشجاعة والأنفة وهو في داخله يتصارع ما بين الخوف والقلق
..
وبالمقابل رجل تجده في مقدمة الصفوف يتحمل الاعباء بمسؤولية ولا يتراجع
او يتهرب وتجده معاك في الفرح والحزن في الشدة والرخاء .. مع التأكيد ان في كل زمان
وفي كل مكان لا يخلو من اصحاب المواقف الرائعة من رجال او نساء حتى لو تكاثر أصحاب
الاقنعة المزيفة ..
وكما يقال ان الناس معادن معدن صفيح رخيص ومعدن ذهب كل يوم يزداد بريقا
حتى ولو وجدته في التراب فلقد اثبتت الازمات التي عاشها فلسطينيو العراق هناك رجالا
تعمل في صمت رجال هممهم عالية صبر على المحن
وبعيدين عن الفتن عقولهم متزنة جنوبهم لينة أخطاؤهم معدودة لخدمة شعبهم رغم كل الصعاب
ودفعوا ثمنا الا انهم ثابتون لا يثنيهم خوف او ملل او كلل مرضاة لله تعالى ثم لشعبهم
..
وآخرين همهم تثبيط الهمم والعزائم والتشكيك بكل مقدام خدوم لاهله وشعبه
همهم التدمير بعدما تصوروا انهم بمأمن مما هم فيه فلا عجب في أن تنهار مفاهيم الرجولة
لديهم في وقت الانهيارات والانتكاسات حيث قلبت المفاهيم وأخذت عكس مضامينها فلننبذ
كل أولئك الهدامون ونتحمل المسؤولية أمام الله تعالى ..
فشعبنا يمر بمراحل عصيبة تتطلب منا الهمم فها هم عوائلنا امام تحديات
خطرة ومعهم اطفالهم ونسائهم وكبار مسنيهم ..
ففي تايلاند الخوف من المجهول والخوف من الترجل في الشوارع والعمل لناس
قطعت معهم سبل المعيشة والحياة ..
وكذلك شعبنا في تركيا واندونيسيا مضى عليهم سنين طويلة في الاغتراب
ولا يعرفون مصيرهم ..
وأولئك الذين خاطروا بارواحهم عبر البحار الى السويد والنمسا وغيرها
مهددون بالترحال والى أين ؟ ..
والمتبقين في سوريا ينتظرون فكبرت اجيال وولدت اجيال وهم هم ..
فمن المسؤول عن ذلك ؟ ..
لا بد من تظافر الهمم من ابناء شعبنا في كل ارجاء المعمورة ولا نقول
باننا نجونا ولا شأن لنا بالاخرين فهنا العمل امام الله تعالى : { وَقُلِ اعْمَلُوا
فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ
الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [ التوبة
: 105 ]
ولا نبالي لكل ثرثار هدام مشكك فأعزنا الله بالإسلام وابتلانا لنحمل
رسالة امامه ومن ثم امام العالم بأننا باقون ما بقينا في الحياة ..
وعليه فعلى شعبنا تنظيم "مسيرات" سلمية يتقدمها الاطفال والنساء
ومن ثم امام البعثات التابعة للامم المتحدة حيثما كنا في هذا العالم لفضح التواطئ والاهمال
واعطاؤنا الاولوية للاستقرار والتوطين لبلدان تلم شملنا وحاضرنا ومستقبلنا لا الاعتماد
على اهوائهم فهم عامدين متعمدين لتاخير ملفاتكم واعطاء الاولوية والاهتمام لغيركم لمن
يمتلك وطن وهوية ولا تاخذكم لومة لائم في الحق والمطالبة .. فأنتم من ضيعت وسلبت وطنكم
الامم المتحدة ، لا تفسحوا وتعطوا مكانا للمحبطين والرويبضات وأشباه الرجال وما
يسمى بالمثقفين ، وتوكلوا على الله وكونوا صفا .. ومن الله التوفيق .
بقلم : مريم العلي
24/12/1439
3/9/2018
. "حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة
النشر بشرط ذكر المصدر"