تهديدات جديدة للعوائل الفلسطينية في منطقة الطوبجي

بواسطة قراءة 3767
تهديدات جديدة للعوائل الفلسطينية في منطقة الطوبجي
تهديدات جديدة للعوائل الفلسطينية في منطقة الطوبجي

بالهمجية والبربرية التي يدّعون خلافها من خلال شعاراتهم الزائفة وكلامهم المنمّق في احترام حقوق الإنسان ونبذ التعصب الطائفي والعنصري والإثني ، ويدّعون الإسلام والوطنية ونصرة القضية الفلسطينية وهم يذبحون الفلسطينيين ويغدرون بهم ويتوعدونهم ، ويختلقون لذلك المبررات ؟!!! إن شماعة : أزلام النظام السابق أو الانتماء لحزب البعض أو غيرها من المصطلحات التي يرمون بها عموم الفلسطينيين في العراق ، وهي دعوى عارية عن الصحة وخالية من البرهان ، فهم أولى وأحرى بها فهي من شيم المنافقين الذين كانوا يصفقون لصدام وينتسبون لحزبه وهم الآن ذاتهم الذين يتفوهون بهذه الكلمات ؟!!! وهذا من عجائب الزمان .الحقيقة التي يحاول طمسها هؤلاء لنيل مآربهم هي أن الوجود الفلسطيني في العراق غير مرتبط بجهة معينة أو بحزب سياسي أو تنظيمي أو حتى بأي حكومة من الحكومات المتعاقبة منذ عام 1948 ولحد الآن ، وإذا ما وجد بعض الأفراد يتعاطفون مع حزب معين أو تكتل أو حكومة فهو من قبيل الغريزة البشرية في التآلف والتقارب والتباعد وكذلك قد يكون بحسب المصالح الشخصية أو المادية الدنيوية .وهذه الاتهامات هي تشويه للحقائق وللغالب الأعم من الفلسطينيين ، ففي زمن عبد الكريم قاسم اتهم الفلسطيني بأنه من أتباعه وفي زمن عبد السلام كذلك وفي زمن نظام صدام يعاني الفلسطيني نفس المعاناة ، وفي حقيقة الأمر أن الفلسطيني جاء إلى العراق مكرها ومجبرا بعد أن مرت عليه ظروف قاهرة أدت إلى إجلاءه وتهجيره قسرا عن دياره ، فكان العدد الأقل الذي قدم إلى العراق وبطلب من الملكة عالية آنذاك وجاءوا مع الجيش العراقي ( ولكن للأسف الشديد هذه القلة من الفلسطينيين يعانون أشد المعاناة هذه الأيام ) .وبعد أن وصلت عدة تهديدات لأشخاص وعوائل في تجمعات الفلسطينيين كالبلديات والحرية وصل في يوم الأحد الموافق 5/2/2006 تهديد لشخص فلسطيني باسمه في منطقة حي السلام ( الطوبجي ) إحدى تجمعات الفلسطينيين في بغداد مع تعميم هذا التهديد ليشمل عموم الفلسطينيين ، وبطريقة بات من المعروف أصحابها والذين يقفون ورائهم والهدف من ذلك ، وقد يكون هذا التصرف من قبل بعض الأفراد من الذين امتلئت قلوبهم غِّلاً وحقدا شعوبيا على الفلسطينيين وهم لاشك بانتمائهم لبعض الجهات والأحزاب ، لكن السكوت العجيب والصمت العميق من قبل الأحزاب الأساسية والحكومة العراقية الموقتة الحالية على تكرار هذا الأمر وكما يقال الساكت عن الحق شيطان أخرس والسكوت علامة الرضى ، مع العلم أن حماية اللاجئين الفلسطينيين في العراق هي من مسؤولية الحكومة والقوات الأمريكية ضمن الأعراف والقوانين الدولية ، والعكس تماما هو الحاصل .وإليكم نص ذلك التهديد كما جاء مع حذف اسم الشخص للضرورة في ذلك : إلى السيد ................ عليك إن تترك المنطقة وتخرج منها ونحن نعلم انك فلسطيني الفلسطينيين الذين أنعمكم صدام بأموالنا وكنتم بعثيون تقتلونا وتخرجونا من بيوتنا فأنت اولهم الذي ستخرج أو ................ والمثل يقول الحبل جرار فللحفاظ على حياتك انته وولدك اخرجوا من المنطقة والمهلة إمامك 72 ساعة فقط لأغير اعذر من انذر لكل فلسطينيمع التاريخ 4/1/2006 وتوقيع ويظهر أنه أراد كتابة 4/2/2006 لكن حصل خطأ واستعجال ، المهم أن هذه الفئة التي أعمى الله بصيرتها وتحمل حقدا على الإسلام والعرب ، لا تمثل العراقيين لأن الشرفاء وأصحاب الضمائر الحية لازالوا موجودين ، وإنما تعبر عن فئة لا يهمها إلا المصالح الدنيوية وتصفق لمن بل وترقص لمن يُشبع بطونها بغض النظر عن المبدأ والنخوة اليعربية وآداب الضيافة .وهذه دعوة لكل منصف في العراق والعالم أيا كان انتماءه ليرى ويسمع ويشاهد بنفسه الوضع المأساوي الخدمي والمعاشي وخصوصا مساكنهم التي يقطنونها منذ الخمسينيات وأحدث مجمع في بداية السبعينيات وهو مجمع البلديات ، بمعنى آخر لا علاقة لنظام صدام بسكنهم لا من قريب ولا من بعيد وهذه المجمعات لحد الآن مشيدة لكن بشكل مأساوي وبشهادة المسؤولين العراقيين قديما وحديثا ، ولا ندري متى تنتهي هذه الشماعة طالما توجد عقول بهذا التفكير المتخلف ؟!!!ثم أين البيوت التي تم إخراج عراقي منها من قبل فلسطيني لماذا هذا التحريض والكذب ، ثم من يقتل من هذه الأيام علما أن الذين تم تصفيتهم من الفلسطينيين في مختلف المناطق لا صلة لهم بحزب البعث لا من قريب ولا من بعيد ، وكذلك المعتقلين هم من هذا الصنف ، ثم أن من واجب الحكومة العراقية إسكان جميع الفلسطينيين حسب الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص ، وهذا عام لكل الحكومات .

ويأتي هذا التهديد بعد أيام من أحداث الطوبجي والتي تم اعتقال فلسطيني فيها ، وقتل واعتقال عشرات العراقيين السنة من المنطقة .