نداء عاجل لإنقاذ الشاب لؤي عودة من المرض في البرازيل

بواسطة قراءة 6309
نداء عاجل لإنقاذ الشاب لؤي عودة من المرض في البرازيل
نداء عاجل لإنقاذ الشاب لؤي عودة من المرض في البرازيل

وتستمر معاناة اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل بين فقدان أدنى الحقوق الإنسانية وصعوبة الاندماج في المجتمع الفقير ، مع صعوبة العلاج من الأمراض التي تواجههم هناك ، ومع حالة جديدة تستحق النظر والوقوف بجانبها الشاب لؤي سمير أبو عودة ونتركه ليحكي مأساته كما في الرسالة التي وصلتنا عن طريق الأخ عصام عرابي :

 

http://www.paliraq.com/images/loai-sameer/loay-sameer02.jpg

 

أنا الشاب لؤي سمير عودة أبلغ من العمر ( 32 ) عاماً أعاني من تشوه في العامود الفقري والقفص الصدري ومن أخطر ما أعانيه انسداد كامل في الرئة الأولى وأعيش برئة واحدة ممزقة هي الأخرى قابلة للانسداد ،، وحسب الأطباء هنا لن تدوم طويلاً حتى تتوقف عن العمل إذا لم يتم علاجها ....

أكتب هذا النداء وأملي بالله كبير جداً أن يقرأ ندائي هذا من يستطيع مساعدتي وينقذ حياتي من هذا العذاب الأليم ومن هؤلاء الظلمة الذين وقعنا بأيديهم ،، إن حياتي هنا كأنني أقبع بسجن من سجون الصهيونية تحت أشد أساليب التعذيب والقمع ، فإننا لا نعرف ما حدث لنا فقد تم إخراجنا من المخيمات على أساس أننا ذاهبين للبرازيل إلى  حياة جديدة أمنة على حياتنا وأنه سيتم علاجنا والاهتمام بنا ولن نعوز أي شيء....

 

http://www.paliraq.com/images/loai-sameer/loay-sameer01.jpg

 

لكن اتضح بعد ذلك أن كل ما قيل عبارة عن أكاذيب وطمس للحقائق وأنا من هنا أؤكد لكم أنهم جلبونا إلى البرازيل ليس لإنقاذنا ومساعدتنا بل لإذلالنا وإهانتنا والقضاء علينا وكلامي هذا ليس فيه أي مبالغة ، إنهم كاليهود علينا .

فمنذ أن وصلنا إلى البرازيل وأنا أطلب منهم معالجتي فما كان منهم إلا الكذب علي ، سنرى لك فلان وسنحجز لك عند فلان ،، ثم يأخذونني إلى طبيب المستوصف في القرية الصغيرة التي نسكن فيها ..

بالله عليكم مثل أمراضي الخطيرة يعالجها طبيب مستوصف ، ليس من اختصاصه أي مما أعاني منه ..

 

http://www.paliraq.com/images/loai-sameer/loay-sameer03.jpg

 

شيئاً فشيئاً يزداد وضعي سوءً ، وأعود لمطالبتهم بحل لي لكن لا عين ترى ولا أذن تسمع ، تم إهمالي و إهمال عائلتي بشكل كبير لا أحد يساعدنا هنا لا عرب ولا أجانب بل مع كامل الأسف الفلسطينيين الذين يعملون مع المفوضية هم خدم لهم وليسوا لمساعدتنا ولا يهمهم أمرنا ، إلى أن أصبح الإهمال في كل الجوانب الصحية والاجتماعية والمعيشية ولم يعد الأمر يطاق ، فقررنا أن نذهب لنعتصم أمام مكتب المفوضية العليا للاجئين احتجاجا على هذه الأوضاع المتردية ،، سافرت مع عائلتي براً لأننا لا نستطيع السفر جواً بسبب التكاليف الباهضة الثمن لتذاكر الطيران ... بعد ( 48 ) ساعة سفر من المنطقة التي نسكن فيها وصلنا إلى العاصمة برازيليا حيث يوجد مكتب المفوضية ، لكن شخصاً بمثل حالتي وأمراض ما إن وصلنا من هذه المسافة الطويلة إنهرت مباشرة في الشارع لتأتي الإسعاف وتنقلني إلى المستشفى إلى العناية المركزة لتتضح الصورة .

 

http://www.paliraq.com/images/loai-sameer/loay-sameer04.jpg

 

بعد التحاليل والفحوصات السريعة التي أجريت لي في المشفى ثبت أنني أعاني إضافة لأمراضي من تضخم في القلب وماء في الرئة وازدياد بنسبة السكر ... بقيت راقداً في هذه المستشفى مدة شهرين كنت أتلقى فيها وعوداً من الأطباء بأنهم لن يدعوني أخرج من المشفى إلا مشياً على أقدامي وأنهم ينوون إجراء فحوصات كبيرة ودقيقة لتجرى لي عملية من شأنها جعلي أتنفس بشكل أفضل مما أنا عليه الآن وكنت سعيداً بذلك ،،،إلى أن تبدد هذا الحلم على يد المجرمين في المفوضية فقد بدأت زياراتهم تزداد شيئاً فشيئاً إلى المستشفى .

 

http://www.paliraq.com/images/loai-sameer/loay-sameer05.jpg

 

لكن ليس لزيارتي بل لممارسة الضغوط على الأطباء ليعدلوا عن قرار العملية والتحاليل لأنها ستكلف كثيراً وأن يتم علاجي بشكل أتمكن من الخروج به من المستشفى إلى القرية التي نسكن كي لاتقع المسؤولية على أحد إذا حدث لي أي شيئ هناك المهم أن لايتكلفوا هم بأية مصاريف وعلمنا أيضاً أن المفوضية تمارس ضغوطاً على مدير المستشفى ليتم تغيير التقارير الطبية الخاصة بمرضي ويتم إخراجي من المشفى بأي شكل وإعادتي للقرية التي أسكن فيها ،، بالله عليكم هل هذا شيء إنساني ، ولم ينتهي الظلم و القمع لهذا الحد بل حسموا أمري وأمر
ما أعانيه من أمراض وتم إخراجي من المستشفى في الساعة الخامسة فجراً حتى أنهم أتو بعائلتي في هذا الوقت إلى المشفى وتمت إعادتنا إلى القرية التي نسكن فيها وعلى أساس أنهم نظموا لي أمور علاجي التي سأستمر عليها مع العلم أنني لا أستطيع العيش بدون استخدام الأوكسجين ليلاً ونهاراً.....

 

http://www.paliraq.com/images/loai-sameer/loay-sameer06.jpg

وصلنا إلى شقتنا ليبدأ تعذيبي بشكل وحشي بحيث أنني أتمنى الموت ألف مرة في اليوم ولا هذا الذل بين أيادي .

 

مثل هؤلاء الأوغاد الذين وقعنا بيدهم فإنهم يتحكمون بالهواء الذي أتنفسه ويتحكمون بحياتي ومن الممكن أن يقرروا إنهائها بأية لحظة ... ليس من مانع لديهم ،، الحمد لله رب العالمين أن الهواء الذي يتنفسه البشر ليس بيد بشر مثلهم لكانوا قطعوه عن بعضهم ، ولكن مع الأسف أن الهواء الذي أتنفسه بيدهم...

المهم أني وصلت للبيت ولم يتم توفير الأوكسجين وباتت عائلتي تركض ورائهم لمطالبتهم الوفاء بوعودهم التي وعدنا بها بلا جدوى ردهم كان لا يوجد نقود !!! إذا كان ليس لديهم نقود لماذا جلبوا لاجئين هنا ومعظمهم  عوائل واطفال ومرضى وكبار في السن لماذا ؟ .

بعد ذلك تم توفير قنينة اوكسجين واحدة يجب أن أستخدمها لمدة أسبوع مع العلم أنها لم تكفي ليوم واحد وعندما طالبنا بحل هذه المشكلة وأنها لاتكفي زودونا بجهاز كهربائي للأوكسجين يصرف من الكهرباء مما لا طاقة لنا بدفعه فإن الراتب الذي نتقاضاه لا يكفي لكل هذه المصاريف وكنت في العراق أستخدم ثلاث أنواع من الأدوية المزمنة كانت تصرف لي هنا أيضاً لكن بعد عناء كبير معهم لكن الأن تم قطع جميع هذه الأدوية عني ولا يصرف لي قيمة أية أدوية أشتريها لم يتم الوفاء بأي وعود وعدت بها في المستشفى لا من علاج ولا من غيره ،،، وأنا الأن لا أملك سوى أملي بالله ونصف الرئة التي أعيش بها لفترة محددة والتحاليل والتقارير الطبية بدون أي علاج ... جعلوني أرجو الموت أكثر من تمسكي بالحياة التي تأتي من ظلمة مثلهم ....

أيها الأخوة لقد وصلنا في البرازيل إلى وضعية أسواء من وضعنا في العراق ومخيم التنف والوليد والرويشد .

في المخيمات لم نكن مهددين بهذا الشكل ، نحن اليوم مهددين بكل الأشكال والصور المريعة مهددين بالتشرد والشوارع والجوع والموت في أمراضنا وربما هناك أشياء لم نتصورها بعد في مثل هذا البلد..

أرجو من الله أن يسمع ندائي هذا جهة تكون قادرة على مساعدتي وقادرة بمشيئة الله على إنقاذ ما تبقى إنقاذه من حياة الظلم والإستبداد التي أعيشها .......

 

مع جزيل الشكر وفائق الإحترام والتقدير ،،،

 

لؤي سمير عودة

بقلم عصام عرابي

البرازيل – 28/3/2009