تقرير منظمة العفو الدولية هام جدا بتاريخ 1/10/2007 حول الانتهاكات التي يتعرض لها فلسطينيو العراق – ج

بواسطة قراءة 5112
تقرير منظمة العفو الدولية هام جدا بتاريخ 1/10/2007 حول الانتهاكات التي يتعرض لها فلسطينيو العراق – ج
تقرير منظمة العفو الدولية هام جدا بتاريخ 1/10/2007 حول الانتهاكات التي يتعرض لها فلسطينيو العراق – ج

3. خطف الفلسطينيين واحتجازهم رهائن وتعذيبهم وقتلهم على أيدي الجماعات المسلحة

لا تتوافر أرقام دقيقة لعدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في العراق منذ حرب العام 2003. وقدَّر بيان مشترك صادر عن الفلسطينيين والمركز الإعلامي الدولي للشرق الأوسط عدد الذين قُتلوا في العراق بأكثر من 320 بحلول مطلع العام 2007.(10) وصرحت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه بين إبريل/نيسان 2004 ويناير/كانون الثاني 2007 تأكد مقتل ما لا يقل عن 186 فلسطينياً في بغداد. وفي 24 يناير/كانون الثاني 2007، بعث ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان إلى منظمة العفو الدولية قائمة بأسماء زهاء 500 فلسطيني ورد أنهم قُتلوا في العراق منذ العام 2003.
ودفع الاستهداف المتزايد للفلسطينيين آية الله السيستاني أعلى مرجع روحي شيعي في العراق إلى إصدار فتوى في 30 إبريل/نيسان 2006 تُحرّم كافة الهجمات ضد الفلسطينيين وتحث السلطات العراقية على توفير الحماية لهم.(11) بيد أن الفتوى لم يكن لها تأثير يُذكر واستمر العنف ضد الفلسطينيين بلا هوادة.

وفي 22 فبراير/شباط 2006، وهو اليوم الذي تم فيه تفجير المرقد الشيعي في سامراء، خُطف الشقيقان الفلسطينيان نزار وزياد عبد الرحمن على أيدي رجال مسلحين ورد أنهم من جيش المهدي في حي الأمين ببغداد. وعُثر على جثتيهما بعد ثلاثة أيام في المشرحة وقد ظهرت عليهما آثار التعذيب الواضحة.

كذلك في 22 فبراير/شباط ذهب سمير خالد عيسى الجيّاب لإحضار ابنه من المدرسة في حي البلدية ولم يعد قط. وبعد ثلاثة أيام، عُثر على جثته في المشرحة. وبحسب ما ورد أُبلغت عائلته أن أفراد من مركز شرطة الرافدين وجدوا الجثة في مدينة الصدر ببغداد ونقلوها إلى المشرحة. وكانت الجثة كما يبدو تحمل علامات على التعذيب.

وخُطف محمد الجيَّاب، قريب سمير الجياب، وهو يبلغ من العمر 35 عاماً ومتزوج ولديه أطفال، على أيدي رجال مسلحين من مقر عمله في حي البلدية في نهاية فبراير/شباط 2006. وبحسب ما ورد اتصل الخاطفون بعائلته هاتفياً وطلبوا فدية قدرها 20,000 دولار أمريكي للإفراج عنه. وبعد إجراء مفاوضات دفعت العائلة 10,000 دولار أمريكي. بيد أن جثة محمد الجيّاب سُلِّمت للعائلة وهي تحمل علامات التعذيب.

خرج صباح عبد القادر عبد الخالق، وهو حداد عمره 31 عاماً، لتناول طعام العشاء في 16 مايو/أيار 2006 في سوق محلية تقع بالقرب من منـزله في حي السلام. ولم يعد إلى منـزله قط. وعندما استفسرت العائلة عنه في المنطقة، أبلغها شهود أنه تم العثور على جثة ليلة 16 مايو/أيار. وفي 18 مايو/أيار تعرفت العائلة على جثته في المشرحة التابعة لإدارة الطب الجنائي ببغداد. وقيل لها إنه تم العثور عليها في حي الإسكان ببغداد وأن صباح عبد الخالق أُصيب بطلق ناري في رأسه. وبحسب ما ورد كانت الجثة تحمل علامات التعذيب.

هرب نديم إبراهيم محمود، البالغ من العمر 23 عاماً والذي يعيش في حي الجامعة في بغداد، مع عائلته من الكويت إلى العراق في العام 1991، وفي يناير/كانون الثاني 2007 هرب مرة أخرى إلى مخيم الوليد. وأبلغ منظمة العفو الدولية أنه مصاب بمرض السرطان ويعاني من مشاكل في القلب. وكان يعمل في القناة الفضائية العراقية تلفزيون بغداد الذي تعرض للتفجير.(12) وقبل شهر من مغادرته العاصمة تلقى رسالة بريدية إلكترونية تأمره بترك وظيفته وإلا سيتحمل عواقب وخيمة. وقال إن الرسالة كانت موقعة من جانب القاعدة في العراق. وبعد بضعة أيام تلقى رسالة خطية سُلّمت إليه عند باب منـزله. وقالت "غادِر خلال 24 ساعة وإلا". ولم تكن الرسالة موقعة لكنه يعتقد أنها كانت من المجموعة ذاتها التي أرسلت إليه رسالة البريد الإلكتروني أو من ميليشيا شيعية. وغادر نديم إبراهيم محمود بغداد على الفور مع أفراد عائلته، والداه وأشقاءه وشقيقاته، وتوجهوا إلى الحدود. فأحاله الطبيب المناوب في المخيم إلى مستشفى القائم في إبريل/نيسان 2007. وأمضى 24 ساعة هناك، لكنه قال إن المستشفى يفتقر إلى الأجهزة والعقاقير الضرورية. ولم يُعطَ إلا مسكنات. وقبيل عودة العائلة إلى مخيم الوليد، ذهبت إلى مطعم في القائم. وفي المطعم هددتهم مجموعة من رجال الشرطة وقوات الأمن بتوقيفهم لأنها اعتقدت أنهم "إرهابيون" أو متطوعون عرب. واستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكنوا من إقناع رجال الأمن المسلحين أنهم لاجئون فلسطينيون من مخيم الوليد.اعتُقل زياد محمد عبد الله، وهو حارس أمن عمره 37 عاماً ومتزوج ولديه طفلان، على أيدي رجال مسلحين اقتادوه بينما كان متوجهاً سيراً على الأقدام إلى مكان عمله في حي الكرادة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2006. وفي اليوم التالي، تلقت عائلته اتصالاً هاتفياً من رجال زعموا أنهم يحتجزونه. وطالبوا بفدية قدرها 60,000 دولار أمريكي. وبعد مفاوضات استمرت 10 أيام، خفضت العائلة المبلغ إلى 6500 دولار أمريكي. وأخذ شقيق زياد المال بالسيارة للقاء الخاطفين في مكان متفق عليه في العبيدي. وعندما وصل، جاء خمسة رجال مسلحين يبدو أنهم كانوا يتعقبونه. فأخذوا المال وطلبوا منه العودة وقالوا له إنه سيتم الإفراج عن شقيقه بعد ساعتين. بيد أنه لم يُفرج عن شقيقه. وتلقت العائلة طلبات أخرى مشابهة لدفع فدية ودفعت في مناسبتين أخريين 4000 دولار أمريكي و1000 دولار أمريكي. واعتباراً من يونيو/حزيران 2007، ظل مصير زياد محمد عبد الله ومكان وجوده في طي المجهول.خُطف أيسر بادي (بديع) حسين، وهو سائق سيارة أجرة عمره 35 عاماً من حي المنصور، متزوج ولديه طفلان، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2006 على أيدي رجال مسلحين، زُعم أنهم من جيش المهدي. واقتاده الرجال المسلحون معهم وأخذوا سيارة الأجرة. وفي يوم اختطافه، اتصل شخص بقريب له مستخدماً الهاتف المحمول العائد لأيسر للسؤال عما إذا كان أيسر سنياً أو شيعياً. فكذب القريب وقال إنه شيعي. وانقطعت أخباره طوال 12 يوماً. وزارت العائلة مراكز الشرطة والمشرحة التابعة لإدارة الطب الشرعي في حي باب المعضم، لكن بلا جدوى. وفي 11 ديسمبر/كانون الأول 2006 قيل لعائلته إن الشرطة عثرت على جثة في حي الخضرا. وتوجهت العائلة إلى المشرحة واكتشفت أن الجثة كانت جثة أيسر بالفعل. وأبلغ أحد أشقائه منظمة العفو الدولية أنه لم يرد هو وأي من أقربائه الذكور الذهاب إلى المشرحة لأنهم كانوا يخشون من التعرض للخطف أو القتل. فأرسلوا قريباتهم الإناث وأعطوهن مالاً لرشوة الموظفين الرسميين من أجل تسلُّم الجثة. وبحسب ما ورد كانت الجثة تحمل علامات على التعذيب تضمنت كما قال شقيقه استخدام مثقاب والصعق بالصدمات الكهربائية على مختلف أنحاء الجسد، فضلاً عن وجود كدمات.وخُطف أحد أشقاء أيسر واسمه رائد بادي حسين، وعمره 37 عاماً، في مارس/آذار 2006 واحتُجز لمدة تقارب الخمسة أيام. وأُطلق سراحه بعدما دفعت العائلة فدية قدرها 6000 دولار أمريكي. وقيل إنه تعرض للتعذيب في الأسر.كان حامد علي محمد الحانوتي، وهو تاجر صغير من حي السلام من مواليد العام 1961 ومتزوج ولديه خمسة أطفال، يقود سيارته في 13 مارس/آذار 2007 عند قرابة الساعة السابعة مساء في الحي نفسه عندما توقفت سيارة أخرى أمامه. وخرج منها أربعة رجال مسلحين، وأرغموه على الخروج من سيارته، تاركين طفليه فيها، واقتادوه معهم. وقال الشهود للعائلة إنهم شاهدوا حامد وهو يُقتاد إلى حي الإسكان الذي تقطنه أغلبية شيعية، وتُطلَق عليه النار من جانب الرجال الأربعة المسلحين. وظلت جثته ملقاةً في الشارع. وفي اليوم التالي عثرت عائلته على جثته في مشرحة إدارة الطب الشرعي في بغداد.وقُتل عدد من الفلسطينيين أو أُصيبوا بجروح خطيرة نتيجة هجمات صاروخية شُنت على مناطق تقطنها أغلبية فلسطينية وبخاصة حي البلدية. وفي 2 فبراير/شباط 2006، أصاب صاروخان منطقة في حي البلدية، فأصيب رجلان فلسطينيان بجروح هما محمد علي حسين النمر، وهو ميكانيكي، وشريكه فراس جبر مسعد الذي كان في المبنى ذاته. وأُصيب محمد بجروح خطيرة في ذراعه اليسرى وساقه اليمنى. وكان قد تلقى تهديدات من ميليشيا مسلحة بوجوب مغادرة العراق أو التعرض للقتل. فغادر بغداد في 17 يوليو/تموز 2006 وتوجه إلى سورية. واحتُجز في سورية مدة تقارب الستة أشهر لأنه دخل البلاد بجواز سفر مزور، ثم أُعيد قسراً إلى العراق. وغادر فراس بغداد مرة أخرى في 27 يناير/كانون الثاني 2007. ويعيش الآن كلا الرجلين في مخيم الوليد.وفي 13 ديسمبر/كانون الأول 2006 ورد أن رجال الميلشيا قصفوا حي البلدية الفلسطيني طوال ثلاث ساعات تقريباً. فقُتل سبعة فلسطينيين، بينهم امرأة تدعى عائشة أحمد إسحاق، وعدة أطفال. وأُصيب ما لا يقل عن 32 آخرين بجروح، بعضها خطرة. وبحسب بيان أصدرته المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 14 ديسمبر/كانون الأول 2006، دام الهجوم ثلاث ساعات من دون أن تحاول الشرطة العراقية أو القوة متعددة الجنسية التدخل. كما أن رجال الميليشيا منعوا سيارات الإسعاف من نقل القتلى والجرحى إلى المستشفى.(13)وفي عدد من المناسبات، عُثر على منشورات في الأحياء الفلسطينية تهدد بقتل العائلات الفلسطينية إذا لم تغادر العراق خلال 10 أيام. واتهمت هذه المنشورات الفلسطينيين بأنهم "خونة" و"صداميون" و"بعثيون" وبمساندة المتمردين السنة أو "الوهابيين" كما تُسميِّهم. فمثلاً في 24 مارس/آذار 2006 تلقت أكثر من مائة عائلة فلسطينية في حي الحرية بشمال بغداد منشورات من جماعة مسلحة نعتت العائلات بالخونة. وجاء في المنشورات : "إننا نحذركم بأننا سنصفيكم إذا لم تغادروا المنطقة نهائياً خلال أيام". ووقعت المنشور جماعة تُطلق على نفسها كتيبة يوم الحساب.(14)وبحسب ما ورد قال الشيخ محمود الحسني، أحد الناطقين باسم جيش المهدي إن "الفلسطينيين جلبوا المعاناة على أنفسهم... فالشيعة يعتقدون أنهم متحالفون مع المتطرفين السنَّة والقاعدة. ونحن متأكدون من أن جميع الفلسطينيين في العراق متورطون في قتل الشيعة وعليهم أن يدفعوا الثمن الآن ... وقد امتصوا دماءنا في عهد صدام. وكنا جائعين من دون طعام و(كانوا) مرتاحين وبطونهم ملئ. وعليهم أن يغادروا الآن وإلا سيدفعون الثمن".(15)كان مصطفى أحمد، وهو سائق سيارة أجرة عمره 27 عاماً من حي البلدية، ينتظر عند محطة بنـزين بالقرب من حي البلدية في 13 أغسطس/آب 2007 عندما هاجمه رجال مسلحون يُعتقد أنهم من جيش المهدي. فخُطف وسُرقت السيارة. وبعد يومين استخدم الخاطفون هاتفه المحمول لإبلاغ عائلته بتسلُّم جثته من المشرحة. وفي 16 أغسطس/آب ذهبت شقيقة مصطفى أحمد وقريباته الأخريات إلى المشرحة للتعرف على الجثة وتسلُّمها. فقيل لهن إنه ينبغي عليهن الحصول على تصريح من الشرطة. وفي 18 أغسطس/آب تسلَّمن الجثة عقب الحصول على التصريح. وقال أحد الأقرباء الذي شاهد الجثة لمنظمة العفو الدولية إنها كانت تحمل علامات شديدة على التعذيب، بما في ذلك ثقوب حُفرت بمثقاب في مختلف أنحاء جسده، ويبدو أن أسنانه اقتُلعت بكماشة. كذلك أُصيب مصطفى أحمد بست طلقات في رأسه والقسم العلوي من جسمه.

يرجى الإشارة إلى موقع " فلسطينيو العراق " عند النشر أو الاقتباس