كما تعلمون المصائب والابتلاءات التي نزلت على شعبنا الفلسطيني بعد سقوط بغداد بيد الاحتلالين الأمريكي والصفوي وهذا الحقد الطائفي الذي وقع علينا ولم يستثنوا احدا لا شيخا ولا امرأة ولا عجوزا ولا طفلا ولا أي احد .
واليوم مع قصة مؤلمة حقيقية من قصص الذين قتلوا غدرا على أيدي مجرمة نسأل الله أن تكون الفقيدة وابنتها من عداد الشهداء إن شاء الله .
قصة الحاجة ليلى محمود طه وابنتها الدكتورة غادة نادر الذين قتلوا في بغداد في يوم 3\4\2008. ثم ذبحوا وحرق البيت على جثثهم الطاهرة بإذن الله.
نبذة عن حياة الحاجة ليلى محمود طه:
الحاجة ليلى من مواليد فلسطين عام 1944 والتي ترجع أصولها إلى قرية صرفند التابعة لقضاء حيفا جاءت إلى العراق حالها كحال كثير من شعبنا الفلسطيني في العراق الذين جاءوا في عام 1948 حيث درست في العراق في جامعة بغداد قسم بكالوريوس آداب لغة عربية وتخرجت وعملت في وزارة الشباب في عام 1973 وآنذاك أحيلت على التقاعد في بداية الثمانينات وتزوجت من عراقي ضابط في الجيش حيث أن نصيبها كان من هذا الضابط العراقي ولديها ثلاث بنات الكبيرة دكتورة نسائية والأخرى مدرسة والثالثة رحمها الله التي قتلت معها كانت دكتورة في طب العيون السنة الأخيرة.
وهذه السنة الثانية على مرور مقتل الحاجة ليلى وابنتها غادة سائلين الله أن تكون قبورهم روضة من رياض الجنة إن شاء الله.
الفقيدة ليلى قتلت ليلة الخميس المصادف 3\4\2008 وكانت قد حجزت على يوم 12\4\2008 لتأتي عند زوجها إلى احد الدول العربية التي يقيم فيها وكانت لديها إقامة دائمة في هذه الدولة ولكن قدرها أن تقتل في بغداد على أيدي خبيثة ولا نعلم ما السبب والدافع وراء هذه الجريمة!!
والجدير ذكره أن شهود عيان من جيران منزل الفقيدة في منطقة زيونة قد شاهدوا المجرمين أثناء اقتحامهم المنزل، وفعلا تم إلقاء القبض عليهم، إلا أن القضاء المسيس أطلق سراحهم بحجة عدم كفاية الشهود، وطلبوا ثلاثة شهود عيان بدلا من شخص واحد!!! فمن أين يأتون بثلاثة في وقت متأخر وفي تلك الظروف؟!! والعجيب أيضا أن الجريمة تمت من غير سرقة أي شيء يذكر وفي هذا دليل على أن القتل مقصود منه الانتقام والحقد الأعمى الدفين من قبل أولئك .
إنها امرأة فلسطينية وابنتها دكتورة في طب العيون ولديها جنسية عراقية من زمن نظام صدام وأنا تفاجئت بتلفون حيث اتصل بي احد الأقارب من العراق وبلغني بهذا الخبر المؤلم حقيقة بأنها قتلت وذبحت هي وابنتها في بيتها في منتصف الليل ويحرق بيتها عليها وبيتها كان في منطقة زيونة في بغداد،فأي إجرام من هذا النوع أناس لا يحترمون امرأة ولا طفل أناس غدروا بنساء وقتلوهم بأبشع طريقة هي الطعن بالظهر والذبح حيث أن الحاجة ليلى رحمها الله كانت بالطابق الأرضي بغرفتها الخاصة وابنتها كانت بالطابق الثاني بغرفتها الخاصة وبعد أن طعنوا كلا منهما بآلات حادة تم ذبحهم بعدها ثم حرقوا البيت عليهم،إذ أن الحاجة ليلى لم يظهر أي شيء من جسدها الطاهر من أثر الحريق.
وتمت مراسيم دفنهم في مقبرة الشيخ جنيد في الشالجية في يوم السبت 5\4\2009 ويخبرني احد الحاضرين عندما اخرجوا الجنازتين من منزلهما إن جسدهما متآكل من شدة الاحتراق وما ظهر من جسدهم أي شيء والله المستعان على كل قاتل ظالم آثم يقول الله تبارك وتعالى {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93.
وكما قيل سابقا ( بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )رواه البخاري.
لا تظلمن إذا ما كنت مقتـدراً فالظلم آخره يأتيك بالنـدم
نامت عيونك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
وفي حديث اخر عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم )رواه مسلم.
فلنتمعن بهذه الأحاديث التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ونتذكر الرافضة في العراق وما اقترفوه من جرائم بل مجازر بحق الأبرياء، نرى أن هذه الأحاديث قد تنطبق عليهم جميعا فإنهم يشركون بالله ويقتلون الأنفس البريئة ويأكلون الربا ومال اليتيم ويتولوا من يوم الزحف ويقذفون بالمحصنات المؤمنات الغافلات إنا لله وإنا إليه راجعون
وأنا اكتب هذه الكلمات وأتذكر جدتي رحمها الله وابنتها ونزلت دمعتي من عيني وتذكرت جميع الأخوة الذين قتلوا على أيدي هؤلاء الرافضة وتذكرت أيضا اختنا العزيزة سهام سعيد عبد الله رحمها الله التي قتلت أيضا على أيدي المجوس في بغداد أمام أعين بناتها، والفقيدة فاطمة ناصر سعيد ( أم أيمن ) والتي قتلت مع ولدها حسين حسني رحم الله الجميع، وجسمي يرتجف ولكن لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل على هؤلاء الظالمين المجرمين المشركين.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ارايت إن جاء رجل يريد اخذ مالي ؟ قال فلا تعطه مالك قال أرأيت إن قاتلني ؟ قال قاتله قال أرأيت إن قتلني ؟قال فأنت شهيد؟ قال أرأيت إن قتلته ؟قال هو في النار؟رواه مسلم.
فنحن لا ننسى أبدا جرائم هؤلاء المشركين وجميعنا لن ينسى ما فعلته هذه الزمر ةالخبيثة من جيش المهدي بأبناء شعبنا الفلسطيني في العراق من الجرائم التي وقعت علينا من هؤلاء الرافضة المجوس المدعومين من إيران وحلفائها المجرمين.
ومع الأسف لا يوجد أي دور عربي أو إسلامي أو فلسطيني لصالح قضيتنا هذه، بل إنهم لم يحركوا ساكنا ولم ينددوا ولن يأخذوا حتى موقف ضد الرافضة وضد إيران المجرمة وللأسف إن هذه الجرائم التي وقعت على شعبنا الفلسطيني التي لا بد من التاريخ أن يدونها كما دون جرائم التتار وهولاكو ضد أهل السنة، وكلنا نعلم ما فعله التتار بأهل السنة وقتل الحجاج في بيت الله الحرام وسرقة الحجر الأسود من مكة المكرمة وغيرها من الجرائم التي مارسوها هؤلاء أخزاهم الله في الدنيا والآخرة فإن التاريخ يعيد نفسه الآن ما فعله هؤلاء المجرمين بنا نحن كفلسطينيين وبأهل السنة في العراق، سائلين الله أن يرحم موتانا وموتى المسلمين الذين قتلوا على أيدي الرافضة المجوس في العراق .
ويذكر أن الفقيدة ليلى رحمها الله هي شقيقة كل من لطفي وحسن وعاصم وحسني وحسين وطه محمود طه رحمهم الله جميعا وعصام أبو ريم حفظه الله ووفقه إن شاء الله .
فعن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد رواه الترمذي.
نسأل الله أن يرحم موتانا وان يجعلهم من عداد الشهداء الذين قتلوا في سبيله إن شاء الله والحمد لله رب العالمين.
عزالدين الأسعد
20\4\2010
موقع" فلسطينيو العراق" أول موقع ينشر هذه التفاصيل والخبر
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"