التسامح بيننا عنوانا لنصرنا – مريم العلي

بواسطة قراءة 2160
التسامح بيننا عنوانا لنصرنا – مريم العلي
التسامح بيننا عنوانا لنصرنا – مريم العلي

بسم الله الرحمن الرحيم

كان المسلمون والعرب يحكمون العالم؟ لماذا فقد المسلمون والعرب هذه المكانة؟ ولماذا يتحكم اليهود اليوم في أغلب أنظمة العالم وموارده؟ رغم قلة تعداد اليهود في العالم 14 مليون نسمة ومع ذلك، فـ 14 مليون يهودي هم أقوى من مليار ونصف مسلم.

هل لان في خلقهم اختلاف عنا ام هل هم ولدوا وهم سعداء وتوفرت الفرص لديهم ام كما يدعون ويكذبون انهم شعب الله المختار؟الجواب لا . فإن الله عز وجل إمتن وتفضل على كل بني الإنسان بقدرات وطاقات متكافئة وكامنة في نفوسهم..والفرص كذلك متماثله الناجحون والفاشلون..على حد سواء.. ولماذا نحن المسلمون بشكل عام والعرب بشكل خاص هذا الانحدار بالتخلف والضياع والفرقة بعد ان كان العرب شعاع نور يمخرعبر عباب بحر الظلام بالعلم والمعرفة والخلق اذن تطوير الذات وإطلاق القدرات هي:النافذة المفتوحة اليوم للنهوض بالهمم وتحفيز النفوس وإكتشاف المواهب والقدرات وتفجير الطاقات الكامنة في نفوسنا لنصنع من ماضينا القريب الغابر ويومنا الحاضر مستقبلاً باهر لأمتنا ولقضيتنا وفلسطيننا الغالية..

وكيف نطور ذاتنا ونزيل المؤثرات عنها للنهوض بامتنا وبشعبنا وخاصة في مرحلة حرجة تمر علينا جميعا اذن التسامح هو الاساس وللتسامح قيمة كبرى في الإسلام فهو نابع من السماحة بكل ما تعنيه من حرية و من مساواة  فيما بيننا ولا نكن متحاملين على انفسنا و التسامح ليس هو التنازل أو التساهل أو الحياد اتجاه الغير بل هو الاعتراف بالآخر.

إنه الاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق بالحريات الأساسية للآخرين وإنه وحده الكفيل بتحقيق العيش المشترك بين شعوب او افراد يطبعها التنوع والاختلاف، بحيث قال صلى الله عليه وسلم: "الدين هو المعاملة" . لا شك أن مبدأ التسامح عظيم لأننا كلنا أهل خطأ ونحتاج كثيراً إلى من يصفح عنًا ويحلم علينا ليصنع لنا بذلك معروفاً ندين له به أبداً والحقيقة أنني متى ما رأيت أن خصمي يراني خبيثاً وشريراً أو رجعيّ ظلامي مستبد  فإني وتلقائياً استبد برأيي واستبدل ريشة القلم بسيف بتار أضرب به عنق الآخر ومتى ما رأيت كلمات التسامح والصفح والمحبة من الآخر كلما أحسست بعظمة الإحسان الذي تملكني هذا هو لسان كل إنسان.

والحقيقة أن التسامح متى ما كان أقوالاً  لا تدعمها السلوكيات ومواعظ وكلمات لا تبرهن عليها الأفعال كان التسامح ضرباً من ضروب التدجيل والزيف - التسامح هو احترام حقوق الآخرين وحرياتهم .

- التسامح هو اعتراف وقبول بالاختلافات الفردية ، وتعلم كيفية الإصغاء للآخرين والاتصال بهم وفهمه .

 - التسامح هو تقدير التنوع والاختلاف الثقافي ، وهو انفتاح على أفكار الآخرين وفلسفاتهم ، منبثق من الرغبة في التعلم والاطلاع على ما عند الآخرين ، والاستعداد لعدم رفض ما لا نعرفه .

- التسامح هو الاعتراف بأن ليس هناك فرد أو ثقافة أو وطن أو ديانة تحتكر المعرفة والحقيقة .

- التسامح هو شكل من أشكال الحرية وعدم التحيز وعدم التمسك بالأفكار ، فالمتسامح هو سيد رأيه وفعله.

 - التسامح هو موقف إيجابي تجاه الآخرين دون أي مقدار من الاستعلاء اذن التغيير والتطوير الذي يبدأ من داخلنا نحن.. يقول تعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما  بأنفسهم .

والى لقاء قريب ..

اختكم مريم العلي

 

15/10/2009

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"