وتقول سمية لمراسل معا في جنين قبل عامين بدأت اعراض التعب بآلام في رجلها واشتدت حتى وصل
الامر الى ازدواجية الرؤيا في العين اليسرى وعدم وضوح في العين الاخرى بالاضافة
الى عدم توازن في الحركة بل وصل الامر بها الى التشنج والإغماء الحاد.
وتضيف " لم نترك انا وزوجي عطا اغبارية اطباء متخصصين سواء
اطباء عيون او اعصاب الا وطرقنا ابوابهم وكل واحد منهم يشخص الاعراض بطريقة خاطئة
منهم من شخص مرضي بالصرع ومنهم بضعف البصر او بالانحراف وطوال الفترة أي منذ بداية
العام الجاري وانا اتناول ادوية مختلفة ".
وتابعت تقول " في شهر تموز احد الاطباء وصل الى التشخيص
الصحيح واخبرني انني مصابة بمرض التصلب اللويحي ليوصف لي علاجا مكلفا وهو تناول
حقن "افونيكس" كل اسبوع لمدى الحياة سعر الحقنة الواحدة 500 دولار هذه
الحقنة تقوم بالسيطرة على المرض المتمركز في رأسي ولكي يمنعه من الانتشار الى باقي
جسدي لان انتشاره سيسبب لي الشلل الكامل وفقدان البصر ومن ثم الموت ".
وتضيف " وكلت أمري لله رب العالمين فالعلاج مكلف وزوجي يعمل موظفا حكوميا وراتبه كله يكفي لحقنة واحدة فقط او حقنتين فالتكاليف لا يهم من الممكن تدبير امورنا لكن واجهنا مشكلة كبيرة حلها بيد الجهات المختصة وهي ان هذا النوع من العلاج "الحقن" غير متوفر في مديريات وزارة الصحة حتى الصيدليات حيث انه تم صرف 3 حقن من وزارة الصحة خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة وانا احتاج اسبوعيا الى حقنة لنجاح العلاج ".
وأوضحت ان حياتها الان مهددة بالخطر في ظل عدم توفر العلاج في
الاراضي الفلسطينية وعليها تناول الحقنة كل اسبوع وان لم يتم ذلك تظهر عليها
الاعراض من تشنج وإغماء وربما تصل الامور عندها الى الشلل وفقدان البصر وربما
الموت لا قدر الله .
وأشارت انها تعرضت لحالات اغماء وتشنج في الشهور الماضية وكانت
تتناول المسكنات التي تخفف من الاعراض لأيام وأحيانا الى ساعات وهذه المسكنات لا
تلبي الحاجة ولا تساعد على انجاح العلاج مشيرة انها تعبت من حدوث الاعراض لها فهي
ام لأربعة ابناء .
بدوره قال عطا اغبارية زوج المريضة سمية خلال حديثه مع مراسل معا ان سمية من مواليد الجمهورية العراقية عام 1981 وترعرعت هناك
وجاءت الى فلسطين عام 1998 عندما تزوجنا وخلال السنوات التي مكثتها في العراق
عايشت الحروب هناك التي حدثت مع الايرانيين والضربة الكيماوية وحرب الكويت وثعلب
الصحراء المعركة الاخيرة هناك ويعتقد ان ما اصابها بسبب الحروب المتكررة في العراق.
وأشار ان مرض التصلب اللويحي من الامراض النادرة في فلسطين والعلاج
ليس بالشكل المطلوب هنا وبالتالي يصيب المريض عند بلوغه ثلاثين عاما وهذا ما حصل
مع زوجته سمية.
وأشار فور وصولنا الى طريق مسدود في عدم توفر الحقن ذات التكاليف
الباهظة راسلت الدكتور رامي الحمدالله رئيس الوزراء وتوجهت الى مكتب وزير الصحة
لكن من دون حلول.
وأوضح انه خلال البحث عن الحل فوجد ان امام سمية طريقان لتنتهي من
العذاب الذي ألم بها وخاصة في العام الجاري اما التعاقد مع شركة ادوية "إسرائيلية"
توفر الحقن كل ستة اشهر بقيمة 12 الف دولار وتريد الشركة دفع المبلغ فورا اوالسفر
الى المانيا حيث تتوفر الحقن من ذات النوع هناك لكن بتركيز اعلى حيث تأخذ حقنتين
فقط لترتاح من رحة العذاب الطويلة وقيمة كل حقنة 11 الف دولار وهذا صعب المنال لان
الظرف الاقتصادي لا يسمح بالقيام في هذه الخطوة الا بمساعدة من الجهات المعنية
والحكومة.
وأكد اغبارية ان زوجته سمية بحاجة جدا الى توفير حقنة افونيكس وعدم
توفرها في وزارة الصحة والصيدليات في الاراضي الفلسطينية يسبب لها مضاعفات صحية
وربما تدخل مرحلة الخطر مناشدا جهات الاختصاص توفير العلاج لها او الوقوف الى
جانبها فهي تتمنى ذلك طبعا لتعيش بسلام بين احضان عائلتها وخاصة ابناءها الاربعه
القلقون بشكل كبير على مصير والدتهم.
يشار الى ان سمية واحدة من 400 مصاب بمرض التصلب اللويحي في فلسطين
وهذا المرض مزمن يؤثر على النظام العصبي المركزي ويتسبب بالعديد من الاعراض من
ضمنها تغير في الاحساس ومشاكل بصرية وضعف في العضلات وكآبة وإعياء حادّ، وضعف
إدراكي، ومشاكل في التوازن، وارتفاع في درجات الحرارة، بالإضافة إلى أنه يسبب
أيضاً ضعفاً في قابلية الحركة، وعجزاً لدى الحالات الأكثر حدة يصيب النساء اكثر من
الرجال وخاصة في منتصف العمر ولكنه قد يحدث في اعمار اقل من ذلك او كثر يكثر حدوث
المرض في اوروبا وامريكا وخاصة ايطاليا واليونان وكذلك في الخليج العربي والعراق
وهو يكثر في المناطق الباردة اكثر من المناطق الحارة .
المصدر : وكالة معا الإخبارية
14/9/2013