حتى لا تقوم لنا قائمة- عبد الحكيم الماضي

بواسطة قراءة 2489
حتى لا تقوم لنا قائمة- عبد الحكيم الماضي
حتى لا تقوم لنا قائمة- عبد الحكيم الماضي

بسم الله الرحمن الرحيم

كلنا يتساءل ما أسباب تكالب قوى الاستعمار على وطننا العربي وما الدافع وراء ذلك وطالعنا في كتب التاريخ المنهجية  التي تدرس في مدارسنا بان أسباب استهداف الوطن العربي من قبل دول الاستعمار هو مطامعها في هذا الجزء من العالم الذي يمتاز بموقع  جغرافي مهم حيث تمر عبره جميع طرق المواصلات التجارية العالمية سواء كانت برية أو بحرية أو جوية وأيضا ما يمتلكه الوطن العربي من ثروات معدنية وأهمها وأولها البترول الذي توصف المنطقة بأنها تطفو على بحار من البترول وكنا مقتنعين بهذه الأسباب وكنا نلعن ونقول يا ليت ما كان في أرضنا العربية هذه الثروة التي حرم أهلها من الانتفاع بخيراتها إلا القليل وإنها كانت السبب وراء كل ما تعرضوا له من مآسي وتضحيات بالغالي والنفيس وعدم استقرار وتخلف على كل الصعد الاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها ومن تخلف علمي وتأخر عن اللحاق بركب الدول المتقدمة.

ولكن بعد أن أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة بسبب التقدم والتطور في عالم المعلوماتية من محطات إذاعية وتلفازية ومنظومات الاتصال عبر الأقمار الصناعية وشبكة الانترنيت التي أتاحت للمواطن العربي الخروج من نظم الرقابة التي تفرضها عليهم الأنظمة العربية وخصوصاً الأنظمة التي تعمل بنظام الإعلام الموجه والمنضبط محاولة إعلامنا بما تريد وإخفاء عنا ما لا تريد .

اتضح ( بالنسبة لي ) أن هناك سبب مهم وأساسي أخطر من تلك الأسباب التي عرضت علينا والتي أريد منا فهمها على الأغلب أتاحت لنا تلك المنظومات معرفة أن الدول الاستعمارية تملك ثروات اكبر بكثير تفوق الثروات الموجودة في بلادنا كما ونوعاً ، إضافة لما يملكونه من ثروات زراعية وحيوانية لا يمكن حصرها وحتى أنهم يتفوقون علينا علميا وتقنيا ،إذا كانت تلك الأسباب غير حقيقية حسب تصوري .

إذن ما هي الأسباب الحقيقية وراء استهداف الوطن العربي من قبل دول الاستعمار الذي تغيرت صوره عبر مراحل الزمن من استعمار استيطاني كما في فلسطين واستعمار مباشر بالقوة العسكرية إلى استعمار غير مباشر من خلال خلق قيادات عربية مرتبطة بالاستعمار وتعمل وفق أجنداته أو استعمار اقتصادي من خلال السيطرة على اقتصاديات الوطن العربي أو ربطها باقتصادياتهم أو من خلال ما يسمى الآن بالحرب على الإرهاب أو تحرير الشعوب العربية من النظم الدكتاتورية أو نشر الديمقراطية ،وربما تتغير الصور والمبررات مع تغير الأوضاع وتعاقب الأزمان والذي لا يمكن أن تتوقف أو تنتهي ،السبب الذي اعتبره هو غاية الاستعمار من استهداف هذه البقعة من العالم هو الإنسان العربي لما يمتلكه من مواصفات عقليه تكاد تكون خرافية .

هنا يبرز تساءل مهم هو لماذا اختار الله العرب من دون الأقوام الأخرى ؟

أليس ذلك دليل على إن الإنسان العربي يمتلك مؤهلات وقدرات غير متوفرة في غيرهم من الأقوام الأخرى أيا كانت أولى الحضارات في العالم ؟

من كان وراء نشر العلم والمعرفة في دول الغرب التي كانت تعيش في القرون الوسطى في حالة من التخلف حتى وصف المؤرخون تلك الفترة التي عاشت فيها دول الغرب بالفترات المظلمة ؟

أليس كان من العرب أول الرحالة وأول العلماء في جميع تخصصاته الم يكونوا وراء إقامة أعظم وأكبر إمبراطورية إسلامية امتد نفوذها إلى أقاصي الأرض وفي كل الإتجهات الجغرافية ؟

من كل هذا أستنتج أن الهدف الرئيس من وراء هذا الاستهداف هو الإنسان العربي لا غير ويعمل الاستعمار على استهداف الإنسان العربي في محورين أساسيين :

أولهما المحور الديني

لا يغب عن بالنا إن الدين الإسلامي كان وراء نهضة العرب وإقامتهم أكبر إمبراطورية في العالم كما أسلفت وأن الإسلام كان وراء وحدة العرب بعد أن كانوا قبائل متناحرة منتشرة هنا وهناك لا هم لهم سوى الغزو وأعمال التجارة وكانت تلك القبائل اقتيدت بالولاء من خلال إقامة التحالفات مع الفرس شرقا أو مع الروم شمالا  فتعمل الدول الإستعمارية على الحيلولة دون تواصل المسلمين من خلال خلق المذاهب الإسلامية أو المساعدة على ذلك من تعميق وتجذير الخلاف والنفخ فيه وتأجيجه حتى وصل الخلاف بين بعض المذاهب الإسلامية إلى نقطة اللا عودة والى مرحلة الاقتتال بين أبناء الدين الواحد .

 والمحور الثاني

هي العروبة التي تكون في اخطر حالاتها عليهم عندما تكون في حالة وحدة فلذلك يسعون وبكل السبل والإمكانات من اجل البقاء على العرب في حالة فرقة دائمة من خلال تشويه المشتركات بينهم وتعميق القطرية وحب الوطن الصغير والولاء له على حساب الوطن الكبير وخلق تيارات سياسيه تختلف وتتناقض حتى وصل هذا الاختلاف إلى حد الصراعات المسلحة بين ابنا البلد الواحد وحال شعبنا الفلسطيني لا يحسد عليه من تعدد فصائله المسلحة وما يحصل بينها من خلاف يخدم المستعمر وهم لا يشعرون .

 

عبد الحكيم الماضي

20/4/2010

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع