بسم الله الرحمن الرحيم
بِسْمِ اللهِ والحَمْدُ للهِ و الصلاةِ عَلى رَسُولِ اللهِ وَعَلى آلهِ وصَحْبِهِ وَمَنْ والاه
لقد كنت سببا في هوان هذه الأمة وتأخير نصرها
قرأت منذ أيام كتاباً يتحدث عن أسباب نصر المؤمنين وعن أسباب تأخير النصر وعن أسباب الهزيمة أيضا , وما أن أنهيت قراءة الكتاب فكرت في بلدي الغالي فلسطين الذي لم أراه لحد الآن ، وفي الأسباب التي أدت إلى ضياعه منا وعن الأسباب التي تؤخر نصرنا وتحرير المسجد الأقصى والأرض المباركة فوجدتُ نفسي أنا أحد هذه الأسباب بهوان الأمة ومن الأسباب المُؤخِرة لنصرها وذلك لأنني قصرت كثراً ...
بسبب تقصيري أنا... لأني فَرَّطتُ بما فرضه الله علينا, فمرةً أُصلي ومرةً لا أصلي وإن صليت فبغير خشوع ولا طمأنينة ومرة أصوم وأخرى لا أصوم وإن صُمْتُ فمجاملة ومسايرة وتعويد , وأُزَكي مرةً ومرةً لا وإن زكيت فمن غير نفسٍ, وفَرّطتُ بحجة الإسلام بسبب تكاليفها وأنا أُنفق طوال سنين عديدة على الملذات والشهوات والأمور التافهة.
بسبب تقصيري أنا... لأني تهاونت كثيراً في أمر السُنّةِ الشريفة بل فَرّطْتُ بها كثيراً وابتعدت عنها وانْسَقْتُ وراء البدع وأغْمَضْتُ عيني عن السُنَنِ الصحيحة ففقدت توازني بكل الأمور الدينية والدنيوية.
بسبب تقصيري أنا ... لأني تهاونت كثيراً في الطاعات والقرُبات وركضتُ وراء المعاصي بمختلف أنواعها من الفواحش والربا وعقوق الوالدين وَقطَعْتُ الرَحِم وشَرِبْتُ الخمر, والنَضر إلى المحرمات وسماعها وأكل أموال الناس بالباطل وإطلاق الجوارح في درب الموبقات.
بسبب تقصيري أنا... لأني تهاونت وأعرضت عن القرآن الكريم فانزلقت في هاوية الضلالة فَضَللتُ وأضْللت , وجعلت كتاب الله مهجوراً فزادت وطغت على قلبي صنوف الشهوات والشبهات والمعاصي مما زاد قلبي قساوة وذهب عني الاطمئنان .
بسبب تقصيري أنا ...لأني تهاونت بأمور العقيدة الإسلامية الصحيحة فالغلو في قبور الصالحين والطواف حولها, والتوسل بأصحابها واستشفاعهم واعتقاد السحر والشعوذة وإتيان الكهنة والعرّافين وقراءة الفنجان والأبراج وصنوف الشِركيات والدجل مما جعل قلبي وعقلي يتعلق بهذه البدع ويبتعد كل البعد عن الحقيقة.
بسبب تقصيري أنا ... لأني تهاونت بِنِعَمِ الله تعالى الكثيرة وجحدتها ولم أشكره عليها بل كَفَرْتُ بها وسخرتها فيما نهانا الله جل جلاله عنها وحَذَرَنا منها نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم.
بسبب تقصيري أنا ...لأني تهاونت كثيراً بالدعوة إلى الإصلاح, وإن دعوت أكون أحوج الناس إليه ودواخل نفسي مليئة بالمفاسد والمعاصي.
بسبب تقصيري أنا...لأني تهاونت كثيراً بحق أهل الحق ولم أعطهم حقوقهم ففرطت في حقوق الله تعالى وحق رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم وفي حق مشايخنا وعلمائنا الثقاة وفي حق نفسي وأهلي وأولادي وَرَحِمي والأقارب والجيران وكل من يعيش معنا.
بسبب تقصيري أنا ... لأني تهاونت في المسالك التي أسلكها فأعرضت عن دروب الصالحين المتقين وسرت في دروب ومسالك المنحرفين فكراً وعقيدة.
أقسم لكم إخواني وأخواتي لو إن أي واحد منا بدأ بإصلاح نفسه على نهج وشرع الله تعالى وسنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم لأعانه الله على إصلاح أهلهِ ومن معه, وبكل تأكيد إذا صلحت الأسرة والأهل والأولاد صلح كل المجتمع بإذن الله وهذا الذي يؤدي إلى رفعة الأمة وعزتها.
هذه دعوة لكل الأحباب من يجد في نفسه سبب في هوان مجتمعنا وأمتنا و تأخير النصر وتحرير أراضي المسلمين فليراجع نفسه فالأمر بأيدينا والنصر من عند الله جَلَ في عُلاه. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم .
أبو أحمد الصمدي
14\1\2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"