يا فلسطينيو العراق هل وصلتكم رسالة الرئاسة الفلسطينية؟!- جمال أبو النسب

بواسطة قراءة 9537
يا فلسطينيو العراق هل وصلتكم رسالة الرئاسة الفلسطينية؟!- جمال أبو النسب
يا فلسطينيو العراق هل وصلتكم رسالة الرئاسة الفلسطينية؟!- جمال أبو النسب

تناقلت وكالات الأنباء وكبريات المحطات الإخبارية الفضائية ما جاء على لسان القيادة الفلسطينية بأن لها شعبا في ليبيا من أبناء فلسطين ,, وسعيها الجاد والمستمر للحفاظ على سلامتهم ,, والاستمرار بالبحث والتفتيش عن سبل لاجلائهم من أجل تخليصهم من أتون النار المستعرة في الشارع الليبي ,, وما يتعرض له أبناء ليبيا أحفاد شيخ الثوار عمر المختار ,, فالموت يتنقل في الشوارع الليبية غير آبه بحرمة دم أو صلة رحم.

وآخر هذه المساعي للرئاسة الفلسطينية هي قيامها بالاتصالات الحثيثة مع الجانب المصري والتونسي كونهما من دول الجوار لليبيا للتنسيق معهما ,, من أجل السماح في فتح معابرهما الحدودية في وجه الجالية الفلسطينية القادمة من ليبيا ,, وطلبها ورجائها لكل من مصر وتونس لإيوائهم والعمل على تهيئة الظروف المناسبة لهم  ولعوائلهم لحين انبلاج الموقف على الساحة الليبية!

لم تأتي الرئاسة الفلسطينية بشيء جديد ,, ولا منة لها على أي من أبناء شعبها في موقفها هذا ,, لأنه وكما هو معلوم لدى الجميع ,, أن مثل هذا الإجراء تتخذه جميع دول العالم حين يشعرون بأن رعاياهم قد يتعرضون للخطر , أو قد ينالهم نصيب من الأذى في حال تزامن وجودهم في أي بلد يمر بثورات شعبية ,, أو نكبات طبيعية تنجم عنها مخاطر بيئية ,, أو تلحق أضرار جسيمة بأروحهم ,,

ولكن أتمنى من أهلنا فلسطينيو العراق أن يقلبوا رسالة الرئاسة الفلسطينية ليقرأوا الوجه الآخر من تلك الرسالة لأنها موجهة لهم وليس لغيرهم ,, لعلهم يعرفوا ولو متأخرين , فذلك ليس قصور في الفهم , ولا عيب في الاستيعاب ,, لأن الإنسان أن يعرف متأخرا خير من أن يبقى مغييب الفهم عن قصد ,, ويستمر في حلمه الذي يقوده دوما أما لمواجهة صمت مطبق ,, أو سراب سرعان ما يزول حين تبلغ الشمس الأفق ,, أن يفهموا أننا لسنا فلسطينيون ؟؟ أو أن تلك الرئاسة لا تعترف بفلسطينيتنا كحد أدنى ؟؟

لأننا نحن فلسطينيو العراق منذ سبعة سنين ونيف ,, نقتل ونعتقل ونخطف ونذبح وتداهم بيوتنا وتقصف الأحياء السكنية التي نقطنها بالصواريخ وتحصد أرواحنا ونهان ونسب وينكل بنا ليل نهار في العراق وغيره ,, كل هذا فعل وما زال يفعل فينا في وضح النهار وقد تناقلته الكثير من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ,, حتى  وصل الأمر لما هو أسوأ من ذلك ,, ففلسطينيي العراق يمكثون في الصحاري منذ سبع سنين ولا يسترهم سوى خرق بالية تسمى مجازا خيم داخل مخيمات ,, يتقاسمون مع بؤسهم ومعاناتهم السكان الأصليين لتلك الصحاري من أفاعي وجرذان وعقارب ومناخ قاسي لا يتحمله بشر ,, ولا يفوتني الذكر أن الأراضي الصحراوية التي أقيمت عليها المخيمات لنا لم يسكنها أيً من بني البشر منذ بدئ الخليقة ؟؟

سبع سنين وأكثر ونحن نصرخ ونستغيث ونتوسل ونرسل ببرقيات الواحدة تلوى الأخرى ,, لم نكل ولم نمل ولم (( نكفر )) بقيادتنا الفلسطينية ؟؟ ولم ننكر هويتنا ؟؟ ولم نتخلى عن جنسيتنا ؟؟ وكنا وما زلنا نناشدهم ونخاطبهم بحلو الكلام رغم مر العلقم الذي تفيض به قلوبنا ,, حتى تكاد أقلامنا تنزف دما قبل أفواهنا ؟؟ فلم ولن نجد من تكرم علينا من رئاستنا الفلسطينية الموقرة من يقول فينا كلمة تعزية ؟؟ أو خطبة رثاء لما حل بنا ؟؟ بل وصل الأمر أن ينكرونا في كثير من دول الشتات التي آوتنا ولا أريد أن أخوض في ذلك الموضوع لأن البرازيل خير شهيد للمعتصمين هناك من أكثر من سنة وهم يفترشون الشوارع ,, وخير شاهد ما جرى ويجري لأهلنا في قبرص حتى وصل الأمر أن يعتدى على بناتنا وأبنائنا وهم في حرمة مدارسهم ؟؟ ..

وصلت رسالتكم يا رئاستنا الفلسطينية الموقرة ,, وقد قرأناها بتمعن وإن كانت لا تحتاج لذلك ,, فنحن فلسطينيو العراق لا وجود لنا في عقولكم ؟؟ ولا وجود لنا في مخططاتكم لا الحالية منها ولا المستقبلية ؟؟ ولم نشكل رقما في حساباتكم الآنية ؟؟ لذا أن نقتل أو نذبح أو نعتقل أو نخطف أو ينكل بنا أو نشرد أو نمكث بالخيام حتى قيام الساعة ,, أو تقطع أرحامنا في بقاع الأرض ,, أو نفترش الشوارع ,, أو نخوض البحار ,, أو نتسلق الجبال ,, أو نسير حفاة في الأراضي الجرداء بحثا عن مكان آمن نصون فيه أعراضنا ونحمي فيه أولادنا ,, أو أن نباد عن بكرة أبينا ,, كل هذا وذاك لا يعنيكم في شيء ؟؟ لأننا وبعد فهمنا رسالتكم الأخيرة وبأختصار مقتضب بأننا لسنا فلسطينيون من وجهة نظركم ,, ولو أننا كنا كذلك لكان لكم موقف كما فعلتم مع أهلنا الفلسطينيون في ليبيا ,, ولكم الحق بل كل الحق بذلك ؟؟ ولكن فاتكم يا قادتنا الموقرون ؟؟  ويا رئاستنا المبجلة ؟؟ لستم أنتم من جعلنا فلسطينيون ؟؟ لذا من المؤكد لن ولن تكونوا أنتم من ينزع عنا شرف الانتماء لفلسطين الحبيبية ,, لأننا نحن الباقون وأنتم بالتأكيد الراحلون ؟؟ وهذه تونس ومصر وتجربتهما ما زالت طرية ندية .. وليبيا مخاضها ما زال مستمراً لكن الولادة قادمة ولو بعد حين .. عسى ولعل أن تروا وليدها وهو يرفع بكلتا ساعديه مشعل الحرية وقد خط عليه نحن الباقون وأنتم ولو بعد حين راحلون ....


بقلم / جمال أبو النسب ,, أمريكا ,, كاليفورنيا ,,,,

23/2/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"