الخلاص في تحقيق الإخلاص ( 61-80 ) (4)

بواسطة قراءة 2486
الخلاص في تحقيق الإخلاص ( 61-80 ) (4)
الخلاص في تحقيق الإخلاص ( 61-80 ) (4)

آيات قرآنية وأحاديث صحيحة.. أقوال ومواقف فريدة.. لطائف ونفائس نافعة.. عبر ومواعظ مهمة؛ جمعتها في قضية عظيمة وموضوع نحتاج إليه بعدد أنفاسنا، هو " تحقيق الإخلاص " لله سبحانه وتعالى، في جميع أقوالنا وأعمالنا واعتقاداتنا، لأن العبد مهما بذل واجتهد وتعب وأدى الفرائض والطاعات وجميع العبادات، فإنه لا يحصل على الأجر إلا إذا حقق الإخلاص لله سبحانه وتعالى في عمله، وأن يكون وفق ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام.

فالقضية جِدُّ مهمة فلا نجاه إلا بتحقيق الإخلاص، وما هلك من هلك إلا بالشرك أو الرياء وحب الثناء والمحمدة، وعليه أحببت التذكير بهذه الوقفات لتكون عونا لنا ودليلا وواعظا ومذكرا لتحقيق الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وأن نتعاهد النية دائما ونُحَسِّن الطوية، علَّنا ننال مرضاة الله – عز وجل- ونحظى بقبول الطاعات، فلا خلاص إلا بتحقيق الإخلاص.

 

61- الله - عز وجل - إذا عرف من عبده صدق النية وسلامة الطويّة وفقه للخير وأعانه وسدده.[1]

62- قال مُحَمَّدَ بْنَ الْمُبَارَكِ الصُّورِيَّ: أَعْمَالُ الصَّادِقِينَ لِلَّهِ بِالْقُلُوبِ، وَأَعْمَالُ الْمُرَائِينَ بِالْجَوَارِحِ لِلنَّاسِ، فَمَنْ صَدَقَ فَلْيَقِفْ مَوْقِفَ الْعَمَلِ لِلَّهِ لِعِلْمِ اللَّهِ بِهِ، لَا لِعِلْمِ النَّاسِ لِمَكَانِ عَمَلِهِ.[2]

63- قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أفضل الأعمال صدق النية فيما عند الله.[3]

64- قال عليه الصلاة والسلام:( ثلاثٌ لا يُغِلُّ عليهنَّ قلْبُ امرئٍ مسلِمٍ: إخلاصُ العملِ للهِ، والنصحُ لأئمَّةِ المسلمينَ، ولزومُ جماعَتِهِمْ ).[4]

65- ينبغي أن يكون للعبد في كل شيء نية حتى في مطعمه ومشربه وملبسه ونومه ونكاحه؛ فإن ذلك كله من أعماله التي يسأل عنها؛ فإن كانت لله تعالى وفيه كانت في ميزان حسناته، وإن كانت في سبيل الهوى ولغير المولى كانت في ميزان سيّئاته.[5]

66- يقول الفضيل بن عياض: لَا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا إِذَا قَالَ قَالَ لِلَّهِ, وَإِذَا عَمِلَ عَمِلَ لِلَّهِ.[6]

67- قال ابن المبارك: رُبَّ عَمَلٍ صَغِيرٍ تُعَظِّمُهُ النِّيَّةُ، وَرُبَّ عَمَلٍ كَبِيرٍ تُصَغِّرُهُ النِّيَّةُ.[7]

68- صورة النية معنيان، أحدهما: صحة قصد القلب إلى العمل بحسن التيقظ فيه والإخلاص به لوجه الله تعالى ابتغاء ما عنده من الأجر، فكل عمل كان على علم بهذه النية فهو صالح متقبل بفضل الله تعالى وبرحمته، لأن صاحبه قد اتقى الشرك والجهل والهوى، فعمله مرفوع في الخزائن مدّخر له الجزاء.[8]

69- عن الحسن في قوله عز وجل ( إن إبراهيم لحليم أواه منيب )، قال: كان إذا قال: قال لله، وإذا عمل عمل لله، وإذا نوى نوى لله.[9]

70- حقيقة الإخلاص سلامته من وصفين؛ وهما: الرياء والهوى، ليكون خالصًا كما وصف الله تعالى الخالص من اللبن.[10]

71- معاملتنا لله عزّ وجلّ إذا شابها رياء بخلق أو هوى من شهوة نفس، ولم تكن خالصة لم يتم بها الصدق والأدب في المعاملة ولم يقبلها الله تعالى منّا فاعتبروا.[11]

72- قال تعالى ( فاعبد الله مخلصاً له الدين )الزمر:2، فيه وجهان: أحدهما: أنه الإخلاص بالتوحيد, قاله السدي. الثاني: إخلاص النية لوجهه.[12]

73- قال تعالى ( فاعبد الله مخلصاً له الدين )الزمر:2، قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: هَذِهِ الْآيَةُ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ النِّيَّةِ فِي كُلِّ عَمَلٍ، وَأَعْظَمُهُ الْوُضُوءُ الَّذِي هُوَ شَطْرُ الْإِيمَانِ.[13]

74- قال مصطفى السباعي: من علامة الإخلاص، أن يهمك الرضا من ربك عما تعمل، قبل أن يهمك الرضا من الناس.[14]

75- قال شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه فَقَالَ: رَجُلٌ يُصَلِّي يَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ وَيُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ، قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ، فَمَنْ كَانَ لَهُ مَعِي شَرِيكٌ فَهُوَ لَهُ كُلُّهُ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ.[15]

76- كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري – رضي الله عنهما-: مَنْ خَلُصَتْ نِيَّتُهُ فِي الْحَقِّ, وَلَوْ كَانَ عَلَى نَفْسِهِ كَفَاهُ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ, وَمَنْ تَزَيَّنَ لَهُمْ بِمَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ شَانَهُ اللهُ, فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعِبَادَةِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا, وَمَا ظَنُّكَ بِثَوَابِ غَيْرِ اللهِ فِي عَاجِلِ رِزْقِهِ, وَخَزَائِنِ رَحْمَتِهِ؟[16]

77- كتب سالم بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزير: اعلم يا عمر أن ّ الله تعالى عون للعبد بقدر النية، فمن تمّت نيته تم عون الله تعالى إياه، ومن قصرت عنه نيته قصر عنه من عون الله تعالى بقدر ذلك.[17]

78- قال بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ: لَا تَكُنْ وَلِيًّا لِلَّهِ فِي الْعَلَانِيَةِ، وَعَدُوَّهُ فِي السِّرِّ.[18]

79- قال بعض السلف: رأيت الخير إنما يجمعه حسن النية وكفاك به خيراً وإن لم ينصب.[19]

80- قال ابن القيم: الإخلاص هُوَ سَبِيل الْخَلَاص وَالْإِسْلَام هُوَ مركب السَّلامَة والإيمان خَاتم الأمان.[20]

 

3/6/2016م



[1]كيف تربي ولدك، ليلى الجريبة ص101.

[2]حلية الأولياء (9/298).

[3]قوت القلوب (2/267).

[4]صحيح الجامع برقم 6766.

[5]قوت القلوب (2/267).

[6]حلية الأولياء (8/95).

[7]جامع العلوم والحكم (1/71).

[8]قوت القلوب (2/267).

[9]شعب الإيمان (9/190).

[10]قوت القلوب (2/268).

[11]قوت القلوب (2/268).

[12]تفسير الماوردي (5/114).

[13]تفسير القرطبي (15/233).

[14]هكذا علمتني الحياة ص171.

[15]مصنف ابن أبي شيبة (7/140).

[16]السنن الكبرى للبيهقي، ت: عطا (10/253).

[17]قوت القلوب (2/268).

[18]حلية الأولياء (5/228).

[19]قوت القلوب (2/268).

[20] مفتاح دار السعادة (1/72).