السويد وجهة للمهاجرين من الإتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الإقتصادية

بواسطة قراءة 3510
السويد وجهة للمهاجرين من الإتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الإقتصادية
السويد وجهة للمهاجرين من الإتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الإقتصادية

وقالت أنيكا ريمايوس وهي محققة لدى مجلس الخدمات الإجتماعية " إن السويد تعتبر بالنسبة للعديد من هؤلاء مرحلة عابرة، وبعد ذلك يتوجهون إلى بلد آخر للبحث عن فرص جديدة، وفي بعض الأحيان يفكرون في العودة إلى بلدانهم".

وأضافت ريمايوس بالقول "ليست هناك معلومات كافية عن هذه الشريحة، ويتضح أن فترة بقائهم في السويد قصيرة، خصوصا أن هذه المجموعة تتلقى إشارات واضحة وسريعة حول توفر فرص عمل أكثر في ألمانيا، وبالتالي تتحول وجهتهم إلى هناك".

كمال العيساوي الذي درس الإلكترونيك في بلده الأم المغرب وبعد ذلك درس مهنة اللحامة في إيطاليا بالإضافة إلى شهادة مهنية في مجال الصناعة لمدة ثلاث سنوات وخبرة في تخصصه دامت سبع سنوات في سوق العمل الإيطالي بدوره راودته فكرة التوجه إلى فرنسا، بسبب المشاكل التي واجهها في السويد خصوصا تلك المتعلقة باللغة. ويعتقد أن الذهاب إلى فرنسا كان سيكون أفضل من البقاء في السويد بحكم تحدثه باللغة الفرنسية بكل طلاقة.

الدراسة التي أعدها مجلس الخدمات الإجتماعية أظهرت أن 80% من مهاجري الإتحاد الأوروبي الذين لا يتوفرون على مأوى هم من الرجال أصحاب الكفاءات العلمية الجيدة. ومعظمهم قدم من رومانيا وبولندا وإسبانيا، ويبقى القاسم المشترك بينهم هو هاجس الحصول على وظيفة وسكن، لكن نسبة كبيرة منهم لا تنجح في دخول سوق العمل وإيجاد السكن

وقالت أنيكا ريمايوس أن هؤلاء لا يفكرون في الإلتجاء إلى مصالح الخدمات الإجتماعية، بل يحاولون إيجاد الحلول بأنفسهم، وهم يعتقدون أن تسوية وضعيتهم في السويد رهينة بالحصول على وظيفة فقط.

ووفقا للأرقام التي أفرزتها الدراسة تبين وجود 370 مواطنا من الإتحاد الأوروبي دون مأوى في السويد، لكن هذا العدد في الواقع هو أكبر من المعلن عنه بكثير. ويتلقى هؤلاء المهاجرين مساعدات من جمعيات ومنظمات طوعية مثل الكنيسة السويدية ومنظمة الصليب الأحمر التي تعتبر أهم جهة تقدم الدعم للمهاجرين من داخل الإتحاد الأوروبي في ستوكهولم. لكن كمال العيساوي يعتقد أن التوجه إلى تلك الجهات تعتبر مشكلا في حدا ذاته ويعتبرها مضيعة للوقت فقط.

من جانب آخر فقوانين مجلس الخدمات الإجتماعية ليست واضحة بخصوص تقديم الدعم لهؤلاء المهاجرين، وتقتصر المساعدات في بعض الأحيان فقط على إقتناء تذاكر السفر في الحالات المستعصية للعودة إلى البلد الأم بالنسبة للأشخاص الذين لا يتوفرون على أية فرصة لدخول سوق العمل في السويد.

الدراسة التي أعدها المجلس توصلت إلى ضرورة توضيح القوانين في هذا الجانب، حتى تتمكن البلديات ومكاتب وساطة العمل الجهوية من مساعدة القادمين من دول الإتحاد الأوروبي على أكمل وجه في رحلة البحث عن عمل وتوفير سكن مؤقت. لكن حاليا فالمهاجرين من الإتحاد الأوروبي لا يتلقون أية مساعدات على حد تعبير كمال العيساوي.

وفي هذا الصدد قالت أنيكا ريمايوس " سنقوم في مجلس الخدمات الإجتماعية بتحديد إختصاصاتنا ومسؤوليتنا في هذا المجال، وسوف نرى نوعية القوانين التي يجب أن تصبح أكثر وضوحا في هذا الجانب ونوعية الدعم الذي يمكن أن نقدمه لهؤلاء المهاجرين".

وأرجع كمال العيساوي تدفق المهاجرين من دول الإتحاد الأوروبي إلى السويد إلى الأزمة الأوروبية الخانقة التي ضربت العديد من دول الإتحاد الأوروبي، وفي نفس الوقت يتمنى أن تقدم الجهات المعنية بعض المساعدات ودفعة معنوية في أول خطوة لمهاجري الإتحاد الأوروبي في سوق العمل السويدي لأنهم يتوفرون على كفاءات وطاقات جيدة وأنهم ينتظرون فقط الفرص المواتية لترجمتها على أرض الواقع.

 

المصدر :  راديو السويد باللغة العربية - أرابيسكا

31/5/2013