وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Guardian
البريطانية، الأحد 12 "أبريل/نيسان" 2020، فقد أرسلت منظّمة أطباء بلا
حدود الخيرية خطاباً إلى وزيرة الخارجية، تطالبها بإقرار “زيادة كبيرة” في عدد
الأطفال المقبول نقلهم إلى المملكة المتحدة، فضلاً عن “تيسير عملية الإجلاء
العاجل” لمن يعانون من أزمات صحّية مزمنة وخطيرة.
عدم استجابة بريطانية: لم تستجب بريتي لذاك الالتماس،
وفي المقابل، ردَّت وزارة الخارجية يوم 31 مارس/آذار 2020، بأن المملكة المتحدة
ستواصل دعم تنفيذ الاتفاق القائم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، الذي كان يهدف على
مدى السنوات الأربع الماضية إلى منع طالبي اللجوء من السفر إلى أوروبا.
رد مخزٍ: فيما وصفت فيكي هوكينز، المديرة التنفيذية
لمنظمة أطباء بلا حدود في المملكة المتحدة، الردَّ بأنه “مخزٍ”، وقالت إن الصفقة
كانت سياسة احتواء ظاهرية للأزمة، وتخلياً عن مسؤوليات الاتحاد الأوروبي تجاه
اللاجئين. وأضافت: “هذه الصفقة الوصولية تحاصر آلاف الناس، ومن بينهم الكثير من
الأطفال المُعرّضين لخطرٍ بالغ، في ظروف مزرية في الجزر اليونانية”.
فيكي هوكينز أضافت: “يتحتّم على حكومة المملكة المتحدة
التوقّف عن التضحية بحقوق اللاجئين الأساسية لصالح أجندتها الخاصّة بقضايا
الهجرة”.
أزمة في المخيمات: إلى ذلك، تعاني المخيّمات على جميع
جزر إيجة الخمس، ومن بينها مخيّم موريا للاجئين، الذي يعيش قاطِنوه في ظروف مُزرية
على جزيرة ليسبوس اليونانية، قبالة الساحل التركي، من تكدس عدد اللاجئين بها بما
يفوق سعتها بستّة أضعاف. وحذّرت منظّمات إنسانية من أن تفشّي فيروس كورونا في المخيّم،
الذي يستحيل فيه انتهاج سبل التباعد الاجتماعي للوقاية من المرض قد يؤجج أزمة
صحّية عامّة هناك.
كذلك طالبت لجنة الحريات المدنية والعدالة والشؤون
الداخلية بالبرلمان الأوروبي بإجلاء 42 ألف شخص عن تلك الجزر، كإجراء “وقائي
عاجل”.
حيث أشارت صحيفة The Guardian البريطانية
إلى أنها قد تواصلت مع وزارة الداخلية لطلب التعليق.
مطالب للاتحاد الأوروبي: تبيَّن أيضاً أن المؤسسات
الخيرية قد طالبت بلدان الاتحاد الأوروبي مؤخّراً بما وصفته بـ”تخفيف الوضع
المتأزّم” في المخيّمات الواقعة على الجزر اليونانية، قبل أن يتفشّى فيروس كورونا
المستجد هناك، وهو أمرٌ مُحتمل.
من جديد، كان الموقف المفهوم من الحكومة البريطانية هو
رفض تقديم يد العون، وقالت منظمة أطبّاء بلا حدود إن عدداً من بلدان الاتحاد، ومن
بينها ألمانيا، وفرنسا، ولوكسمبورغ، وفنلندا، وبلجيكا، وبلغاريا قد تطوّعت
للمساعدة في نقل ألفي طفل من تلك الجزر.
الأمر كارثي: حيث قالت أوريلي بونثيو، مُنسِّقة الفريق
المعني بالهجرة القسرية لدى منظمة أطباء بلا حدود إن “المملكة المتحدة لم تتطوع
حتى الآن لمساعدة الأطفال. لهذه التدابير معنى رمزي، فإذا عصف الفيروس بتلك
المخيّمات، فسيكون الأمر بمثابة كارثة، إضافة إلى ذلك فسبل الوصول للرعاية الصحّية
هناك محدودة للغاية”.
كانت منظمة “Safe Passage” الخيرية التي تقدم
المساعدات القانونية للاجئين بالمملكة المتحدة أرسلت خلال الأسبوع الماضي، إلى
وزارة الداخلية، قائمة تضم الأطفال غير المصحوبين بذويهم، واللاجئين الكبار
المعرّضين للخطر، الذين قُبِلت طلباتهم قانونياً لينضموا إلى عائلاتهم في المملكة
المتحدة، ولكنّهم الآن عالقون بالمخيمات بسبب فوضى السفر التي أحدثها تفشّي فيروس
كورونا.
إخلاء المسؤولية: حيث قالت بيت غاردنر سميث، الرئيسة
التنفيذية لمنظمة “Safe Passage” الدولية: “الحكومة لا
يمكنها الآن إخلاء مسؤوليتها، لدينا فرصة ضئيلة لإجلاء جميع الأطفال غير المصحوبين
بذويهم، والبالغين المعرَّضين للخطر ممن لهم أسرٌ هُنا في المملكة المتحدة تنتظر
تسلمهم، وهم يواجهون الآن خطراً داهِماً في المخيمات والمعسكرات المكتظة، والتي
تفتقر إلى اعتبارات النظافة”.
في ختام كلامها قالت: “إننا على دراية بأن هناك أطفالاً
سيغادرون على متن طائرات مستأجرة إلى بلدان الاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع المقبل،
فلماذا لا يذهبون إلى المملكة المتحدة أيضاً؟”.
هذا الموضوع مُترجم عن صحيفة The Guardian
البريطانية.
عربي بوست
19/8/1441
12/4/2020