وتقود كل من
السويدية سيسيليا فيكستروم عضو برلمان الإتحاد الأوروبي إلى جانب المفوضة
الأوروبية لشؤون اللاجئين، السويدية سيسيليا مالمستروم حملة لإنشاء مراكز للجوء
خارج الإتحاد الأوروبي تكون مهمتها إصدار تأشيرة الدخول إلى دول الإتحاد، لتجنب
عمليات التهريب والإتجار بالبشر وتسهيل الهجرة القانونية. غير أن الإتحاد الأوروبي
ليس على إستعداد للقيام بذلك وفقا لما صرحت به سيسيليا مالمستروم.
وقالت فيكستروم
"إن تلك المراكز أضحت أمرا ملحا، فمن غير المعقول أن تكون لدينا سياسة لجوء
تدعم وصول الناس إلى أوروبا بطرق غير شرعية وتعرض حياتهم للخطر من أجل الوصل إلى
الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي لتقديم طلبات اللجوء في عين المكان. ويحدث هذا
في الوقت الذي أصبح فيه البحر الأبيض المتوسط بحرا قاتلا. فهناك الآلاف من الناس
يموتون كل سنة في محاولة يائسة منهم للوصول إلى أوروبا. وهو أمر لا يتماشى مع
الإتحاد الأوروبي في القرن الواحد والعشرين".
وقال وزير
الهجرة توبياس بيلستروم "من غير المعقول أن نجد عدد قليل جدا من الدول التي
توافق على قبول حصة اللاجئين". في حين قال فرانسوا كريبو المسؤول عن قسم حقوق
اللاجئين لدى الأمم المتحدة "إن ما وقع في جزيرة لامبيدوزا يعتبر تحصيلا
حاصلا لنتائج سياسة الإتحاد الأوروبي القاسية في شؤون الهجرة.
هذا وإشترطت المفوضة الأوروبية سيسيليا مالمستروم إنشاء مراكز
للاجئين خارج دول الإتحاد لتسهيل الهجرة الشرعية، غير أن هذا الشرط قوبل بالرفض من
طرف بعض الدول الأعضاء. وأضافت مالمستروم بالقول "عدم الموافقة لا يعني عدم
توفير الحماية إليهم، حيث يمكن القيام بالعديد من الإجراءات لإنقاذ المهاجرين.
ونحن الآن بصدد وضع نظام جديد يعتمد على قمر إصطناعي لرصد المراكب في الوقت
المناسب بما فيها المراكب الصغيرة لإنقاذ العديد من الأوراح".
وأبدت العديد
من الجهات العاملة في مجال الهجرة واللجوء تخوفا من الإستعانة بهذا القمر
الإصطناعي الذي يمكن أن يستخدم لتوقيف المهاجرين قبل وصولهم إلى المياه الأوروبية،
ولهذا سيضطر العديد من المهاجرين إلى المخاطرة بحياتهم وإختيار الطريق الأصعب
للوصول إلى الإتحاد الأوروبي. وقالت سيسيليا مالمستروم "للأسف هناك عدد قليل
من اللاجئين يستطيعون النجاح في هذه الرحلة المرعبة".
ولتوفير
الحماية للمهاجرين وعدم تعريض حياتهم للخطر هناك مطالبات من داخل المفوضية
الأوربية لتغيير القوانين المعتمدة في قضايا اللجوء. وفي هذا الصدد قالت سيسيليا
فيكستروم عضو برلمان الإتحاد الأوروبي "يجب أن ننتقل للخطوة الثانية فيما
يتعلق بقضايا اللجوء وإصدار تأشيرة إنسانية تخول الدخول لدول الإتحاد الأوروبي.
لقد أصبح هذا الأمر ضرورة ملحة خصوصا أن هناك مليوني سوري توجهوا إلى لبنان وتركيا
وكان يتوجب علينا أن نتواجد في عين المكان لتقديم المساعدة. لكن للقيام بذلك يجب
تعديل معاهدة الإتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالمعاملات القنصلية وخصوصا إجراءات
التأشيرة. لكن للقيام بذلك يجب تغيير التشريعات لكي نستطيع تقديم يد المساعدة
للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها".
ومن المنتظر أن
تعقد المفوضية الأوروبية جلسة إستماع لمناقشة تعديل القوانين في هذا الجانب، وقالت
سيسيليا فيكستروم أن هذه الجلسة لن تكون في هذا الأسبوع وعلى الأرجح لن تكون في
الشهر المقبل لكنها ستعقد في الوقت المناسب. هذا في الوقت الذي لا زالت فيه جهود
البحرية الإيطالية متواصلة للعثور على جثث ضحايا كارثة غرق سفينة جزيرة لامبيدوزا
يوم أمس في حادثة اعتبرت من أسوأ الكوارث البحرية في تاريخ أوروبا الحديث. وتشير
آخر الأخبار أنه قد تم إنتشال 103 جثث على الأقل بينما علق الكثيرون داخل السفينة
التي غرقت على بعد كيلومتر واحد من شواطئ الجزيرة. وقد تم إنقاذ أكثر من 150 شخصا
مع العلم أن السفينة كانت تقل حوالي 500 شخص.
المصدر : راديو
السويد باللغة العربية – أرابيسكا
4/10/2013