بدأ صوت الحق يعلو في سماء المواقع التي تجمع شعب فرقه الظلم إلى عموم ارض الشتات بشكل ملحوظ وجميل رغم المصاعب والضغوط والإحباط الذي لازلنا نواجهه في شتى مجالات الحياة ولكن هذه المرة تميزت كتاباتنا بتعدد ألوانها ومناهجها لدراسة معضلة بطريقة واقعية وعملية ودراسات موضوعية وميدانية هدفها إيجاد حلول من اجل الخلاص من تلك الأزمة التي يمر بها إخوتهم وأبنائهم وأمهاتهم وشيوخهم والذي بلغ عددهم إلى ألفي مظلوم في جزيرة قبرص .
وكتب إخوتنا الكتاب الكثير الكثير عن الأوضاع وطرق الخلاص منها ومناشدة لوحدة الصف من خلال الاقتداء بوحدة القلم والإعلام المتاح لنا والتي سعينا لتكون نقطة بداية أو ولادة أمل لحل أزمة ما مهما كانت حلولها مستعصية آو مستحيلة ... وعملنا كلنا كفريق عمل من اجل نصرة أهلنا على ما مكنا الله من إمكانيات رغم وجود المحبطين والمندسين والذي تجلى أثرهم من خلال التعليقات المغرضة أو المحبطة لبعض المقالات التي نشرها إخوتنا الكتاب الكرام .
واسمحو لي أن اشكر كل من ساهم في كتابة حرف يراد به نصرة المظلومين وإيجاد حلول تناسبهم ومساندتهم من خلال ما مكنهم به الله عز وجل من قدرات ومواهب فذة وتكريسها لنصرة أهلهم المظلومين .
وكأنهم مجموعة قد اتخذوا من الحق نهجا والأخلاق سلوكا والألفة وحسن التعامل طريقا ومارسوا هوايتهم وكرسوا أوقاتهم للعمل على نثر رحيق أقلامهم ..ولما كنا على مبادئ وأسس تعرضوا الى بعض المضايقات ورفضوا الاستجابة والتخلي عن مبادئنا ..وتركنا جهدنا المبذول لوجه الله .
لا نريد من أحد جزاء ولا شكورا ... ولا ينكر فضل أهل الفضل إلا لئيم
هذه المقولة أرددها كثيرا وأحبها .. فإحقاقا للحق دعوني من هنا ابعث برسالة شكر وتقدير لكل من ساهم في عمل ما غايته نصرة المظلومين وإعلاء صوت الحق ومحاولة منهم للمساعدة في أي طريقة هدفها نيل رضا الرحمن جل وعلا .
إخوتنا الأجلاء في كل مكان
إننا نتعرض إلى حملة مضايقات تعسفية وقرارات ظالمة جائرة يراد بها إزهاق الأرواح والأنفس وسد باب الأمل والعيش بكرامة وإذلال الكبير قبل الصغير من اجل تهجيرهم وترحيلهم بطرق تعسفية ظالمة بغض النظر عن الدوافع الإنسانية التي دفعتهم لطلب الأمن والأمان والعيش بكرامة ويتجلى الظلم من خلال إرغامهم على ما يكرهون سد الأبواب في وجوههم وتضليل الحقائق وتزويرها بتهجم إعلامي مغرض ضد الجالية الفلسطينية دون باقي الجاليات رغم وجود جاليات أكثر منا عدد ومكونات تلك الجاليات هي مكونات إجرامية تعمل على التهريب والسرقة والمتاجرة بالمخدرات مثل الجاليات الروسية والرومان لا بل إنهم يبدون تعاطف مع هذه الجاليات ويمجدونهم إعلاميا بعكس ما يعاملوننا به إذن لما فلهذا التهجم وما المراد به .
ودون باقي الجاليات قاموا بتضييق الخناق علينا وأصدروا قرارات تهدف إلى الترحيل القسري ورغم أن باقي الجاليات لديها دولها التي يمكنها أن تعود إليها متى شاءت فقد عاملوهم باحترام لم يعاملوه لفلسطيني قط لا بل وطنوهم ولا نسمع إلا تعاطف منهم تجاه تلك الجاليات أوليس هذا ظلم على من سلبت منهم أوطانهم وهجروا من أوطان أخرى ألا يستحقون العيش بكرامة حتى لو بصورة مؤقتة لحين أن ينظر في أمرنا وإعادتنا إلى وطننا الذي نرفض غيره وطن بديل لما هذا الظلم حتى إن هنالك مثل يقول إن الضرب في الميت حرام وهم يقومون بما هو اشد إلا وهو تعذيب الميت بعد أن قتلوه وما هذه إلا سياسة بني صهيون .
إخوتي الكرام لدينا حقيقة واضحة كالشمس لا محال إن ما يجري من مجريات ووقائع تعسفية وقرارات ظالمة وإزهاق ورائه إسرائيل لضمان بقاء سفاراتها وجاليتها ومصالحها آمنة مطمئنة خاصة بعد أن شاهدونا علنا كيف بإمكان مسيرة احتجاج قامت بها جاليتنا أمام سفاراتهم في نيقوسيا لمساندة أهلنا في غزة لكسر الحصار عن غزة أن تشكل تهديد قوي على امن تواجدها وجاليتها وهذه كانت شرارة البداية لإطلاق حملة الظلم والتهجيج تحت أغطيتها القانونية والكل يعرف كيف تسيس الأمور ضدنا ومنذ ذلك الحين ونتعرض إلى أذى مقطوع النضير بغياب منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية وتزوير للحقائق يراد به باطل وحملات عقوبة جماعية يراد بها إسكات أصواتنا والرضوخ للذل للحد من وحدة صفنا وإبطال أي عمل نقوم به احتجاج على مساوئ ظلمهم الواقع ففشلت ريحنا وأصبحنا كأعجاز نخل خاوية لان الظلمة هم اكبر منا عدد وعده ونحن قله مستضعفة ولم يعد لنا اليوم من ولي ولا ناصر غير الله سبحانه وتعالى ثم الشرفاء الأخيار ممن يساندونا بما منحهم الله إياه من عزيمة وقوه فالكلام عن إعادة رص الصفوف هنا في قبرص أصبح مستحيل وليس شبه مستحيل وذلك لعدة أسباب أولها العامل المعنوي والنفسي المحبط بسبب جور القرارات التعسفية ثانيهما قمع أي احتجاج أو اعتصام أو مظاهرة سواء سلمية أو غير ومعاقبة كل من فيها معاقبة جماعية من خلال الاعتقال لمن دعوا إليها ونظموها ومن خلال ترحيل قسري للباقين وغلق ملفاتهم للأبد وقطع المعونة عنهم وعن عائلاتهم ثالثا تواجد العملاء في دوائر الدولة وتتم تزكيتنا من خلالهم وإنهم يقومون بتصوير أي عمل نريد أن نقوم به لرفع الظلم سواء أو الاحتجاج أو أي عمل يريد احدنا فعله فيوصلونه بصدق وأمانة إلى الجهة المعنية بعقوبتنا والتي يعملون فيها مما شكل فينا حاله من الارتباك والريبة وقلة الثقة بين بعضنا البعض رابعا لا يمكننا إتمام أي أمر من دون دعم أيا كان سواء مادي معنوي أو غير وذلك لعدم وجود أي جهة تدعم الفلسطينيين لأنهم يسيطرون عليها جميعا سواء منظمات حقوق الإنسان ومنظمات مساعدة اللاجئين وحتى مكاتب الاتحاد الأوربي كلها تعمل بإدارة الحكومة القبرصية أي إنها منظمات منحازة تعد ولا تفي خامسا انشغال كل فئة منا بمصيبتها فكل واحد منا هنا جعلوا مصيبته تختلف عن الاخر فمنا من هم مقطوعي المعونة وهي المصيبة الأكبر اذ لا عمل لديهم ولا معونة والحياة مكلفة جدا ومنا من سحبوا منه أوراقه الرسمية لأسباب واهية ومنا من طالبوه بالمغادرة خارج بلدة لارنكا لضمان بقائه في الجزيرة ومنا من طالبوه بالرحيل بأسرع وقت عن الجزيرة كلها والعودة إلى حيث لا ينتمي ومنا من تم تحويلهم إلى مراكز استقبال لإعادة النظر في ملفاتهم ومن ثم ترحيلهم ومنا من هو مغلق ملفه إلى الأبد ولا يمكنه حتى السفر والعودة ومنا من اعتقلوهم لأسباب دعائية مغرضة تهدف لتشويه صورة الفلسطينيين أمام المجتمعات كافة ومنا من لجأ للعمل معهم لضمان بقائه وإبعاد أذاهم عنه ومنا من يستأنف ويسترحم بقراراتهم الظالمة بحقه ومنا من لا يعرفون مصيرهم أو مستقبلهم في هذه الجزيرة إذ أنهم لا يمنحوننا صفة لاجئين ولا يمكنهم منحنا الجنسية لأننا فلسطينيين مسلمين ومنا من يريد العودة وليس لديه المال ليبدأ حياته من نقطة الصفر خاصة وإننا بعنا كل ما نملك من اجل القدوم إلى حيث الهاوية التي كانت تنتظرنا ومنا من استطاع العمل وقطعوا عنه المعونة وهو لا يدري إن كان عمله هذا سيدوم تحت واطئة كل تلك المعضلات كيف يتسنى لشعب أن يتنفس الراحة والأمان وهي ابسط حقوق الإنسان كيف لشعب أن يفكر لغد وهو لا يعرف ماذا يفعل اليوم كيف لواحد أن ينام وأولاده لا يملكون طعاما وقد قطعوا عنه المعونة وهو لا يعمل وليس له من معين غير الله وهم كثر بيننا وكيف وكيف .
الخلاصة
الحل من الداخل وتحت كل تلك المظالم والضغوطات والعقوبات وتهميش الأدوار وتزييف الوقائع وحرب الإعلام وتشتيت وحدة الصف والانتماءات أوليس هؤلاء أهلنا وأبناء جلدتنا أولا يستحقون أن نقف وقفة ولو بسيطة من اجل نصرتهم ألا يستحقون أهلنا أن ندافع عنهم ولو بالكلمة مهما يكونو فهم أهلنا وأبناء جلدتنا ويربطنا كلنا دين واحد ودم واحد صح ؟ إن معضلة إخوتنا في العراق حيث تقطع الأعناق قاسية ولكن هنا تزهق الأنفس وتقطع سبل الحياة وكلانا في خندق واحد والظلم جائر علينا من كل حدب وصوب أفهل من رادع يصد عنا خبثهم ويرفع عنا ظلمهم او بالدعاء بالقلب لهم .
أيها الكتاب الكرام والأساتذة الأفاضل إن مجهودكم خالص لله عز وجل لان نواياكم طاهرة ألا وهي نصرة الأهل ورفع الظلم الجائر فارجو منكم أحبتنا في الله وإخوتنا في الدين والدم أن تبذلوا كل ما في وسعكم للاستمرار على النهج الذي اتفقنا عليه وكلي أمل فيكم وأحب أن أذكركم في قصه فيها حكمة ارجو أن تستفادو منها وهي :
ذات يوم بارد من أيام الخريف لمح فلاح عصفوراً صغيراً مستلقياً على ظهره في منتصف الحقل , فتوقف الفلاح عن الحرث و نظر إلى هذا المخلوق الضعيف ذي الريش و سأله : لماذا تستلقي على ظهرك هكذا؟.. فأجابه الطائر : سمعت أن السماء ستسقط اليوم .. فضحك الفلاح و قال : وأظن أن رجليك الصغيرتين النحيفتين ستقيان السماء من السقوط ؟ .. فأجاب العصفور الجريء : على كل منا بذل ما في وسعه .
اذن على كل منا بذل ما في وسعه من اجل إنقاذ الآخرين ممن يحتاجون إليه وان لا تنساقو وراء المحبطين والمغرضين المندسين وان أعجبكم قولهم لأنهم يهدفون إلى التشكيك في قدرة القلم ولا يعلمون قدرة القلم ومقداره عند الله عز وجل وان تنصرو إخوانكم في القلم فان القلم سيكون كالسيف يقطع الظلم وأيدي من يعينون عليه والله موفقكم وجزاكم في الآخرة تجدوه عند الله والله يجزيكم خير الجزاء ان شاء الله .
إخوتي لا توقفوا أناملكم ومساعيكم في نصرة إخوتكم في قبرص حتى ترسموا البسمة على وجوه نحت الظلم عليها صورة مأساة وملئ الحزن قلوبهم على ما أصابهم من ظلم وأذى لا يستهان به وكان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه ولا ننسى الشكر للمواقع التي جعلت من أقلامنا سيوف تشهر بوجه الظلم أينما حل على أبناء شعبنا المظلوم في عموم الشتات حياكم الله وأدامكم ونصركم إخوتي الكتاب لا تتوقفوا عند نقطه ما ولا تنساقو وراء محبط فيثنوننا عن عزيمتنا التي بدأنا بها والله لهم بالمرصاد ان شاء الله شاكرين تعاونكم مع أهليكم والله ولي التوفيق واختم قولي بالصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه أجمعين .
أخوكم
إبراهيم محمد زياد
26/5/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"