وكبرنا وكبرت معنا الهزيمة وبقينا نسمع .. أبو عمار ..
أبو أياد .. أبو جهاد .. أبو نضال .. و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجبهة
الديمقراطية" و"جبهة التحرير العربية" و"جبهة النضال"
وحواتمة وحبش .. وإستمرت الهزيمة تنموا في نفوسنا وزاد عدد "المناضلين"
.. "حماس" و"القوميين" و"الشيوعيين" و"البعثيين"
والإسلاميين و"الليبراليين" و"العلمانيين" و"الراديكاليين"
وزاد معهم عدد "المناضلين" من "كوبا والصين وكوريا الشمالية
وفيتنام وروسيا والدول الإشتراكية" وأصبحت قضية فلسطين القضية المركزية للعرب
ولم يتحرر منها شبرٌ واحد ..
العدو الصهيوني أصبح يمتلك قنابل نووية ودولة إقتصادية
محكمة وعلاقات دولية متينة وأقوى جهاز مخابرات (الموساد) عرفه التاريخ سيطر بشكل
محكم على جميع منافذ التهديد للكيان الصهيوني مهما كان حجمها وأنى يقع مكانها .. و"ديمقراطية"
محكمة وحياة سعيدة وباب مفتوح لكل اليهود في العالم للتوجه إلى (أرض الميعاد) ..
بعد أن حضّر العدو آلاف معسكرات الإستيطان والمجمعات لمن يريد أن يسكن في الأرض
المحتلة .. وجيش متمكن وإسناد إعلامي قلَّ نظيره وضحك على ذقون العرب ليلاً
ونهاراً .. وقتل وتشريد الفلسطينيين ومحاصرتهم وتجويعهم وإرعابهم وإغتيال الجميع
متى ما سنحت الفرصة وزج الآلاف في سجون العدو وبث الفتن والفرقة والخلافات بين
فصائل المقاومة وتدنيس مستمر للأراضي المقدسة والعبث بالإرث للديانتين "المسيحية"
والإسلامية وإستيراد جنود معلبين من أثيوبيا واليمن ( يهود الفلاشا) يمتلكون حقداً
عجيباً على العرب ..
فلسطين ذهبت بلا رجعة ولن تعود لنا أبداً .. ولستُ هنا
في معرض التشكيك بأي موضوع لكنّي على يقين أن فلسطين لن تعود إلا بعد أن يتم
إستبدال عشرات الأجيال العربية وبخاصة الأجيال التي عاشت في القرن العشرين وحتى
نهاية القرن الثلاثين على أقل تقدير !! وبما أننا إنتهينا من القضية الفلسطينية "لأن
فلسطين لن تعود إلى قبل يوم القيامة بأيام" .. لابد من الإلتفات إلى القضايا
المركزية الأخرى للعرب .. فليبيا والسودان وتونس ومصر واليمن والصومال والبحرين
وسوريا ولبنان أصبحت قضايا مركزية وفي الطريق بإذن الله الجزائر والمغرب
وموريتانيا ودول الخليج العربي ستكون قضايا مركزية في المستقبل القريب جداً ..
ويبقى العراق الحائر .. هل أصبحت قضيته مركزية أم لا
مركزية ؟ الجواب واحد .. العراق لن تقوم له قائمة إلا بشروط ..أولها إلغاء جميع "الكتل"
و"الأحزاب" والشخصيات السياسية والإعلامية التي ساهمت وأشارت وإتفقت
وشاركت في إحتلال العراق من قريب أو بعيد .. رجلاً كان أو إمرأة وتقديمهم إلى
المحاكم المختصة مهما كانت صفتهم ووظيفتهم ! هل من الممكن تحقيق هذا المطلب
والعودة قليلاً إلى الوراء كي نرى "المناضلين" في هذه الأيام وهم يجلسون
ويضحكون ويتحاورون مع العدو الأمريكي حينما إحتل بغداد؟! إذا كان التاريخ يُزوَر
فإرادة الشعب لا تتغير ولا تتزور .. فها هم نفس العملاء الّذين كانوا يتباهون
بعملهم مع العدو الأمريكي يستبدلون أقنعتهم السوداء بأخرى بيضاء لكنها على أية حال
أقنعة .. سوف لن اذكر أسماءً بعينها بالأمر مكشوف والعراقيون إنقسموا والدولة
الكردية على الأبواب والأقاليم أصبحت هتافاً لـ"المناضلين" وسيزداد
الفقير فقراً والظلم سيتسع والطائفية تسلقت النفوس .. نحنُ قضية العرب المصيرية
الآن فما نمرُّ به عدواناً على أنفسنا وإغتيالاً مبرمجاً لحضارتنا و"إنتحاراً"
جماعياً للشعب العراقي المسلوب الإرادة والقدرة .. وعلى من كانت له يد أو إصبع أو
شهقة أو مجرد إشارة في إحتلال العراق إذا كان يمتلك ( قطرة من الغيرة ) كما يقول
المثل عليه أن يُقدم نفسه إلى أقرب مركز شرطة لا أن يجعل البسطاء من العراقيين
يعتقدون أنه محرر المظلومين لأنَّ سبب البلاء الذي حدث للعراق والعراقيين وتحويلنا
إلى قضية مركزية مصيرية هو الإحتلال الأمريكي للعراق وماحدث في فلسطين سيحدث في
العراق والفرق بسيطٌ جداً ففلسطين يحتلها العدو الصهيوني علانية والعراق تحتله
دولٌ عدة برمجت عملاءها ووزعتهم بدقة في العراق .. أعتقدُ أنَّ الأمر واضحٌ جداً
.. وبدون أسماء .
المصدر : موقع صوت العراق
17/5/1440
23/1/2019