حلمنا وسنحلم وسنظل نحلم بالاستقرار هذا ما يتراود في عقول الفلسطينيين العالقين في قبرص إن صح التعبير ..أليس من حقنا أن نحلم بذلك الحلم ، ولكن أصبح حلمنا هذا كابوس يطاردنا ما بين القيل والقال فهل من يرشدنا إلى بر الاستقرار ؟؟
إن الحديث عن هذا الموضوع كاد أن يشل عقولنا ، لمن نشكوا همنا الآن فهل من مجيب ؟
لقد أصبحت قضية اللاجئين الفلسطينيين في قبرص هي القضية الأم في وطن فلسطينيو العراق أو تحت مسميات أخرى قد تجدونها مناسبة لهذه الشريحة التي تواجه خيارات صعبة قد يعتبرها البعض سابقا لأوانها والبعض الآخر يعتبرها حقيقية لابد من تثبتها في أجندتها والنقاش بها أمرا حتميا.
لقد عشنا في العراق ما يقارب الستون عام ولدنا وكبرنا ودرسنا وعملنا في بلد كنا نعتبر أنفسنا كجزء لا يتجزء منها أبدا وسبب ما حاط بالعراق من أزمات سياسية وحروب وفي نهايتها الاحتلال بترنا من هذا البلد كما تبتر اليد أو الساق ولم ينتهي المطاف بنا إلى هذا بل تجزئنا إلى أشلاء وقد تشتت هذه الأشلاء في جميع بقاع الأرض من مشرقها إلى مغربها وكما تعلمون كل ذلك لأننا عديمي الهوية وأول من نكر هويتنا الأصلية أبناء جلدتنا وعروبتنا فكان لهم دورا كبير في هذا الشتات . لقد دفعنا ثمن باهظ لا يمكن تعويضه ، الأم فقدت ابنها والطفل فقد أبيه والأخ فقد أخاه كل ذلك لأننا فلسطينيون ؟؟؟؟؟؟
لقد خرجت عن موضوعي هذا ورغبت أن أضع شيئا من التاريخ في مقالتي هذا لأنها حقبة لا يمكن أن ننساها وستبقى سجلاتها مفتوحة أمام أعيننا وعيون أطفالنا .
كل ذلك يعطينا الحق بان نفكر بمستقبلنا ومستقبل من معنا لكي لا تتكرر تلك الحقبة المظلمة مع أطفالنا فنحن الآن في سفينة في عمق البحر لا نعلم متى ستقف وأين ولكنها ستقف في بر الأمان بعد التوكل على الله وعندما نتحد ونوحد الصفوف ويكون هدفنا واحد وخيار واحد يصب في خدمة الجميع عندها سينجلي هذا الكابوس وتصبح الأحلام حقيقة وتبنا لنا قاعدة قوية يقف عليها الجميع ونبدأ في رسم لوحة مشرقة لأطفالنا وسنفتح ورقة جديدة في سجلنا سيكتب بها أقلام من سعى في خدمة أبناء شعبه.
كاتب فلسطيني من قبرص
5\6\2010
حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"