وأضافت الجامعة، في بيان صادر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، اليوم الإثنين، أن العالم يحتفل في هذا اليوم من كل عام بـ"اليوم الدولي للسلام"، الذي يهدف إلى تعزيز قيم ومبادئ السلام بين الشعوب والأمم للتأكيد على حق جميع الشعوب في السلم، من خلال رفع الوعي بقيمة السلام وأهميته في تحقيق التعايش والازدهار واحترام حقوق الإنسان.
وأوضح البيان، أن ذلك يأتي استجابةً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لسنة 1981 بإعلان يوم 21 سبتمبر/أيلول من كل عام يوماً دولياً للسلام، حيث تدعو الأمم المتحدة خلال هذا اليوم كافة الأمم والشعوب إلى الالتزام بوقف العنف وإحيائه بالتثقيف ونشر الوعي بالمسائل المتصلة بالسلام.
وأشار إلى أن اليوم الدولي للسلام يأتي هذا العام بينما لا يزال الشعب الفلسطيني يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي الجائر، ويتعرّض لأبشع الانتهاكات والممارسات التي تتناقض مع مبادئ وقيم السلام التي تكفل حق كافة الشعوب بالعيش في طمأنينة وأمان بعيداً عن العنف والظلم والممارسات غير الإنسانية بحقه.
وقال: "رغم مرور أكثر من 67 عاما على نكبة الشعب الفلسطيني التي حلّت به عام 1948 والتي تعرض خلالها لجريمة تطهير عرقي مُكتملة الأركان، إلا أنه حتى الآن يتعرض لأبشع الجرائم والانتهاكات المُمنهجة التي تستهدف كافة أبناء الشعب الفلسطيني من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال، الذين يتعرضون إلى الاعتقال والتعذيب والمعاملة غير الإنسانية، ويتم استخدامهم بواسطة جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي كدروع بشرية في مخالفةٍ صارخة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وكافة الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية خاصةً تلك المُتعلقة بحقوق الطفل".
وتابع أن "هذا اليوم يأتي في وقت تستمر فيه إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بزيادة وتيرة الاستيطان وابتلاع الأرض الفلسطينية ومصادرة وتدمير الممتلكات وتهجير السكّان الفلسطينيين قسراً، كما تُمعن بقوة الاحتلال في تطبيق نظام الفصل العنصري في أبشع صوره بحق الشعب الفلسطيني من خلال التمييز بين الفلسطينيين واليهود، حيث تفصل الأحياء والشوارع والحافلات وتُخصّصها لليهود فقط وتمنع العرب عنها، ويعيثُ المستوطنون الإسرائيليون في الأرض الفلسطينية المُحتلة فسادا وإرهابا بتشجيع وحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيخطّون الشعارات العنصرية التي تدعو الموت للعرب ويحرقون أشجار الفلسطينيين ومزارعهم ومنازلهم، بل تتعدى جرائم المستوطنين الطبيعة الإنسانية، حيث شاهد العالم الجريمة الإرهابية النكراء التي آلمت الضمير الإنساني العالمي بقيام غلاة المستوطنين بحرق الطفل الفلسطيني الرضيع علي دوابشة الذي لم يتعدَ عمره 18شهراً وعائلته دون أن تُحرّك الحكومة الإسرائيلية ساكنا، ودون تقديم مرتكبي هذه الجريمة إلى المحاكمة أو المحاسبة أو المساءلة، وإن كل تلك الممارسات والسياسات الإسرائيلية تُعيد تُذكّير العالم بحقبة نظام الأبارتهايد-الفصل العنصري، الذي تعرّضت له جنوب أفريقيا، بل وتتعدّاه في عنصريته وظلمه ووحشيته".
وبين أن الأماكن المُقدسّة ما تزال في اليوم الدولي للسلام تتعرض للانتهاكات والاقتحامات المُتكررة والمتواصلة، فتستمر الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك وعلى الكنائس، ويتم الاعتداء على رجال الدين والراهبات، وتُحرق أماكن العبادة ويتم تدنيسها، كما لا يزال قطاع غزة تحت الحصار الإسرائيلي الخانق غير القانوني والممتد منذ أكثر من 8 سنوات، والذي يحوّل حياة الفلسطينيين إلى سلسلة من المُعاناة المتواصلة.
وأكد البيان أنه "حان الوقت لينال الشعب الفلسطيني حريته، وأن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وهو آخر استعمار في العالم، وأن تكفّ الحكومة الإسرائيلية عن استهتارها بقرارات الشرعية الدولية وإغفالها قيم المحبّة والسلام، وأن تلتزم بمساعي وجهود السلام القائم على حلّ الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأن تنشر مبادئ السلم والتعايش والتسامح بدلا من ثقافة الحروب والاحتلال والعنصرية، وحتى يعود السلام عنوانا وحقيقةً ملموسة على هذا الجزء من العالم الذي عانى طويلا من غياب السلام نتيجة الاحتلال".