آيات قرآنية وأحاديث
صحيحة.. أقوال ومواقف فريدة.. لطائف ونفائس نافعة.. عبر ومواعظ مهمة؛
جمعتها في قضية عظيمة وموضوع نحتاج إليه بعدد أنفاسنا، هو
" تحقيق الإخلاص " لله سبحانه وتعالى، في جميع
أقوالنا وأعمالنا واعتقاداتنا، لأن العبد مهما بذل واجتهد وتعب وأدى الفرائض
والطاعات وجميع العبادات، فإنه لا يحصل على الأجر إلا إذا حقق الإخلاص لله
سبحانه وتعالى في عمله، وأن يكون وفق ما جاء به النبي عليه الصلاة
والسلام.
فالقضية جِدُّ مهمة
فلا نجاه إلا بتحقيق الإخلاص، وما هلك من هلك إلا بالشرك أو الرياء وحب
الثناء والمحمدة، وعليه أحببت التذكير بهذه الوقفات لتكون عونا لنا ودليلا وواعظا
ومذكرا لتحقيق الإخلاص لله سبحانه وتعالى، وأن نتعاهد النية دائما
ونُحَسِّن الطوية، علَّنا ننال مرضاة الله – عز وجل- ونحظى بقبول الطاعات، فلا
خلاص إلا بتحقيق الإخلاص.
81- قال تعالى ( فاعبد الله مخلصاً له الدين )الزمر:2، وَفِي
الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ النِّيَّةِ، وَإِخْلَاصِهَا عَنِ الشَّوَائِبِ،
لِأَنَّ الْإِخْلَاصَ مِنَ الْأُمُورِ الْقَلْبِيَّةِ الَّتِي لَا تَكُونُ إِلَّا
بِأَعْمَالِ الْقَلْبِ.[1]
82- قال ابن تيمية:
فَإِنَّ قُوَّةَ " يُوسُفَ " وَمَحَبَّتَهُ لِلَّهِ وَإِخْلَاصَهُ
وَخَشْيَتَهُ كَانَتْ أَقْوَى مِنْ جَمَالِ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ وَحُسْنِهَا
وَحُبِّهِ لَهَا.[2]
83- كتب بعض الأدباء
إلى أخيه: أخلص النية في أعمالك يكفك القليل من العمل.[3]
84- قال محمد بن
الحسين: ينبغي للرجل أن تكون نيته بين يدي عمله.[4]
85- قال أيوب
السجستاني وغيره: تخلص النيّات على العمّال أشدّ عليهم من جميع الأعمال.[5]
86- قال مطرف بن
الشخير: إِذَا اسْتَوَتْ سَرِيرَةُ الْعَبْدِ وَعَلَانِيَتُهُ، قَالَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ: «هَذَا عَبْدِي حَقًّا».[6]
87- قال الثوري:
كانوا يتعلمون النية للعمل كما يتعلمون العلم.[7]
88- قال بعض
العلماء: طلب النية للعمل قبل العمل وما دمت تنوي الخير فأنت بخير.[8]
89- قال عليه الصلاة
والسلام: مَن همَّ بحسَنةٍ فلم يعمَلْها، كُتِبَت لَهُ حسَنةً. ومَن همَّ بحسَنةٍ
فعمِلَها، كُتِبَت لَهُ عَشرًا إلى سَبعِمائةِ ضِعفٍ، ومَن همَّ بسيِّئةٍ فلم
يَعمَلْها، لم تُكْتب . وإن عمِلَها كُتِبَت.[9]
90- قال بعض السلف:
صلاح الأعمال وفسادها بصلاح النيّات وفسادها.[10]
91- كان مطرف يقول:
صلاح عمل بصلاح قلب، وصلاح قلب بصلاح نية، ومن صفا صُفي له، ومن خلط خُلط
عليه.[11]
92- قال ثابت
البناني: نية المؤمن أبلغ من عمله.[12]
93- قال أَبُو
عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ: تَصْعَدُ الْمَلَائِكَةُ بِالْأَعْمَالِ فَتُصَفُّ فِي
سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُنَادِي الْمَلَكُ: أَلْقِ تِلْكَ الصَّحِيفَةَ، أَلْقِ
تِلْكَ الصَّحِيفَةَ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا قَالُوا خَيْرًا
وَحَفِظْنَاهُ عَلَيْهِمْ قَالَ: فَيَقُولُ: لَمْ يُرِدْ بِهِ وَجْهِيَ وَيُنَادَى
مَلَكٌ: اكْتُبْ لِفُلَانٍ كَذَا وَكَذَا مَرَّتَيْنِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ
إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْهُ فَيَقُولُ تَعَالَى: إِنَّهُ نَوَاهُ إِنَّهُ نَوَاهُ.[13]
94- قال أبو عبدة بن
عقبة: من سرّه أن يكمل عمله فليحسن نيته.[14]
95- قَالَ عَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ : مَنْ كَانَ ظَاهِرُهُ أَرْجَحَ مِنْ بَاطِنِهِ خَفَّ
مِيزَانُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَانَ بَاطِنُهُ أَرْجَحَ مِنْ ظَاهِرِهِ
ثَقُلَ مِيزَانُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.[15]
96- عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ
أَحَدًا} [الكهف: 110] قَالَ: لَا يُرَائِي بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.[16]
97- قال الإمام
أحمد: ما رفع الله ابن المبارك إلا بخبيئة كانت له.[17]
98- قال العز بن عبد
السلام: الْإِخْلَاصُ أَنْ يَفْعَلَ الْمُكَلَّفُ الطَّاعَةَ خَالِصًا لِلَّهِ
وَحْدَهُ، لَا يُرِيدُ بِهَا تَعْظِيمًا مِنْ النَّاسِ وَلَا تَوْقِيرًا، وَلَا
جَلْبَ نَفْعٍ دِينِيٍّ، وَلَا دَفْعَ ضَرَرٍ دُنْيَوِيٍّ.[18]
99- قال ابن القيم:
إِنَّمَا يجد الْمَشَقَّة فِي ترك المألوفات والعوائد من تَركهَا لغير الله،
فَأَما من تَركهَا صَادِقا مخلصا من قلبه لله فانه لَا يجد فِي تَركهَا مشقة
إِلَّا فِي أول وهلة ليمتحن أصادق هُوَ فِي تَركهَا أم كَاذِب.[19]
100- قيل لحمدون بن
أحمد القصار: ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا؟ قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام
ونجاة النفوس ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس وطلب الدنيا ورضا الخلق.[20]
19/7/2016م
[1]فتح
القدير (4/515).
[2] مجموع الفتاوى (10/602).
[3]قوت
القلوب (2/268).
[4]قوت
القلوب (2/268).
[5]قوت
القلوب (2/268).
[6]الزهد لأحمد بن حنبل ص194.
[7]قوت
القلوب (2/268).
[8]قوت
القلوب (2/268).
[9]صحيح مسلم.
[10]قوت
القلوب (2/270).
[11]قوت
القلوب (2/270).
[12]قوت
القلوب (2/272).
[13]حلية الأولياء (2/313).
[14]قوت
القلوب (2/275).
[15]الإخلاص والنية لابن أبي الدنيا ص52.
[16]حلية الأولياء (4/288).
[17]صفة
الصفوة (2/330).
[18]قواعد الأحكام في مصالح الأنام (1/146).
[19]الفوائد ص107.
[20]صفة الصفوة (2/314).