هجرتُ الحياةَ وكُلَّ الأحبــــــةِ
كأني ارتضيتُ الشقاءَ صديقـا !
لشوقي أُدمرُ دونَ هــــــــوادة
وأشعلُ فوقَ الحريق ِ حريقــا !
صواعق ُ رعدٍ تشقُ السمـــاءَ
فاهرب منها إليها عشيقــــــــا !
أجدفُ خلفَ محطاتِ الزمــان ِ
فأبدو كطيفٍ يغورُ سحيقــــــا !
بغير ِ اتجاهٍ زورقي يطفـــــــو
وتهزأ ُ ذاتي بذاتي رفيقـــــــا !
شربتُ الحياة َ شراباً مَريــــرا
ومُرُّ الشرابِ شراباً أنيقـــــــا !
كطير ٍ ذ َبيح ٍ دماءه شَّحـــــتْ
أنينه يخفقُ خفقا ً رقيقــــــــــا !
وعمري ثوان ٍ إذا ما رَجعــتُ
لِمرة وأَلفٍ أقيسُ الطريقــــــا !
وتلك النجومُ بقلبِ الظـــــــلام ِ
عيونُ عجوز ٍ تنثُ بَريقـــــــا !
سجيناً بشبرٍ ولكنَّ طـَــــــرفي
يجوبُ السنينَ كضوءٍ رشيقــا !
تباركت ربي أنَّ العطـــــــــاءَ
يفيضُ علينا مِنكَ غدوقـــــــا ..
فها ذكرك بقلبي وجــــــــــوداً
يقيناً أراهُ وليسَ فسوقـــــــــــا !
بسري وجهري تبقى عليــــــمٌ
وتعرفُ قبلي أني صدوقــــــا !
هنيئاً لنفس ٍ تُملئُ حبــــــــــــاً
وتغرقُ كي تـُنجي غريقــــــا !
بفجر ِ ((الناصرة)) يحومُ قمرٌ
عليهِ شَّعرُها يُرخى طليقــــــا !
تخافُ مِنْ أنْ يقتلـــــــــــــــوهُ
فتُخفيهِ بقلبِ أ ُم ٍ شفوقـــــــــا !
حبيبتي مَّنْ قـَيَّد يديـــــــــــــكِ
فلم تـَسق ِ شاعِرُكِ الرحيقــــا !
بعيداً كُلُ يوم ٍ يمـــــــــــــوت ُ
ولكنْ عِندَ رؤيتكِ يفيقــــــــــا !
إلى ما يبقى أمامكِ يبكــــــــي
كطفل ٍ غرير ٍ يبدو صعيقــــا !
حنانـُكِ .. هلا سترتي علــــى
دمع ِ كهل ٍ يذرفه ُ عقيقـــــــا !
فقد عانى ما لا يُطـــــــــــــاقُ
كأن العذابُ يملكهُ رقيقــــــــا !
تهالكَ بعدَ عُمر ٍ طويــــــــــل ٍ
سِنينه ُ جُلـًّها ضيقا ً فضيقــــا !
بقايا دماءهُ بلا دبيــــــــــــــبٍ
فقد خـَلت مِنها العروقــــــــــا !
يشاءُ بما شاءَ اللســــــــــــــانُ
وشرُ الشرور ِ سفيرا ً صفيقا !
أيا وطني بأمر ِ الله أبشِــــــــرْ
بأنَّ كلانا للآخر يليقــــــــــــا !
فهذي فيالق الحق ِ جاءَتــــــكَ
تعدو فريقا ً يسبقه ُ فريقــــــا ..
ترى أَنَّ الموتَ بقاءٌ لهـــــــــا
وأَنَّ سواد ظـُلمته شروقــــــا !
أبو الراغب
16/4/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"