ودعت هيئة السياحة (مؤسسة حكومية)، أمس الجمعة، المرافق
السياحية الواقعة على ضفاف الأنهار لاتخاذ الحيطة والحذر، لغرض الحفاظ على سلامة
المواطنين من ارتفاع مناسيب مياه الأنهار.
وقالت الهيئة في بيان إنه “على كل المرافق السياحية من
فنادق ومنتجعات سياحية ومطاعم التي تقع على ضفاف الأنهار اتخاذ الحيطة والحذر
والإجراءات الاحترازية وتطبيق شروط السلامة وتعليمات الدفاع المدني للحفاظ على
مواطنينا من ارتفاع مناسيب مياه الأنهار”.
وأضافت أن “هذه الإجراءات هدفها تجنب حدوث أي كوارث
بيئية”، داعية “جميع مواطنينا للالتزام بالتعليمات الصادرة”، كما دعت “قواتنا
الأمنية لأتخاذ واجباتهم وتطبيق شروط وتعليمات السلامة العامة لأي طارئ”.
كذلك اعلنت مديرية الدفاع المدني، التابعة لوزارة
الداخلية ، إنذار جميع الأسر الساكنة قرب ضفاف نهر دجلة، بعد تنبيهها بارتفاع
مناسيب النهر.
مصادر متطابقة (صحافية وشهود عيان) أكدت إن مفارز
الدفاع المدني تراقب ضفاف نهر دجلة، وأنذرت جميع العائلات القريبة من أكتاف النهر،
في إجراء يأتي تحسباً لوقوع أي طارئ.
التطورات الأخيرة والمتسارعة في ملف السيول والفيضانات
التي يتعرض لها العراق، على خلفية موجة الأمطار، والسيول القادمة من إيران، دفع
وزارة الموارد المائية الاتحادية إلى توجيه كتاب رسمي إلى محافظة بغداد، حذّرت فيه
المواطنين من ارتفاع مناسيب نهر دجلة إلى 33 متراً. “القدس العربي” حصلت على نسخة
من الكتاب الرسمي، الذي ورد فيه: “من المتوقع إطلاق موجة مائية تدريجية ومسيطر
عليها في نهر دجلة من مؤخر سدة سامراء (في محافظة صلاح الدين) وباتجاه مدينة بغداد
ومؤخرها، اعتبارا من صباح غد الجمعة (أمس)”.
وطبقاً للكتاب الحكومي فإن “هذه الموجة سترفع مناسيب
نهر دجلة في بغداد بحدود 3 امتار عن المنسوب الحالي، ليصبح منسوب بغداد بين 32
مترا و 33 مترا، وهو أدنى من منسوب ضفاف النهر البالغ 36 مترا”. الوزارة دعت أيضاً
المواطنين ضمن حوض النهر إلى “أخذ الحيطة والحذر والخروج من حوض النهر اعتبارا من
صباح (أمس الجمعة)، حفاظا عليهم من الأذى، لغاية مرور الموجة والتي ستستغرق ضمن
مدينة بغداد 3 أيام، بعدها تنخفض المناسيب تدريجيا لتعود إلى معدلاتها الطبيعية”.
على إثر ذلك، وافق محافظ بغداد فلاح الجزائري على رفع
جسر الكريعات لغرض صيانته وتأهيله، بناء على طلب قدمته مديرية طرق وجسور بغداد،
فيما حذر المتواجدين على شواطئ نهر دجلة من مطاعم ومنشآت ومواطنين من ارتفاع منسوب
المياه لمدة ثلاثة أيام.
وقال المحافظ، في بيان إن موافقته “جاءت أيضا نتيجة
لارتفاع مناسيب نهر دجلة بعد إطلاق موجات مائية كبيرة من سامراء باتجاه بغداد
نتيجة للأمطار التي هطلت مؤخرا”، لافتا إلى أن “هذه الموجات سترفع مناسيب نهر دجلة
ثلاثة أمتار حسب ما أبلغتنا به وزارة الموارد المائية”.
كما حذر المحافظ “أصحاب المطاعم والمشاريع الاستثمارية
فضلا عن إنذار جميع المتواجدين على شواطئ نهر دجلة من مطاعم ومنشآت ومواطنين من
التواجد في حوض دجلة واعتبارا من أمس الجمعة حفاظا على سلامتهم”.
كما لفت الجزائري إلى أن “ارتفاع مناسيب دجلة سيستغرق 3
أيام ثم يعود تدريجيا إلى وضعه الطبيعي”.
موجة التحذيرات من خطر السيول لم تتوقف عند المؤسسات
الحكومية، حيث دعت المفوضية العليا لـ"حقوق الإنسان" (خاضعة لرقابة "البرلمان")،
أمس الجمعة، المواطنين الساكنين على حافة نهر دجلة إلى توخي الحذر، بعد ورود
نداءات عاجلة بارتفاع منسوبه إلى أعلى المستويات نتيجة الإطلاقات الكبيرة من سدة
سامراء.
وقالت المفوضية في بيان، “ندعو المواطنين الساكنين على
حافة نهر دجلة إلى توخي الحذر بعد ورود نداءات عاجلة بارتفاع منسوبه إلى أعلى
المستويات نتيجة الإطلاقات الكبيرة من سدة سامراء، وكما ندعو الجهات الحكومية
ووزارة الموارد المائية باطلاق الخطط المناسبة لضمان سلامة المواطنين كذلك الحفاظ
على هذا المخزون المائي وتقليل الإهدار منه إلى أقصى حد ممكن”.
خطر ارتفاع مناسيب نهر دجلة لم يأت على العاصمة بغداد،
بل تعدى ذلك إلى محافظة واسط (180 كم جنوب شرق بغداد)، التي أعلن محافظها محمد
المياحي تفكيك جسرين عائمين على نهر دجلة، خشية تعرضهما للانجراف بسبب ارتفاع
مناسيب المياه.
ثلاثة أمتار فقط على امتلاء نهر دجلة ودعوات للإبقاء
على حالة الاستنفار القصوى
وقال المحافظ في منشور على صفحته في “فيسبوك”، إنه
“لإجراءات احترازية وبسبب صعود مناسيب نهر دجلة سيتم تفكيك جسري (برينج والأحرار)
العائمين وخروجهما عن الخدمة اعتبارا من صباح الجمعة (أمس) وإلى إشعار آخر”.
ودعا سكان المحافظة إلى الصبر والتعاون، وقال مخاطبا
إياهم “نطمع بصبركم وتعاونكم لكي لا يتضرر أحد، أرواحكم وممتلكاتكم غالية ومن
أجلها نتعاون ونعبر الأزمات”.
المصدر : البصائر - وكالات
1/8/1440
6/4/2019