
كنا قد نشرنا في موقع " فلسطينيو العراق " بتاريخ 9/3/2009 رسالة استغاثة ونداء عاجل لإنقاذ فلسطيني مسن يمر بظروف غاية في الصعوبة في البرازيل وهو الفلسطيني " فاروق مصطفى "ورابط الخبر هو :
نداء عاجل لإنقاذ فلسطيني مسن في البرازيل
وقد وصلتنا هذا اليوم رسالة من لاجئ فلسطيني آخر هناك في بلاد الأمازون تدل على عناة ومشقة في العيش هناك ونترككم مع الرسالة التي وصلتنا من الفلسطيني ( عصام عرابي ) :
منذ السنة والنصف ونحن ننادي ونستغيث ونستصرخ أصحاب الضمير الحي من هيئات ومؤسسات ومنظمات حكومية وغير حكومية وسفارات ودول ، دون أن يلتفت لنا أحد ،، إننا كفلسطينيين نعلم أنه شبه المستحيل الإلتفات لنا مهما كانت معاناتنا حتى لو وصلت هذه المعاناة حد الموت ، وبعد هذه التجربة المريرة في البرازيل وتجنب الجميع لنا هنا من هيئات ومنظمات
حتى الفلسطينية منها بل أستطيع القول أن دورهم معدوم للغاية نحن هنا لا نجد أي مساندة لنا ولقضيتنا .. بل إن الجميع يتجنبنا... ومنذ أسابيع تصلنا تهديدات المفوضية العليا للاجئين بأنه يجب علينا الإسراع في تدبر أمورنا لأن فترة العامين شارفت على الإنقضاء وأن المفوضية ستقوم بقطع الرواتب عنا وإيجارات الشقق التي نسكنها أي بعد ( 6 ) أشهر من الآن ونحن مطالبين في بلد مثل البرازيل نسبة العاطلين عن العمل من البرازيليين تصل إلى أكثر من سبعين
مليون شخص وآلاف مؤلفة مشردة في الشوارع في بلد تسوده أجواء العصابات والقتل والسرقات ، في ضل كل هذا مطالبين بتدبر أمورنا وكأننا تجار جئنا بمحض إرادتنا لنقوم بالأعمال التجارية هنا ولسنا لاجئين ننتظر رحمة الله علينا من ظلمهم ....
منذ الأشهر الأولى لنا هنا وقد لاحظنا سوء الأوضاع التي نعيشها ولم نسمع من المفوضية العليا للاجئين ومؤسسة أساف المشرفة علينا سوى كلمة ( لا يوجد نقود) ليس لديهم نقود لأي شيء !!!.
مع العلم أننا لم نتلقى من تعلم اللغة البرازيلية ما يفي بالغرض في هذا الجانب .وكنا ولا زلنا نطالب بذلك ، دون مجيب ،،، جئنا إلى البرازيل ومعنا حالات مرضية خطرة تستوجب العناية الصحية والعناية الخاصة والنظر فيها بجدية ، ومنذ سنة ونصف ونحن نطالب بعلاج لمرضانا وبالذات حالة المريض لؤي سمير عودة الذي يعيش بنصف رئة قابلة للإنسداد في أية لحظة ، حينئذ يفقد حياته من الإهمال الذي يعانيه على صعيد علاجه .
أما من جهة أخرى فإننا نسكن في قرية صغيرة العمل فيها يكاد يكون مستحيل ولو تكلمنا عن أحسن راتب ممكن أن يتقاضاه العامل هنا يصل ال(500 ) ريال برازيلي وأصغر شقة هنا إيجارها 500 ريال فكيف يعيش من يتقاضى مثل هذا الأجر وعليه إعالة عائلة مكونة من أربع أفراد ؟ والأسعار هنا في إرتفاع مستمر من جهة أخرى أجور كشف الأطباء تصل ما يعادل (100) دولار أمريكي أي في حالة مرض من أجره (500) ريال شهرياً موته أحسن من علاجه لإنه لن يتمكن من العلاج ....
في ظل كل هذه الأوضاع نحن مطالبين الآن بتدبر أمور معيشتنا ونحن بلا عمل ولا نعرف لغة ولا نعرف من أين نذهب وأين نأتي ، وعندما ذهبنا للإعتصام للمطالبة بحقوقنا بحياة كريمة يسودها الأمان الاجتماعي ،، تم الضغط علينا وإعادتنا إلى القرية التي نسكنها وجاء مدير المفوضية خافير مع مديرة منظمة أساف ومترجمة للغة العربية ولم يرفض أي شيء مما طلبنا وبعد ذهابه أتضح أنها زيارة للكذب علينا لإسكاتنا لإذلالنا لمعاملتنا باستحقار وعادوا لاستخدام سياسة أقبح من سابقتها في التعامل معنا ...
لنكون أوضح إن السياسة المتبعة معنا الآن هي سياسة اللامبالاة سياسة لا عين ترى ولا أذن تسمع ....لنحاول وضع النقط على الحروف !!!!!.
كنا نعيش في المخيمات بالرغم من سوء أوضاع المخيمات كنا تحت سقف خيمة تأوينا !! في البرازيل سيتم إلقائنا مع أطفالنا إلى الشوارع ...
كنا نعيش في المخيمات تساعدنا منظمات إنسانية بمواد غذائية وحليب للأطفال وخلافه !! في البرازيل سيترك أطفالنا ليلاقوا حتفهم من الجوع في الشوارع .. كنا نعيش في المخيمات تحت حماية من قبل الدولة المستضيفة للمخيم بأمان !! في البرازيل أصلاً لا يوجد أمان أن تضع خيمة وتسكنها سيكون مصيرنا السرقة وخطف نسائنا وأطفالنا وممكن قتلنا إذا قاومنا من يريد ذلك.
كنا في المخيمات عندما يمرض أطفالنا نأخذهم مباشرة إلى المستوصف أو المركز الصحي هناك !! في البرازيل إذا مرض أطفالنا علينا الذهاب من الساعة الرابعة فجراً لنحصل لهم على موعد وسوف يكون الموعد بعد إسبوع أو شهر أو أكثر ..... كنا في المخيمات الحالات المرضية مثل حالة لؤي سمير تتابعها المنظمات المعنية بذلك ويتم علاجها في الدول القادرة على علاج مثل تلك الحالات !!في البرازيل تترك مثل حالة لؤي ليموت بمرضه ولا يفعل له أحد شيئاً مخافة من أن تخسر المفوضية عليه أي مبلغ من المال ..... كان الهدف من إستقبال البرازيل لنا هو إعادة تأهيلنا ودمجنا في المجتمع البرازيل لنعيش بإستقلالية حياة كريمة !! كما قالوا ، كيف وأين تلك الحياة في كل ماذكر ،، هل من العدل أن تخرجنا المفوظية من المخيمات حتى لو كنا نعيش في خيمة لتلقي بنا وأطفالنا إلى الشوارع في بلد غريب عنا بكل شيئ هل هذا هو البرنامج الإنساني ؟.
نحن ندرك الأن أننا وقعنا بين أيادي من ليس عندهم ذرة من الضمير والرحمة والإنسانية ، بل إننا مثل من دخل إلى كهف مظلم يبحث فيه عن ثقب صغير يرى النور من خلاله ... وقد إتضحت لنا الصورة كاملة بأنه لا يوجد بصيص أمل صغير في أي مستقبل لأطفالنا في البرازيل ،، لأن هذا البلد ليس من الدول القادرة على إستقبال لاجئين وتحمل مسؤوليتهم وضمان إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع فلم نرى أي إمكانية لذلك .... إننا نوجه ندائنا هذا إلىمن لديهم الإنسانية والضمير الحي لمساعدتنا ومساعدة مريضنا الذي يعيش بنصف رئة قابلة للإنسداد بعد فترة وإنتشالنا من هذا الوضع المأساوي الذي نعيشه.
مع فائق الاحترام والتقدير ،،،
عصام عرابي – البرازيل
25/3/200