المهاجرون المفقودون .. نارٌ مشتعلةٌ في قلوب عائلات غزية ترفض فقدان الأمل

بواسطة قراءة 671
المهاجرون المفقودون .. نارٌ مشتعلةٌ في قلوب عائلات غزية ترفض فقدان الأمل
المهاجرون المفقودون .. نارٌ مشتعلةٌ في قلوب عائلات غزية ترفض فقدان الأمل

وكان محمود قد غادر قطاع غزة عبر معبر رفح ثم إلى ليبياً عام 2014، وانقطعت أخباره بعد أشهر من وصوله للدول الساحلية.

ويؤكد والد محمود لصحيفة "فلسطين" أن العائلة تواصلت مع "اللجنة الدولية لـ"الصليب الأحمر"" في قطاع غزة من أجل تقديم أي معلومات عن ابنهم المفقود في ليبيا، ولكن لم يتم الحصول عن أي معلومة.

ويقول عودة: ""الصليب الأحمر" أوضح لنا عدم وجود أي مكتب له في ليبيا بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة هناك، ولكنه أفادنا بهاتف الهلال الأحمر الليبي الذي اتصلنا به، وأخبرنا بعدم توافر معلومات حول المفقودين أو وجود قاعدة بيانات عنهم".

ويضيف عودة: "كل الأخبار التي تأتينا من ليبيا غير دقيقة، ومتناقضة، فمرة يخبرنا أحد الأقارب من هناك عن عثور الجهات الرسمية على جثث مهاجرين غير شرعيين ومنهم فلسطينيون، وبعد إرسال الصور لنا يكون ابننا غير موجود ضمن هؤلاء الغرقى".

ويتابع: "أنا لدي أمل كبير أن ابني لم يغرق، وتمكن من الخروج للساحل، ولدي اعتقاد أنه قد يكون معتقلا في أحد السجون الليبية التي ترفض إدارتها الاتصال بنا أو إخبارنا عن طبيعة وضعه، كما سمعنا من أكثر من شخص عاد من ليبيا".

المرصد الأورومتوسطي لـ"حقوق الإنسان" -ومقره جنيف- كان قد أوضح في تقرير له نشر في سبتمبر 2014، أن ما بين 400 و450 شخصًا، بينهم نحو مائة طفل ومعظمهم من الفلسطينيين، تعرضوا للإغراق المتعمد في عرض البحر قبالة ليبيا.

ويؤكد المرصد في تقريره أنه وفقاً للإفادات المختلفة وملابسات الحادث معظم المهاجرين بالقارب فقدوا حياتهم.

كذلك منظمة الهجرة الدولية أكدت في حينها أن نحو 400 شخص، بينهم عشرات الفلسطينيين، من الساعين إلى الهجرة إلى أوروبا اعتبروا في عداد المفقودين بعد غرق السفينة التي كانت تقلهم في عرض البحر الأبيض المتوسط.

ولم يكن الحال للمعلم عمر الدجاني أفضل من سابقه، فالآخر فقد ابنه خلال طريقه للهجرة إلى أوروبا عبر البحر.

ويقول الدجاني لصحيفة "فلسطين": "في عام 2014 خرج ابني أحمد عبر معبر رفح البري ووصل بعدها إلى مدينة الإسكندرية المصرية الساحلية، وكنا على تواصل مستمر معه، إذ تحدث لنا قبل بدء رحلته البحرية بدقائق، ولكن بعد دخوله البحر فقد الاتصال به".

ويضيف الدجاني: "بعد فقد الاتصال لم نشعر بالخوف كون علمنا أنه عند الإبحار تنقطع الاتصالات، وهو كان قد أخبرنا بعدم الخشية عليه بسبب ذلك، ولكن تواردت أنباء بعد ساعات قليلة من إبحاره عن غرق سفينة تقل مهاجرين فلسطينيين".

ويشير إلى أنه بعد فقدان الاتصال بابنه لم تصله أي معلومة من مصدر رسمي تفيد بوفاته بسبب غرق السفينة التي كان يستقلها خلال رحلة الهجرة أو نجاته.

ويؤكد أن تضارب المعلومات أعطاه شيئا بسيطا من الأمل أن ابنه على قيد الحياة.

ويستبعد والد المفقود أحمد أن يكون ابنه توفي غرقا، لعدم وجود جثة تؤكد صحة هذه الفرضية، أو خروج أي من مقتنياته إلى الشاطئ.

 

المصدر : فلسطين أون لاين

15/1/1441
14/9/2019