النقد الهدام وأثره على الفرد والمجتمع

بواسطة قراءة 3791
النقد الهدام وأثره على الفرد والمجتمع
النقد الهدام وأثره على الفرد والمجتمع

ان هذا النقد الهدام للنشطاء العاملين والمصلحين انما هو هدم صروح الأمة ويقوضون أركانها حين يزعزعون ثقة الناس بكبارهم ومصلحيهم فينصرفون عن الخير الذي يعملون ويفتحون الطريق للجهال يقولون بغير علم فيضلون ويضلون؟!

وأنهم بنقدهم الهدام للصالحين وأهل الخير يشيعون سوء الظن والريبة بين الناس فيفقد الناس قدوتهم حين يفقد المصلحون كرامتهم؟ نسي هؤلاء المتطاولون أن ديننا أمر بإقالة العثرات ونهى عن تتبع الزلات والثغرات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم، إلا الحدود))؛ [رواه أبو داود] فمن الدِّين ومن المروءة جبرُ نقص ذوي الهيئات وعدم تصيُّد أخطائهم إذ لا معصوم سوى الأنبياء فيه انتهاك صريح لحقوق الإنسان وإخلال بمبدأ تكريمه إذ كيف تحفظ الكرامة مع رمي الناس بعضهم بعضًا بالمعايب والقبائح متسترين وراء إصلاح الخطأ تارة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تارة أخرى بينما وِجهتهم بعيدة كل البعد عن هذا المبدأ النبيل والمطلب الجليل؟ فأهدافهم الخبيثة واضحة للعِيان ظاهرة لكل إنسان وهي الطعن والازدراء والسخرية والاستهزاء وإشاعة الفحش والسوء والنقد الهدام داخل في الغِيبة التي هي ذِكر الشخص بما يكره وهي من كبائر الذنوب وداخل في أذى المسلم على العموم وهو لا شك حرام مذموم إن تحقيق العدل والإنصاف في المجتمع لا يتأتى إلا بالنقد البنَّاء الناصح المخلص لا بمطلق التشهير والسب والتحقير والانتقاص والشائعات، والوقوع في أعراض الناس وكيل الاتهامات وزرع الشحناء وتوليد العدَاوات مما يفرِّق وَحدة المسلمين ويمزق صفهم وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة ولمِّ الشتات فهم كالذباب لا يقع إلا على قبائح الأشياء وهم عونٌ للشيطان على إخوانهم المسلمين وهم خُدَّام 
 
قد اقتصرت كل مهارتهم على الهدم

بئس ما قالوا وصنعوا ضلَّ مسعاهم وخاب مبتغاهم 
إن علاج هذا النقد الهدَّام أن ينتهي صاحبُه عنه فورًا ويتوب إلى الله عز وجل منه فيا من وجَّه الانتقادات السلبية إلى الناس ظلمًا بغير حق وسعى إلى تقويض ما بنَوْا وهدم ما شادُوا تذكَّر حساب الآخرة وأنك تحبُّ أن تُذكَرَ حسناتُك وتُستَرَ سيئاتك فلربما أنصفت يومًا ويا أيها الذي سطرت مشاعرك وبنيت أحلامك وآراءك وسعَيْت لتحقيق آمالك لا يوقفِنَّك أمثالُ هؤلاء ولا يُوهِنَنَّ مِن عزمك تثبيطُهم وحقدهم ولا يعطِّلَنَّ مسيرةَ نجاحك نقدُهم وهجومُهم.

ثِقْ بربك وسِرْ على دربك واتركهم ينعِقون خلفك


بقلم مريم العلي

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"