بسم الله الرحمن الرحيم
في بداية كلامي نشكر سعادة السفير الفلسطيني وليد حسن على مقابلة أبناء الجالية الفلسطينية في قبرص للمناقشة معهم على أهم القضايا والحوارات الساخنة والتي تشغل بال تلك الجالية على مدار الأربع سنوات الماضية ولقد كان لتلك الزيارة الأثر الايجابي في نفوسنا في الوقت الحالي أو على المدى البعيد بغض النظر عن النتائج الحالية أو المستقبلية والتي خرجت من ذلك القاء كون ذلك اللقاء يتسم بالديمقراطية ومبني على الحوار بين جميع تلك الأطياف التي تشكلت من نفس الجالية .
أنا لم أكن حاضراً ذلك القاء المذكور أنفاً ولكنني شاهدت تلك الجلسة من خلال مقاطع الفيديو التي عرضت في موقع آخر وقد طرحت العديد من المشاكل والقضاية والاقتراحات التي تخص أبناء الجالية على مستوى جميع الكيانات والأطياف المعنية في اللقاء والجميع مشكورين على طرحهم لتلك القضاية رغم تقبل البعض لطرح الأخر وعدم تقبل البعض الأخر للطرح وذكرت العديد من القضايا التي تعتبر الجوهر الحقيقي لقضية اللاجئين الفلسطينيين في قبرص ومطالبة موقف السفارة منها أو بمفهوم أخر الموقف السياسي والدبلوماسي من تلك القضية وخصوصاً في موضوع تقرير المصير وحقيقة وجود اللاجئين الفلسطينيين في قبرص على المدى البعيد.
أرى بان هذه القضية هي اهم القضايا وسبب جميع المشاكل والضغوطات التي نتعرض لها في قبرص وعند تفسير تلك الجملة سوف نستطيع فك شفرة جميع القضايا الفرعية الأخرى والمبنية على القضية الأساسية ولكنني ومن خلال مشاهدتي لمقاطع الفيديو رأيت بعض الإخوة قد خرجوا عن تلك القضية وتمسكوا بطرح مواضيع برأيي إنها لم تكن بالمستوى المطلوب.
أنا لا أريد إن انتقص من ذلك الطرح وبارك الله بجميع من حضر وشارك في نقل الصورة سواء كانت مبنية على الايجابية او السلبية ولكنني اقصد علينا إن نتمسك بقضية واحدة أي بمعنى أخر على جميع الكيانات والأطياف عدم تبرئة نفسها من تلك القضية فأن كان ذلك الكيان مسؤول عن القضاية المدنية فحسب فأن القضية الأساسية هي جزء من جدول أعمالكم سواء كانت جمعية حقوق الإنسان أو بيت الجالية الفلسطيني وغيرها من الأطياف التي تمثل الجالية فان كانت هنالك ضغوطات من قبل أبناء الشعب الفلسطيني في قبرص على تلك الكيانات فهذا طبيعي و يأتي من الثقة التي منحناها لتلك الكيانات لكي تمثلنا في إيصال مشاكلنا ومقترحاتنا إلى الجهات المعنية والتي لها العلاقة المباشرة في تقرير مصيرنا سواء كانت على مستوى مناقشتنا مع الحكومة القبرصية أو مع سفارة دولة فلسطين في قبرص.
ورغم العديد من الجهود التي بذلت من تلك الكيانات لمعرفة آلية تعامل القانون القبرصي معنا ولم تكن تلك النتائج في مرضاة الجميع فيجب علينا إن لا نضع ذلك الجهد في خانة الفشل ولكن علينا آن نحلل أسباب عدم ايجابية تلك الجهود للوصول إلى نقطة انطلاق جديدة نستطيع من خلالها بلورة آلية تحاور جدية مع جميع ذوي الشأن في إعطاء القرارات الحاسمة وطوي صفحات الألم الذي لاحقنا منذ خروجنا من العراق وصولاً إلى هذه الأرض .
أن السفير الفلسطيني عندما قام بهذه الخطوة الأيجابية قام بها لأهداف وضعها لنفسه وفي خدمة الجالية هذا بنظري انا الكاتب ولا يمثل رأي مجموعة أخرى أو شريحة معينة أو كيان معين ,فقد أراد ان يسمع منا وبشكل مباشر عن معاناة الجالية وكيف نفكر وما هي درجة تكاتفنا مع قضيتنا الأساسية ومقترحاتنا بالتعامل معها , وهذا أمراً طبيعياً كونه رجل دبلوماسي ويتسلم مهام جديدة وسوف يتعامل مع مجتمع أخر فعلية أن يأخذ لنا صور عديدة لكي يضعها في أجندته لكي يدرك ما يفعله ومع من يتعامل في المستقبل في حال وجدت حلول جدية من طرف السفارة تجاهنا ,وهنا أقف عند هذه النقطة المهمة وهي نقطة انطلاق فكان عليه إن يلتقط صورة واحدة فقط وتمثل جميع الكيانات والأطياف المجتمع الفلسطيني ولا تمثل شخصية أو كيان معين وهي صورة التمسك بحق تقرير المصير والإصرار على أنها قضيتنا الأساسية التي تولدت عنها القضاية الفرعية الأخرى والتي قذفتنا في دوامة الصراع ما بين الخيال والمنطق.
ومن هذا المنطلق عليه إن لا يضجر منا من يمثلنا في حال القينا عليهم أعباء تحمل المسؤولية فنحن وضعناكم في مكانه ووضعنا ثقتنا بكم من اجل الوصول بنا إلى بداية انتهاء المعاناة وهذا لن يكون إلا بتمسكنا بحقنا بالكامل مع جميع من نتحاور معهم وعدم بناء صورة في داخلهم بان الانشقاق يعترينا ويخيم علينا ودائرة الضعف تحيط بنا حتى وعند النقاش في قضيتنا الجماعية.
ابو الوفا من قبرص
23/10/2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"