ويعد فياض أن هذا النزوح هو
الثاني له بعدما كان قد غادر القطاع إلى سوريا في أعقاب نكسة عام 1967 .
ويعيش فياض بالعاصمة دمشق منذ أن
ترك غزة عام 1967 وتزوج من لاجئة فلسطينية وأنجب منها 8 أبناء, وتزوج بثانية سورية
وأنجب منها 3 أطفال آخرين .
توقع فياض أن يجد حضنا دافئا لدى
أقربائه في القطاع بعد سنوات من الغربة, سيما أن الأوضاع السيئة التي عاشها في
سوريا خلال الثورة لا تخفى على أحد .
لم يجد ما كان يتوقعه من الإحسان
والكرم, فكل ما وجده هو الاهمال فلم يجد منزلا يأويه ويهون على أطفاله شيئا من
محنتهم .
وقال فياض لـ"الرسالة
نت" "أنا اليوم أسكن في غرفة كانت سابقا اسطبلا للخيل, بعد أن نظفتها
لتصلح للعيش وتسترني مع زوجتي وأطفالي الثلاثة" .
صمت فياض لبرهة وشهق فسالت الدموع
على خديه, وتابع: "جئت إلى غزة لأتعذب من جديد ووجدت ما كنت لا أتوقعه,.. في
سوريا كنت غريب ومن الطبيعي أن أجد صعوبات هناك لأنها ليس بلدي, لكن الصعوبات التي
وجدتها هنا أشد" .
تفحص بعينيه زوايا الغرفة
المتهالكة ودعا "الرسالة نت" لمشاهدة المكان من أجل التعرف على حجم ألمه
.
ولا يتوفر في الغرفة أي أثاث,
وتتكدس فيها أكياس أعلاف الحيوانات التي كانت تقيم قبله في الغرفة .
وقال فياض إنه كان يعمل موزعا
لاسطوانات الغاز فتعرض للملاحقة من قبل السلطات ومنع من مزاولة أي مهنة بحجة أن
أهل سوريا لهم الأولوية في العمل إلا أنه أصر على العمل ليوفر لقمة العيش لعائلته .
ومع انطلاق الثورة السورية ساءت
الظروف المعيشية له ولعائلته, وأضاف: "خلال الثورة كنا لا نأمن على أنفسنا
الخروج لتوفير لقمة العيش نتيجة الاضطرابات التي تعيشها سوريا والمجازر التي
يرتكبها النظام بحق المدنيين" .
ومع تفاقم الأوضاع قرر فياض ترك
سوريا والتوجه إلى غزة فاصطحب معه زوجته السورية وأطفاله الثلاثة, وانطلق من مطار
القاهرة ومن ثم للقطاع .
وناشد فياض بالتدخل العاجل
لإخراجه من الحياة المأساوية التي يعيشها مع أطفاله وزوجته السورية .
وقال إنه يحتاج للعلاج فيضطر
للذهاب إلى المستشفى مشيا على الأقدام لعدم وجود المال بحوزته .
الظروف السيئة التي يعيشها في غزة
لم تشغله عن زوجته الأولى وأبنائه الذين ما زالوا في سوريا, ويصف أوضاعهم بالصعبة,
متمنيا أن يتمكنوا من مغادرة سوريا ويصلوا إلى غزة حفاظا على حياتهم .
وغير بعيد عن مكان حوار فياض مع
"الرسالة نت" تجلس زوجته السورية تراقب الحديث وتتأثر لحالته النفسية
السيئة التي أصيب بها نتيجة الظروف المعيشة .
وظلت الزوجة تتمتم بكلمات الشكر
والحمد لخالقها على حالهم لتخفف عن زوجها آلام العيش الذي ابتلي به بعد أن فر من
القتل بسوريا .
وتتمنى أن تعيش بحال أفضل كما
كانت ترجو عندما قررت الانتقال مع زوجها للعيش في القطاع بين أهله وأبناء شعبه .
المصدر :
الرسالة نت
11/2/2013