غزة- محمد أبو شحمة
أكدت مصادر فلسطينية في العراق أن الأجهزة الأمنية العراقية و"مليشيات "طائفية" تقوم بعمليات قمع همجية بحق الفلسطينيين الموجودين بالعراق، من خلال الاعتداء على مكان سكناهم، وخطفهم وتعذيبهم في السجون العراقية .
وقالت المصادر ذاتها في تصريحات خاصة بـ"فلسطين": "إن الأجهزة الحكومية العراقية برفقة مليشيات طائفية تنفذ حملة اعتقالات دون أدلة أو سند قضائي، إضافة إلى تفتيشها للبيوت والشقق في مجمع البلديات الذي تتواجد فيه الجالية الفلسطينية وبطريقة همجية، كما وتجري مداهمات عشوائية ومتكررة دون معرفة الأسباب" .
وأضافت المصادر: "إن أفراد هذه الأجهزة يقومون بالسب والشتم أثناء عملياتهم، مع وجود تصعيد وتحريض إعلامي غير مسبوق ضد الفلسطينيين من قبل بعض وسائل الإعلام العراقية، من خلال اتهامهم بأنهم يمتلكون مخازن للأسلحة والذخيرة" .
وأوضحت أن المعتقلين الفلسطينيين يتعرضون لإهانات ومحاولات للانتقاص من كرامتهم وذلك من خلال اعتقالهم بطريقة همجية ومشينة أمام أبنائهم وعائلاتهم في مجمع البلديات، إضافةً إلى إجبارهم على الإدلاء باعتراف على قضايا لم يقترفوها.
وبينت المصادر أن الشاب الفلسطيني عماد عبد السلام أبو ربيع (30 عامًا) وهو من مخيم البريج وسط قطاع غزة قد توفي قبل أيام وعثر على جثته عليها آثار تعذيب وحشية بعد اعتقاله من قبل الأجهزة الحكومية العراقية جراء التعذيب والضرب المبرح في أحد السجون العراقية .
منعطف خطير
وأشارت المصادر إلى أن هذه الطرق في التضييق على فلسطينيي العراق تمثل منعطفًا جديدًا وخطيرًا في التعامل مع الفلسطينيين.
وقالت: "بعد أن كان الاستهداف عن طريق الاغتيالات والخطف والقصف بالهاونات والهجوم المباشر على المجمع من قبل المليشيات الطائفية، أصبحت الانتهاكات تأخذ منحى آخر وهو الاعتداء على مجمع البلديات بثوب القانون والأجهزة الأمنية بتهم جاهزة وهي الإرهاب" .
وأضافت: "إن هذه الانتهاكات المتكررة تهدف إلى تنفير من تبقى من فلسطينيي العراق وإرغامهم على ترك مجمع البلديات, لندخل في مأساة وتهجير جديدين وقبل الانتهاء من حلقات المأساة السابقة"، مؤكدًا أن الفلسطينيين ما زالوا ضيوفا على الشعب العراقي، ولا علاقة لهم بالحسابات والصراعات السياسية والطائفية هناك .
وفي السياق؛ دعا ناشطون وأكاديميون وإعلاميون ومؤازرون للفلسطينيين في العراق عبر "فلسطين" الحكومة العراقية إلى توفير الحماية الكاملة للجالية الفلسطينية في بغداد وتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه ضيوفهم، وفق اتفاقية جنيف الرابعة لحقوق اللاجئين .
وطالب هؤلاء الحكومة العراقية بإطلاق سراح كافة المعتقلين الفلسطينيين من السجون، أو الإسراع في محاكمتهم محاكمة عادلة وشفافة، ومعرفة أسباب وظروف اعتقالهم والاعتذار وتعويض من أطلق سراحهم عن الأضرار المادية والمعنوية، ووقف جميع أشكال التحريض الإعلامي الطائفي ضد الوجود الفلسطيني في العراق .
كما دعوا القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ومختلف الفصائل إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والوطنية تجاه جاليتهم، مناشدين المؤسسات الإعلامية الفلسطينية خاصة والعربية والدولية عامة بتحمل مسؤولياتهم المهنية تجاه ما يحصل، وتوضيح الحقائق للعالم بأسره .
وطالبوا أيضا مفوضية شؤون اللاجئين والمنظمات الإنسانية والحقوقية بتحمل مسؤولياتهم إزاء ما يحصل لفلسطينيي العراق من انتهاكات، كما دعوا الجامعة العربية وجميع الدول العربية إلى تحمل مسؤولياتهم الإسلامية والعربية والإنسانية لتفادي أي كارثة متوقعة وإيجاد حلول وبدائل للتخفيف عنهم .
حملة ممنهجة
وفي السياق ذاته، نددت هيئة علماء المسلمين بالعراق بالجريمة التي اقترفتها قوات مغاوير الداخلية الحكومية ضد اللاجئ الفلسطيني عماد عبد الرحمن "أبو ربيع"، الذي عثر على جثته في دائرة الطب العدلي وعليها آثار بشعة من التعذيب الوحشي وتثقيب جسمه بالمثقب الكهربائي وتعريضه للحروق مكبلة اليدين وعلى معصمه سوار سجين الداخلية.
وجددت الهيئة في تصريح خاص لـ"فلسطين"، مطالبتها المنظمات الدولية والشعبية ومنظمة التعاون الإسلامي؛ بالقيام بمسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في العراق، وضرورة الالتفات إلى معاناتهم ومآسيهم .
ونبهت إلى أنهم يتعرضون إلى حملة ممنهجة ومبرمجة، تهدف إلى تهجير من تبقى منهم من البلاد، تتم بأساليب معروفة من القوات الأمنية الحكومية باعتقال أبنائهم واختطاف آخرين وشن حملات دهم وتفتيش متوالية ويومية تروع الساكنين في المجمعات الفلسطينية مع استخدام الشتائم والألفاظ البذيئة وتدمير أبواب وأثاث الشقق السكنية .
وبيّنت هيئة علماء المسلمين، أن دائرة الطب العدلي امتنعت عن تسليم جثته إلى ذويه وأنها تسلمت الجثة من قوات مغاوير الداخلية، وأخبرت ذويه بأن لديها توجيهات من مصادر أمنية حكومية بعدم تسليم الجثة إلاّ بعد الحصول على الموافقة منها مباشرة .
وأشارت إلى أنه تم التعرف على اسم الضحية عن طريق كتابة اسمه بقلم حبر على ذراعه الأيمن، علماً أن الجثة تحمل سوار سجين الداخلية ومكبلة اليدين .
المصدر: موقع فلسطين أون لاين
7/2/2012