ما يميز الحروب في هذا الزمن لا يمكن إلا أن نسميه ( بحرب الجبناء) عندما كنا أطفال نتشاجر وكنا نقول إن من الشجاعة أن نقاتل واحدا مقابل واحد ، وليس من الشجاعة أن تحمل سكينا وغيرك اعزل فكيف تستخدم إسرائيل هذه الاسلحة أمام أنظار العالم من طائرات إف 15 إف 16 والدبابات والمدافع الثقيلة على من لا يمتلكها هل يجوز هذا في قانون مجلس الأمن كأنما مجلس الأمن هو فقط على العرب والمسلمين .
وهل من حق من يملك هذه الأسلحة أن يضرب ويقتل من يشاء وكيف شاء أي قانون يجيز هذا لقد علمنا الإسلام ان لا نقتل اعزل ولا نقتل طفلا ولا امرأة ولا نقطع شجره ، إسمعوا يا من تنادون بحقوق المرأة والطفل شاهد رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام امرأة مقتولة مع المشركين فغضب غضبا شديدا وقال ما لهذه المرأة تقتل فقالوا إنها كانت متلثمة وكانت تقاتل مع المشركين .
قد يقول قائل لماذا بدأت حماس بضرب الصواريخ ؟ إن اضعف المخلوقات لو حاولت أن تضيق عليه وتحاصره سوف يدافع عن نفسه فكيف بالذي يملك العقل والمشاعر إن ما فعلته صواريخ حماس ذات 30 كيلومتر والتي يبلغ طولها متر وبضع سنتيمات لم يكن هو سبب هذه المجازر إن ما فعلته حماس هو ذاك الإنسان الذي منعت عنه كل سبل الحياة من قطع للماء والكهرباء وحصار وتجويع وقطع المساعدات ثم تقول له وبعد كل هذا لم حاولت تخربش بأظفارك ثم تنهال عليه بكل هذه الأسلحة نعلم أن أسباب هذه الحرب بدأت منذ اليوم الأول الذي فازت به حماس ولم تقبل ان تعترف بدولة ( إسرائيل) إن الاعتراف ب(إسرائيل ) كقصة الأم الكاذبة والأم الصادقة اللاتي تنازعن على الطفل فهذه تقول هذا ابني وهذه تقول هذا ابني فلما حكم القاضي بتقسيم الطفل لنصفين وافقت الأم االكاذبة ولم توافق الأم الصادقة ، وفلسطين هو ذاك الطفل ، وإذا كنا نعتب وهذا العتب من باب المحبة والأخوة فعتبنا على حماس هو تحالفها مع إيران وغيرها التي نعلم ما لديهم من المخالفات الشرعية الكبيرة من قذف لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والتي برئها الله تعالى من فوق سبع سموات قال تعالى (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) حيث ان زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم أطهر الخلق وكان يحبها حبا كبيرا ويدافع عنها وأبوها هو أفضل رجل بعد الأنبياء ، وكذلك زيارة مرقد أبو لؤلؤه الفيروز قاتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع التبرك به في اليوم الذي قتل به عمر ودعمهم للميليشيات التي قتلت فلسطيني العراق وغيرها من المخالفات ليس الموضوع خاص لطرح هذه المخالفات وهي موجودة في مجلدات لمن أراد .
كذالك أين تهديدات إيران بنسف إسرائيل من خريطة العالم أليست هي جمهورية إسلامية أم المسلم فقط الذي يلبس العمامة السوداء ويتناكح بالمتعة وأين الذي حقق الانتصارات على إسرائيل في جنوب لبنان أليس يدعون أنهم حزب الله وهل الذين يقتلون في غزة ألا يشهدون بلا إله إلا الله لقد ضربوا أروع الأمثلة في معنى الشهادة ليتصور احدنا انه في لحظة هول الانفجار والموت والجثث بجانبه ألا يفكر بأهله بنفسه بأولاده إلى غير ذلك لم يفكر هؤلاء الأبطال إلا برفع إصبع التشهد لينطق بكلمة (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ) إن دل على شيء فإنه يدل على إنهم كانوا يعيشون مع هذه الكلمة وماتوا عليها ، لماذا تحاولون أن تحملوا غيركم فقط مسوؤليه ما يحدث في غزة كلنا مسوؤل أمام الله في هذا الموقف هذه هي ضريبة الإسلام التي تدعون به لا فرق اليوم بين مصر وإيران وإلا فليسمي دولته وحزبه بما شاء ولا ينسبها للإسلام هنا يبين الصادق من الكاذب والله تعالى يقول(وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ) هل هؤلاء فعلا هم حلفاء يمكن أن يستند عليهم.
اذكر قصه حكاها لي احد كبار قرية (إجزم ) في حيفا ونحن في بغداد خلاصتها أن رجل غنيا كان له ولد وهذا الولد دائم الخروج مع أصحابه وينفق أمواله عليهم فكلما يقول الاب لابنه اين أموالك فيقول عزمت اصحابي للشيء الفلاني وذهبنا للمكان الفلاني ، فاراد الأب أن يعطي ولده درسا عن معنى الصاحب فقال لولده ذات ليله يابني إنهض لقد جاء سارق لبيتنا فضربته فمات ولا أريد احدا ان يعلم اني قتلته اذهب ونادي أصحابك لكي يساعدونا في دفنه وذهب الولد مسرعا ورجع ولم يحضر أصحابه أين أصحابك ياولد قال الولد عندهم أشغال يا ابي ولن يستطيعوا مساعدتنا فقال الأب اذهب إلى فلان وقل له إن ابي يريدك ولاتخبره عن شيء ما حدث ذهب الولد وجاء هو وصاحب أبيه شاهر سلاحه يريد أن ينصره فأجلسه واخبر ولده ليس هناك سارق هل عرفت يا ولدي معنى الصاحب ، لو نرجع لقضية التقسيم والتي من خلالها يحاولون التطبيع مع الدول وأخذ معاهدات السلام فهي كذبه وخدعه انكشفت وبان زيفها نلاحظ أن قضية ولعبة المفاوضات لا تتحرك إلا في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي والإسرائيلي في كل دوره ثم ياتي رئيس جديد وتبدء مشكلة ومعركة جديدة تشغل العالم إلى أن يحتقن الوضع وإلى أن تبدأ السنة الاخيرة لولاية الرئيس فتبدأ المفاوضات من جديد وهلم جرا يا عرب فلنتفاوض تكرر هذا السيناريو مرات عديدة راجعوا التاريخ .
إن ما حدث من حرب الجبناء على غزة هو ذاته ما حدث لأهلنا في العراق فقد قصف الجبناء العمارات السكنية بالهاونات مرات عديدة وهم يعلمون إنهم عزل ومكتظة بالعوائل وكانت مجاميع الهمج من ميليشيات الحقد والغدر كالكلاب تهاجم الضحية فتنهش من لحمها بلا رحمة وهي معصوبة العينيين واليدين وتقتل بدم بارد الناس بالمثقب الكهربائي على الأسم والهوية من دون أي ذنب ، دعونا نناقش ماهو هدف إسرائيل من هذه الحرب هل هو إضعاف حماس وإعادة سيطره حركة فتح على القطاع ومن ثم عمل مفاوضات وإنشاء الدولتين كما يدعون لو رجعنا الى عام 1993 ومعاهدة اوسلو منذ 15 عام وهم ينادون بالسلام ويبنون المستوطنات ويستوردون اليهود الى فلسطين لقد بان هدفهم في أوسلو وبعد أن سمحوا لكثير من جنود منظمة التحرير دخول فلسطين هو خلق تيارين ذا منهجين مختلفين يتصارعون فيما بينهم مع تغذية هذا الخلاف واليهود هم عباقرة في زرع الخلاف بين الناس نلاحظ اليوم كل اللقاءت التي كانت من اجل السلام نسفت وغير مأسوف عليها وبدأ الكلام عن ضم غزة لمصر والضفة للأردن .
اللهم اجعل كيدهم في نحورهم اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم اللهم إرحم شهدائنا في العراق وغزة وشافي جرحاهم وفك أسراهم اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان اللهم يا مقلب القلوب اجعل أعمالنا وأقوالنا في سبيلك والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
9/1/2009
أبو عمار ياسر الماضي