وقال "النائب" عوفر كسيف، وهو نائب يهودي،
فاز ضمن القائمة المشتركة التي تضم 4 أحزاب عربية:" بشكل مقلق، تم الكشف في
السنوات الأخيرة، عن شهادات حية حول تورط الحركة الصهيونية، في ملاحقة اليهود، كي
يخرجوا من الدول العربية، ومن الممكن القول، إن مبعوثي الحركة الصهيونية كانوا
متورطين بسلسلة من الهجمات الإرهابية في العراق وبلدان أخرى".
وجاءت أقوال كسيف في خطاب ألقاه خلال جلسة للكنيست،
مساء الإثنين، خصصت لبحث موضوع المهجرين اليهود من الدول العربية، وأرسل مكتبه
نسخة منه خطابه للأناضول، الثلاثاء.
وسبق لـ"إسرائيل" أن نفت اتهامات مشابهة في
الماضي.
وأضاف:" من دون حذف ولو ذرة من ذنب الدول العربية
في التهجير، يجب أن نطرح السؤال: إلى أي مدى بعيد ذهبت الحركة الصهيونية والمؤسسة
"الإسرائيلية"، حتى تشجع على الهجرة إلى "إسرائيل"؟ هل سفكوا
الدم؟ هل ولدوا الكراهية؟ للاسف، الجواب نعم، لقد فعلوا".
وفي هذا الصدد، فقد ألقى كسيف باللوم أيضا على الأنظمة
العربية، التي قال إنها طردت اليهود.
وقال:" لم يندمل بعد جرح ترحيل يهود الدول
العربية، بينما هاجر الكثيرون إلى هنا من خلفية أيديولوجية، لكن بالمقابل تعرض
كثيرون آخرون للاضطهاد بسبب أعمال عنف وكراهية، في عمليات تهجير ممنهج، بقرار من
قبل سلطات الدول العربية، الذين قاموا بالتهجير برروا تصرفاتهم، مدعيين أن اليهود
مجموعة صهيونية معادية، وهذه مسألة تتعلق بالأمن القومي".
وأضاف كسيف: "الكثير من العائلات اليهودية، وليس
بالضرورة الصهاينة، أناس كان كل ذنبهم هو هويتهم ودينهم وتقاليدهم".
وتابع:" لا بد من الاعتراف بأنه في حين أن بعض
يهود الدول العربية، كانوا مقربين من الصهيونية وأرادوا الهجرة إلى
"إسرائيل"؛ إلا أن الكثيرين لم يكن حالهم كذلك، وكان يُنظر إلى اليهود
كعملاء، وقد تعرضوا للملاحقة والطرد بالقوة أو بالضغط، ومصادرة جميع ممتلكاتهم".
وأشار كسيف إلى أن "نسبة كبيرة من يهود الدول
العربية، وصلوا إلى هنا حرفيا كلاجئين، والشخص الذي جاء كلاجئ هو الشخص الذي فقد
منزله، حيّه ووطنه، فقد قسم من أصدقائه ومن أفراد أسرته، وعندما وصل إلى هنا، اضطر
للتخلي عن لغته أيضا، وإلى حد كبير عن ثقافته، في بوتقة الانصهار العنصري، وهذا
الجرح حمله المهجرون لسنوات، والكثير منهم سوف يأخذونه إلى القبر".
ولفت كسيف إلى أن الحكومات "الإسرائيلية"
"لجمت عملية المطالبة بتعويضات للمهجرين من الدول العربية".
وقال إن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" الأسبق
مناحيم بيغن، نفسه أدخل بندا في معاهدة السلام مع مصر، يمنع فيه مطالبات التعويض
الفردية، لليهود الذين تم ترحيلهم أو فروا من مصر، ومنعت وزارة الخارجية
"الإسرائيلية" مطالبة أسرة عراقية، الحكومة العراقية بالممتلكات التي
أخذت منها".
وأضاف كسيف:" إن سبب تصرف "إسرائيل"
هذا، كي يكون الأمر كورقة مساومة ضد اللاجئين الفلسطينيين".
وأشار كسيف إلى أن الحكومة "الإسرائيلية"
التي تتحدث عن حقوق للاجئين يهود من الدول العربية، عليها أيضا أن تعترف بحقوق
اللاجئين الفلسطينيين بما في ذلك بالعودة .
وقال كسيف:" الادعاء بأن تعويض اللاجئين
الفلسطينيين يجب أن يرتبط بتعويض اليهود المهجرين، هو جريمة ضد الطرفين، فاللاجئين
الفلسطينيين ليسوا مذنبين باضطهاد اليهود العرب، وليس على يهود الدول العربية
انتظار تعويض الفلسطينيين للحصول على ما يستحقونه، فللطرفين الحق بالعودة لبيوتهم
إذا رغبوا بذلك، فحق العودة ليس تهديدًا، بل حل".
وأضاف:" بالاعتراف بألم مهجري الدول العربية، يجب
علينا أن نستوعب ونحتوي ألم المطرودين في النكبة، فجرائم الترحيل وجرائم النهب،
العنف الذي كلف حياة الناس، طالت أيضا اليهود في قرون مضت، ولهذا علينا أن نكون
أول من يعترف بالإثم الذي سببناه لشعب آخر عند تأسيس الدولة".
وترفض "إسرائيل" الاعتراف بمسؤوليتها عن نكبة
ملايين اللاجئين الفلسطينيين وترفض عودتهم إلى ممتلكاتهم ما قبل حرب عام 1948.
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل"
حاليا إلى إلغاء وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
"الأونروا".
المصدر : وكالة أنباء الأناضول
6/4/1441
3/12/2019